رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مع عودة الحياة لطبيعتها : الحضانات تفتح أبوابها بشروط !

عوده الحضانات يثير
عوده الحضانات يثير مخاوف الامهات

أصحاب الحضانات يتعهدون بالاهتمام بالنظافة والتعقيم , وأولياء الأمور خائفون

 

د هانى الناظر: خفض أعداد الأطفال وتطبيق الإجراءات الاحترازية أهم شروط العودة

 

مع إعلان الحكومة عن انتظام الأعمال، وعودة الحياة فى مصر لطبيعتها ، مع استمرار اتخاذ الاجراءات الاحترازية، أصبح فتح الحضانات أمرًا لابد منه، خاصة أنه مر أكثر من 4 أشهر على إغلاق الحضانات مع بداية انتشار جائحة كورونا، وخلال هذه الفترة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى مطالب بعودة الحضانات ،  بعد أن تكبد أصحابها خسائر فادحة نتيجة التزامهم بدفع الإيجارات , والآن ومع عودة الكثير من القطاعات للعمل بشكل كامل، زادت المطالب بإعادة فتح الحضانات، مع  الالتزام باتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية الأطفال , وفى ظل تصريحات وزيرة التضامن باحتمال عودة الحضانات مع عودة الأعمال , اختلفت الآراء مابين مؤيد ومعارض , فالبعض يرى صعوبة تطبيق الاجراءات الصحية على الاطفال، نظرا لصغر سنهم , بينما رأى آخرون انها الحل الوحيد امام الأم العاملة , إلا أن القرار النهائى لحسم هذا الأمر يتوقف على مدى قدرة تلك الحضانات على الالتزام بالنظافة ومعايير السلامة لحماية أرواح أطفالنا .

ورغم مخاوف الأهالى إلا أن الحكومة أرسلت رسائل طمأنة لضمان سلامة الجميع،

حيث وضعت وزارة التضامن الاجتماعى شروطًا لعودة الحضانات للعمل ، وأكدت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى فى تصريحات صحفية ، أن المشرفات والاخصائيات فى الحضانات ملزمات بارتداء القفازات والكمامات، فى حين أن الأطفال لن يقوموا بهذه الخطوة، لأن ضررها قد يكون أكثر من نفعها، وأشارت إلى أن هناك لوائح إرشادية سيتم تطبيقها ، مضيفة أن السلوكيات الصحية والاحترازية ستستمر لفترة ، أضافت أنه يجب أن يتم تدريب الأطفال على حماية أنفسهم.

كما أعدت الوزارة بعض الضوابط لإرسالها للحضانات، والتأكيد عليها بضرورة الالتزام بها مع بداية فتح الحضانات .

كشفت الوزيرة عن تخصيص خط ساخن تحسبًا لأى طارئ فى أى حضانة، مع تكوين خط اتصال على وزارة الصحة لمعالجة الموقف فورا.

وأكدت الوزيرة أن أى ضرر يقع على الأطفال سيتم تعديل قرار عودة الحضانات، مشيرة إلى أن العمل سيبدأ كتجربة لفترة لتقييم الوضع.

كانت الوزيرة قد أعلنت البدء عن عودة الحضانات بشكل تجريبى منذ فترة، وذلك بفتح 196 حضانة تأهيلية ، وهى الحضانات المتخصصة لتأهيل أطفال  التوحد والتخاطب والإعاقات الذهنية، كمرحلة أولى ، على أن يتم البدء فى فتح الحضانات الأخرى بعد ذلك.

هذا وتشير بيانات وزارة التضامن إلى أن عدد دور الحضانات المرخصة يبلغ  14 ألفًا و272 دور حضانة للأطفال، تنتظر حسم مصيرها فى إطار خطة التعايش مع أزمة فيروس كورونا ، وما اذا كانت ستعود للعمل خلال منتصف الشهر الحالى أم لا , وتلك الأرقام تمثل عدد الحضانات المعتمدة والرسمية ، هذا بخلاف آلاف الحضانات المنتشرة فى كل شارع وحى و التى جعل منها الكثيرون وسيلة للربح , و تفتقد أغلبها لأبسط اشتراطات الأمان.

 لكن مع الأسف،  فهذه الدور تمثل الملاذ الوحيد أمام كل أم عاملة تضطر لترك أبنائها خلال فترات عملها فى الصباح للسعى وراء لقمة العيش , فالحضانة تعد البيت الثانى للطفل، حيث يقضى الأطفال وقتًا طويلاً فيها لحين عودة أمهاتهم من العمل , إلا أن الكثيرين اتخذوا منها وسيله للتربح، ففى الآونة الأخيرة ارتفعت أسعارها فى كثير من المناطق وخاصة حضانات اللغات والتى تتراوح أسعارها من 500 الى 600 جنيه للطفل شهريًا , و الحضانات المميزة والتى توجد فى المناطق الراقية وتتخطى أسعارها آلاف الجنيهات حسب الخدمات , أما الحضانات الموجودة فى المناطق العشوائية فتبدأ أسعارها من 100 جنيه , وهى بطبيعة الحال لا تتمتع بأى خدمات ,  الخطير فى الأمر ان هناك عددا كبيرا من الحضانات التى أُنشئت بطريقة عشوائية  , وهذه لن تلتزم بأى إجراءات احترازية وليس هناك ما يضمن قيام العاملين بها باتباع قواعد النظافة والإجراءات الصحية للأطفال , فطبقًا لأحكام قانون الطفل رقم 12 لسنة 1996 والمعدل بالقانون رقم 126 لسنة 2008 « لا يجوز إنشاء دار حضانة أو التغيير فى موقعها او مواصفاتها قبل الحصول على الترخيص بذلك من وزارة التضامن الاجتماعى، وكل دار لها الحق فى وضع الشروط الواجب توافرها فى الاطفال المقبولين لديها طبقا لنوع الخدمة التى حددتها فى طلب الترخيص لفتح الدار, وذلك من حيث الحالة الصحية والسن وفترة الرعاية والظروف الاجتماعية للطفل وتحديد نظام سداد الاشتراك وسعره طبقًا للخدمات المتوافرة بالحضانة .

 ومن ناحية أخرى، هناك شروط حددتها الوزارة لاستخراج تراخيص الحضانات اهمها : ضرورة الحصول على تصريح من وزارة التضامن، وهيئة الدفاع المدنى، واستخراج شهادة هندسية تؤكد سلامة المبنى ومطابقته للشروط البيئية، كما يجب الا تقل مساحة المكان المخصص لإقامة الحضانة عن 150 مترا، ومن ضمن تلك الشروط ضرورة حصول المالك على مؤهل تربوى ، فضلا عن ضرورة وجود إخصائية نفسية وطبيب أطفال بالمكان , إلا أن الكثيرين استغلوا غياب الرقابة وتجاهلوا أى اشتراطات وقاموا بفتح الحضانات دون مراعاه لأى قواعد أو شروط , هذا فضلاً عن ضرورة التوجه للحى التابع له المكان المخصص لإنشاء الدار، والحصول على خطاب تحويل للهيئة العامة للأبنية التى تتولى معاينة الموقع ، للتاكد من ملاءمته للمشروع، وفى حالة الموافقة يتم إصدار تقرير بمطابقة المكان للشروط اللازمة , ومن هنا يتم الحصول على التراخيص لمزاولة النشاط ، أما إذا كان الموقع غير ملائم فيتم رفض الأمر أو البحث عن مكان بديل لمزاولة المهنة.

وكانت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعى ، قد أعلنت فى مداخلة تليفزيونيه منذ فترة أنه من الوارد فتح الحضانات, حال ايجاد وتنفيذ السبل الاحترازية والنظافة اللازمة ، الا اذا ساءت الاوضاع بسبب فيروس كورونا المستجد فسيتم تأجيل القرار ، وهو ما تم بالفعل ، وأشارت إلى أن هناك متابعة  للإجراءات الاحترازية التى تتبعها الدول التى فتحت الحضانات بعد انحسار انتشار فيروس كورونا فيها  , وهناك رؤية يتم فيها دمج الواقع مع الاحتياجات، حيث يتم اتخاذ كافة الاحتياطات اللازمة من أجل التعايش مع الفيروس ,  وأكدت الوزيرة أنه تم تطوير 550 حضانة على مدار العامين الماضيين  , كما يتم العمل على فتح 1350 حضانة جديدة خلال الفترة القادمة

وكانت وزيرة التضامن نيفين القباج قد أصدرت قرارا مع ظهور فيروس كورونا فى شهر مارس الماضى بتعليق كافة الانشطة المتعلقة بالحضانات فى كافة محافظات الجمهورية لمدة أسبوعين ، وبعد ان تم اغلاق  المدارس والجامعات  نتيجة تفشى الفيروس استمر إغلاق الحضانات أيضا حتى الآن, إلا أنه مع عودة الحياة لطبيعتها فى العديد من القطاعات الحكومية و الخاصة , طالب الكثير من أصحاب دور الحضانات  بإعادة فتحها مع اتخاذ الإجراءات الاحترازية اللازمة لحماية الاطفال , فمن جانبها اكدت عبير راضى صاحبة حضانة أنه مع نزول السيدات العاملات أصبح وجود الأطفال الصغار فى المنزل يشكل خطرًا عليهم، لذلك فالحضانات هى الملاذ الآمن للأطفال وأمهاتهم، ومن ثم فعودتها أمر ضرورى، مؤكدة أن فتح الحضانات سيلتزم باتخاذ الإجراءات الاحترازية التى تضمن سلامة الأطفال والعاملين فى الحضانات.

وأضافت أن الأشهر الماضية كبدت أصحاب الحضانات خسائر مالية بسبب  الالتزام  بدفع الإيجارات كل شهر ، وقالت: لاشك أن عودة الأطفال للحضانة ستكون تدريجية , فلن يتم قبول نفس الاعداد التى كانت موجودة من قبل , بل سيتم قبول من له الأولوية والحالات التى تكون أمهاتهم

مضطرات للنزول للعمل وليس لديهن اماكن بديلة لبقاء الاطفال خلال وقت العمل  , لان هناك بعض الاطفال يأتون للتعلم و ليس للاستضافة ، و سنحرص على التباعد بين الأطفال , كما سيتم تنظيف المكان باستمرار , وقياس حرارة الاطفال يوميا وعدم قبول اى طفل يكون لديه اعراض نزلة برد , ولن يتم استلام أى طفل لا يرتدى الكمامة , وأكدت عبير أن الحضانات عليها عبء كبير لأن هناك ضرورة بتطبيق إجراءات السلامة على الصغار وعلى العاملات بالحضانة أيضًا , حيث سيتم إلزام الجميع بارتداء الماسكات طوال الوقت, مع الحرص على تطهير المكان أولاً بأول .

أولياء الأمور: موافقون بشروط

أما أولياء الامور فقد رحب البعض بعودة الحضانات ,  بينما اعترض البعض الاخر على فتح الحضانات فى هذا التوقيت ,  خاصة مع استمرار وجود الفيروس رغم انخفاض أعداد المصابين به، وتقول فاطمة رجب : لابد من إعادة فتح الحضانات لأن أغلب القطاعات بدأت بالعودة للعمل ، وهذا سيمثل مشكلة للمرأة العاملة،  فمن الصعب أن تصطحب أطفالها الى العمل  و تستقل وسائل المواصلات , فى ظل انتشار فيروس كورونا مما يعرضهم للخطر , خاصة وانهم لن يتمكنوا من ارتداء الكمامات , وترى ان الحضانة ستكون المكان الآمن لبقاء الاطفال خلال وقت العمل  لأنه من الصعب تركهم وحدهم ، لذلك فهى مع عودة الحضانات بشرط الحرص على الاهتمام بالنظافة واستخدام المطهرات باستمرار , وطالبت اصحاب الحضانات بالالتزام بالنظافة والتعليمات التى أعلنت عنها وزارة الصحة لحماية الأطفال، والحفاظ على صحة الجميع حتى تمر تلك الازمة بسلام.

اما هبة سعيد فترى أن الحل الأمثل هو استمرار غلق الحضانات , لأن خروج الأطفال من المنازل يشكل خطورة على حياتهم ويجعلهم عرضة للإصابة بالفيروس , ويجب ان تراعى كل أم صحة أبنائها وتجعلها فى المقام الأول , فمن الأفضل أن تحصل الأم العاملة على اجازة بدون مرتب لحين انتهاء جائحة كورونا بسلام , وتقول : أغلب الحضانات الموجودة الآن غير ملائمة لاستقبال الاطفال , وسوف تحدث الكثير من المهازل التى نحن فى غنى عنها فى هذا التوقيت , ففى السنوات الماضية شهدت بعض الحضانات العديد من الحوادث المؤسفة , وهذا دليل على غياب الرقابة على تلك الدور التى أقيم أغلبها بصورة عشوائية , و الآن لا يوجد ما يضمن التزام جميع الحضانات بالاشتراطات الصحية التى تحمى الأطفال من الأمراض و الفيروسات .

الخبراء : النظافة أهم

انقسم الخبراء ايضا ما بين مؤيد ومعارض، فمن جانبه يقول الدكتور هانى الناظر رئيس المركز القومى للبحوث سابقا : لا مانع من فتح الحضانات  اذا كانت تطبق الاجراءات الوقائية , التى تتمثل فى ضرورة خفض اعداد الاطفال , ولابد ان نضمن تعقيم ونظافة المكان باستمرار وخلوه  من التلوث , مع الحرص على التباعد بين الاطفال , ولابد أن يحرص كل من يتعامل مع الأطفال سواء مدرسات او عاملات على ارتداء الماسكات و الأطفال أيضًا , فإذا تمت حمايتهم جميعًا من مصادر العدوى لن يكون هناك خوف من عودتهم , مع الحرص على تهوية المكان باستمرار , واللعب فى الحديقة الخاصة بالحضانة , لأن الأطفال ليسوا بمنأى عن الإصابة بالفيروس، ولابد من  الاهتمام بغسل أيدى الطفل قبل وبعد الأكل بالماء و الصابون جيدًا , وأن يكون لكل طفل أدواته الخاصة من أكواب وأطباق وما إلى ذلك ، أما الأم فعليها تقديم الغذاء السليم للطفل لرفع مناعته , و الحرص على تناول الخضراوات و السلاطات  و العسل و الموالح اللازمة لإمداد الأطفال بفيتامين سى لحمايتهم من أى فيروسات

 ومن ناحية أخرى يقول الدكتور عصام القاضى عضو لجنة الصحة بالبرلمان : انه بالرغم من كون الحضانات تخفف من معاناة الكثير من الأسر , لأن المرأة العاملة تعانى الأمرين , لكن من الصعب تطبيق الإجراءات الاحترازية على الصغار داخل الحضانة , وهذا أمر فى غاية الاهمية ، وهناك أطفال فى مراحل عمرية صغيرة لن يتمكنوا من ارتداء الكمامة , و البعض الآخر لن يتحمل ارتداءها لعدة ساعات متواصلة  , ومن ناحية أخرى لن نضمن التزام العاملات فى تلك الحضانات بنظافة الأطفال وغسل أيديهم باستمرار , هذا فضلا عن أنه من الممكن أن تنتقل العدوى من المدرسات  للأطفال أو العكس، فهناك حالات حاملة للفيروس ولا تظهر عليها أى أعراض لكنها تنقل العدوى بسهولة للآخرين , وفى حالة إصابة الطفل بفيروس كورونا سيكون من الصعب عزله أو التحكم فى  حركته , لذلك فنحن فى حاجة إلى  التريث  قليلاً ، و ألا نتسرع فى عودة فتح الحضانات, فمن الأفضل أن تظل مغلقة لبعض الوقت , حتى نتمكن من عبور تلك المرحلة تماما , ويرى أنه على المرأة العاملة تنظيم أوضاعها خلال تلك الفترة بقدر المستطاع وترك الأبناء مع أحد أقاربها أفضل من تركهم فى الحضانة .