رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«ألزهايمر».. حياة بلا ذاكرة

مريض ألزهايمر يقف
مريض ألزهايمر يقف حائراً بين عجز الطب وقهر المرض

«ألزهايمر» مرض من نوع خاص، يصاب به كبار السن غالبا، يؤثر فى قواهم العقلية، تبدأ أعراضه بالنسيان، وينتهى بفقدان السيطرة على كل الحواس، الطب عاجز أمام هذه الحالة، إلا من بعض الأدوية التى تقلل من زيادة تدهور الحالة ولكنها لا تعالج المرض.

يؤدى المرض إلى تآكل خلايا المخ التى لا تتجدد، وبالتالى تزداد الحالة سوءا كلما تقدم العمر بالانسان، ولأنه لا يأتى إلا لكبار السن الذين هم أصلا فى حاجة لعناية خاصة، تزداد المأساة حين نجد أن آباءنا وأجدادنا الذين كانت عقولهم هى المحرك الأساسى لحياة الجميع، أصبحت هذه العقول كالورقة التى تم محو كل ما كُتب عليها من قبل، فلا هى بيضاء تماما ولا هى مملوءة بالكتابة.. أحيانا يتذكرون أشياء قديمة، وأحيانا ينسون كل شئ، فهو حقا مرض «اللى فات مات»، ينسى فيه المريض ماضيه، ويفقد القدرة على السيطرة على حواسه الطبيعية، وقد يصاب بمضاعفات شديدة بسبب تدهور حالته.

هذا هو حال ما يقرب من 300 ألف مواطن فى مصر، والعدد مرشح للزيادة بسبب زيادة أعداد كبار السن، وضعف الرعاية الصحية المقدمة لهم، فلا توجد مستشفيات كافية للتعامل معهم، ولا توجد جهة يمكنها أن تقف فى وجه المرض، فكل المحاولات التى تقوم بها المؤسسات العلاجية والبحثية فى العالم لم تصل إلى علاج حقيقى وفعال، كما أثبتت الدراسات أن الأدوية والفيتامينات والأطعمة والأعشاب ما هى إلا محاولات لايقاف تدهور الحالة، ليبقى الأمل الأول والأخير فى رحمة الله.

 

دفتر الألم.. فى العائلات المصرية

 

معاناة أسر مصابى ألزهايمر لا تقل عن معاناة المريض نفسه، فإذا كان المريض يعانى من تدهور حالته الصحية، فمعاناة الأسر مزدوجة، فهم يشعرون بالأسى أمام تلك الحالة التى وصل لها «الكبير» ويعانون أيضا فى التعامل معه، فهو يحتاج لعناية من نوع خاص، وحتى الأسر التى تستعين بمرافق تطال معاناتها المرافقين أيضا.

فإذا كانت الأفلام والمسلسلات قد ألقت بعض الضوء على حالة هؤلاء المرضى، فالحقيقة دائما أقسى وتحمل المزيد من المعاناة.

وتحكى «ميادة» عن معاناتها مع والدها المصاب بألزهايمر قائلة إنه يبلغ من العمر 85 عاما، كانت حالته الصحية جيدة جدا، إلا أنه أصيب فجأة بانهيار فى كل وظائف جسمه، لم يعد يقوى على الحركة وحين يتحدث معنا يتوقف فجأة عن الكلام، يسأل عن أسمائنا وأسماء أبنائنا، حتى الجليس المقيم معه، أحيانا يعرفه وأحيانا يتساءل «مين ده ؟» وأحيانا يتساءل عن والدتى التى توفاها الله منذ ما يقرب من 10 سنوات.

تبكى ميادة قائلة: الأطباء أكدوا لنا أنه لا علاج لحالته، فالأمر كله مرتبط بالشيخوخة، ونحن نعلم هذا جيدا إلا أنه من الصعب علىّ وعلى أشقائى أن نجد أبانا الذى كان يملك العلم والصحة والمال فى هذه الحالة التى يرثى لها،وأضافت: نحتسب كل هذا عند الله تعالى، إلا أننا فى النهاية بشر، يصعب علينا أن نشاهد والدنا فى هذه الحالة ولا نمتلك تقديم أى شىء له.

وتلتقط «دينا» أطراف الحديث مؤكدة أن والدتها تعانى من هذا المرض منذ ما يقرب من 3 سنوات، فى البداية كان الأمر مجرد نسيان، اعتقدنا أنها تفعله متعمدة لنهتم بها خاصة أنها كانت تقيم بمفردها، وبدأت الحالة تتدهور أكثر والنسيان أصبح أكثر من ذى قبل، أصبحت لا تعرف أطفالنا الذين كانت تعشقهم، ثم تحول الأمر بعد ذلك لعدم مبالاة بأى شيء، لا تهتم بنفسها، ولا بمواعيد الدواء ولا بشكلها، فأمى التى كانت مديرة مدرسة تقدس النظام والانضباط أصبحت لا تهتم بشيء ولا حتى بنظافة المنزل، توجهنا بها للطبيب فقال انها مصابة بألزهايمر ووصف لها بعض الأدوية التى لم تأت بنتيجة، ليتطور معها الأمر للشك فى كل من حولها حتى العاملة التى كانت تساعدها فى تنظيف المنزل والتى ترافقها منذ أكثر من 25 عاما أصبحت تشك فى انها تريد قتلها، لذلك اضطررنا إلى ايداعها أحد المستشفيات المتخصصة فى هذا المرض، ونزورها باستمرار إلا أن حالتها أصبحت أكثر تدهورا، فلم تعد تعرفنا ولا تعرف أبناءنا، وتتحدث عن أشياء ليس لها وجود. هذه المعاناة تعيشها آلاف الأسر وتختلف المعاناة من بيت لآخر حسب حالة المريض، والمحيطين به، وتنتقل هذه المعاناة من الأبناء إلى كل المحيطين بالمرض، حتى أن جمعيات رعاية المسنين تقوم بتدريب المتطوعين والشباب على التعامل مع مريض ألزهايمر بشكل خاص، حيث إنه يحتاج لرعاية شديدة خاصة فى الحالات المتقدمة من المرض التى يعانى فيها المريض من قصور فى وظائف الجسم، وأحيانا يتطور الأمر لحالة هياج تحتاج إلى تعامل من نوع خاص.

وفى هذا الاطار تقول هالة سيد جليسة مسنين إنها حصلت على تدريب لرعاية المسنين فى احدى الجمعيات الأهلية، وحينما عملت مع أحد المصابين بهذا المرض فشلت فى التعامل معه نفسيا، فالرعاية الجسدية للمسنين واحدة فى كل الحالات، مثل مواعيد الأدوية والنظافة الشخصية وما إلى ذلك يمكن القيام بها، إلا أننى فى البداية عجزت عن التعامل مع حالة الهياج التى كانت تأتى للسيدة التى كنت أعمل معها، وكانت شكوكها فىّ تجعلنى أبكى، ولما علمت إدارة الجمعية ذلك، قامت بإعداد دورة تدريبية متخصصة لنا للتعامل مع مريض ألزهايمر تحديدا، وكيفية التعامل معه نفسيًا وجسديًا، وتم التركيز فى الدورة على التعامل النفسى وكيفية استيعاب المريض والهلاوس التى قد يشعر بها.

وأكدت «هالة» أن حالة مريض ألزهايمر تحتاج عناية خاصة، فهو يعانى وتعانى معه أسرته ونحن أيضا نشعر بهذه المعاناة، فجميعنا عاجز عن التخفيف عن المريض،فهو يشعر بألم نفسى وجسدى ولا أحد يستطيع التخفيف عنه، وكل محاولاتنا مجرد مسكنات لعبور هذه المرحلة الصعبة من حياة المريض.

 

5 مراحل.. من النسيان إلى «الهذيان»

 

حتى سنوات قليلة لم يكن الكثيرون يعرفون شيئا عن ألزهايمر، وكان البعض يتعامل مع كبار السن الذين يعانون أعراضه على أنها أمر طبيعى مرتبط بالمرحلة السنية، إلا أن العلم أثبت أن ما يعانيه هؤلاء ليس مجرد أعراض شيخوخة، إنما هو مرض خطير يصاب به 5% من الأفراد فى المرحلة العمرية من 65 إلى 75 عاما، وتصل هذه النسبة إلى 50% فى المرحلة العمرية 85 عاما فأكثر.

و يعرف الأطباء ألزهايمر بأنه اضطراب تدريجى، يؤدى إلى تلف خلايا الدماغ وموتها، وهو السبب الأكثر شيوعًا لما يعرف بالخَرَف.

والخرف حالة مرضية تؤدى إلى انخفاض مستمر فى التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية، مما يؤثر سلبًا على المريض وتؤدى لانخفاض قدرته على أداء احتياجاته اليومية بشكل مستقل.

ورغم أن مرض ألزهايمر لا يشترط أن يصاب به كل الأفراد فى سن الشيخوخة، إلا أنه مرتبط بها دائما، وحتى عام 1906 لم يكن العالم يعلم شيئا عن هذا المرض، حتى اكتشفه الطبيب الألمانى «ألوسى ألزهايمر»، واستطاع بعده العلماء فى القرن الماضى أن يتوصلوا إلى كثير من الحقائق المهمة حول هذا المرض وأعراضه.

وتؤكد الدراسات التى أجريت على المرضى أن الأعراض تبدأ بنسيان الأحداث والمحادثات الأخيرة بسرعة، ومع تقدم المرض يشعر المريض بضعف شديد فى الذاكرة، ثم يفقد القدرة على أداء المهام اليومية.

ولكن النسيان لا يعنى الاصابة بالمرض دائما، وهناك أمراض أخرى قد يكون من أعراضها النسيان، ومنها الاصابة بالجلطات الدماغية، وحسب الأطباء عمر مريض ألزهايمر يمر بـ5 مراحل، أولاها المرحلة المبكرة للمرض، وفيها لا تظهر أعراض المرض، وقد لا يعلم الشخص ولا عائلته بأنه مصاب بألزهايمر، إلا من خلال الفحوصات الدقيقة والمتطورة، وقد تستمر هذه المرحلة لسنوات قبل اكتشاف الإصابة بالمرض.

وفى المرحلة الثانية التى يسميها الأطباء بمرحلة الضعف الإدراكى المعتدل، يعانى فيها المرضى من تغيرات خفيفة فى الذاكرة والقدرة على التفكير، لكنها لا تؤثر على حياة الشخص وعلاقاته الاجتماعية إنما قد تتأثر قدرته على اتخاذ القرارات السليمة.

أما المرحلة الثالثة فيسميها الأطباء بمرحلة الخرف البسيط، وفيها تظهر الأعراض واضحة على المريض حيث يعانى من مشكلات كبيرة فى الذاكرة والتفكير، حيث ينسى المريض الكثير من الأحداث قريبة الحدوث، وتزداد صعوبات التفكير والتوصل لاتخاذ أى قرار، وقد يصبح الشخص أكثر هدوءًا أو انطوائية، خاصة فى حالة وجود أشخاص آخرين فى المنزل، أو فى أى اجتماع عائلى، وقد يتحول للنقيض، ويصاب بغضب شديد لأتفه الأسباب، ويقل اهتمامه بكل شئ، بالاضافة إلى ايجاد صعوبة فى العثور على كلمات مناسبة للتعبير عن الأفكار أو الأشياء.

أما المرحلة الرابعة فهى مرحلة الخرف المعتدل، وتتضمن حدوث اضطرابات أكثر فى الذاكرة، وضعف فى الوظائف الإدراكية، ويحتاج فيها المريض إلى مساعدة على أنشطة الحياة اليومية والأمور الأساسية، حيث ينسى المريض عنوانه ورقم هاتفه، وقد ينسى من حوله، ويجد صعوبة شديدة فى التعامل مع الأرقام والحسابات حتى العمليات الحسابية البدائية مثل 1+ 1، ويفقد احساسه بالأيام والتواريخ، ويهمل شكله وملبسه.

أما المرحلة الخامسة والأخيرة فهى مرحلة الخرف الشديد، وهى مرحلة التدهور الإدراكى الشديد جدًّا، إذ يفقد المريض القدرة على التواصل والتحدث مع المجتمع، ولا يستطيع التحكم فى حركته ولا القيام بأداء مهامه الشخصية، وقد تتدهور الحالة حتى يفقد المريض القدرة على البلع والسيطرة على المثانة والأمعاء.

ويؤكد الدكتور أحمد إسماعيل استاذ الصحة النفسية أن الأسباب المؤدية للإصابة بمرض ألزهايمر هى انخفاض نسبة مادة «الأستاى كولين» والتى تعتبر أحد الموصلات العصبية الموجودة فى المخ، بالاضافة إلى ترسب مادة بروتينية تسمى «الأميلويد» فى خلايا المخ، مما يؤدى إلى تلفها، وقد تكون العوامل الوراثية مؤثرة ولكن بنسبة بسيطة جدا تصل لـ1%.

وأشار إلى أنه حتى الآن لا يوجد علاج لهذا المرض، ولكن الأدوية الموجودة تعمل على تقليل تدهور الحالة، بزيادة نسبة مادة «الأستاى كولين» بالاضافة لبعض العلاجات الأخرى التى تساعد على زيادة الأداء الوظيفى للمرضى، بالإضافة لبرامج الدعم النفسى والاجتماعى التى تعمل على زيادة ثقة المريض فى نفسه، ومساعدة أسرته على كيفية التعامل معه.

وأكد أن هناك دراسات وبحوثًا تجرى منذ سنوات طويلة للتوصل لعلاج فعال لهذا المرض إلا أن هذا العلاج لم يظهر للنور حتى الآن، ومع ذلك فالأمل ما زال قائما.

 

الوقاية خير من العلاج.. 9 أطعمة تحمى من الإصابة

 

تعتبر الدراسات العالمية ألزهايمر ثالث أسباب الوفاة بعد السرطان وأمراض القلب، فهو يؤدي إلى تآكل خلايا المخ، وبالتالى يعجز الجسم بعد فترة من الزمن عن أداء وظائفه الحيوية، وتكون الوفاة هى النتيجة.

وتشير الدراسات إلى أن هناك أطعمة يمكنها أن تقلل من خطر الإصابة بهذا المرض العضال، خاصة لدى الأشخاص الذين لدى عائلاتهم تاريخ مرضى للاصابة بالمرض، فهناك عدد من الأطعمة والمواد الطبيعية المفيدة فى الرقاية من المرض، وتناولها قد يقلل خطر الاصابة به، كما أنها تقلل من تدهور الحالات المصابة بالمرض.

ومن هذه المواد الطبيعية الشاي الأخضر وذلك نظرا لغناه بمضادات الأكسدة التى تحافظ على الأوعية الدموية في الدماغ، كما أنها تحارب نمو اللويحات المسببة للمرض فى المخ، ما يؤدي إلى تأجيل ظهور أمراض ألزهايمر وباركنسون أيضا.

كما أن مادة «البوليفينول» الموجودة في الشاى الأخضر تساعد في علاج أمراض الشيخوخة والتراكمات العصبية، مركب« الكاتشين » الموجود فيه يعمل على تحويل وتوجيه الإشارات العصبية بين الخلايا خلال التمثيل الغذائي،كما أنها تساعد على تقوية جينات الحياة في الخلايا، مما يساعد على حماية دماغ الإنسان المتقدم فى السن من حالات الخرف، واحتمالات الإصابة بمرض ألزهايمر.

أشارت الدراسات إلى أن الأسماك خاصة سمك السلمون تعتبر من المواد الهامة التى تقى من الاصابة بمرض ألزهايمر، حيث تلعب أحماض أوميجا 3 الدهنية الموجودة

في سمك السلمون دورا حيويا في الحماية من أمراض ألزهايمر والأمراض المتعلقة بتقدم العمر، حيث أثبتت الدراسات أن أحماض الأوميجا 3 تساعد فى إبطاء تراكم بروتين «تاو» الذي يؤدي إلى تطور التشابكات العصبية الليفية، بالإضافة إلى أنه يقلل من مستويات بروتين «بيتا اميلود» التي تتكتل في الدماغ وتشكل لويحات تؤدى للاصابة بأمراض ألزهايمر والخرف.

وبشكل عام فقد أثبتت الدراسات أن تناول المأكولات البحرية يقلل من الأمراض العصبية، كما أن زيت الزيتون أيضا من المواد التى تقى من الاصابة بألزهايمر، حيث إنه يحتوى على مواد تساعد على زيادة إنتاج البروتينات والإنزيمات،التي تساهم في تكسير لويحات الأميلويد، مما يحمى من الاصابة بالمرض، كمان أن له دورًا فعالًا فى تحسين التعلم والذاكرة.

ومن الأطعمة الهامة للوقاية من مرض ألزهايمر، العنب الأحمر حيث إنه يحتوى على مضادات الأكسدة التي تحمي الدماغ من تراكم الجذور الحرة فيه، كما تحميه من مركبات الحديد الضارة التي قد تؤدي إلى الاصابة بأمراض الدماغ مثل براكنسون وألزهايمر.

وأشارت الدراسات إلى أن العنب الأحمر يمكن أن يكون سلاحا فعالا فى مواجهة ألزهايمر، حيث إن مضادات الأكسدة تقى من تدهور حالة المصابين بألزهايمر، حيث إنها تمنع حدوث الاثار المدمرة للمرض.

كذلك فإن الكرنب والخضراوات الورقية لها دور في الحفاظ على القدرات العقلية للانسان، كما أنها تمنع الانخفاض الإدراكي المعرفي، وبالتالي تقلل من خطر الإصابة بألزهايمر، وذلك بسبب احتوائها على فيتامين ب 12، حيث أثبتت الدراسات أن فيتامين ب يساعد على الابطاء من الآثار المدمرة لمرض ألزهايمر، بالإضافة لاحتواء الخضراوات الورقية على فيتامين« ك » الذى يساعد على المحافظة على الصحة النفسية، كما أنه يساعد في إبطاء التدهور الإدراكي المعرفي ويساعد على المحافظة على اليقظة الذهنية.

كما أن القرنبيط والبروكلى بعتبران من الخضراوات الضرورية للوقاية من المرض لاحتوائهما على حمض الفوليك وفيتامين سى المضاد للأكسدة واللذين يلعبان دورًا هامًا في تحسين وظائف الدماغ، حيث إن حمض الفوليك يقلل من مستوى الحمض الأميني «الهموسيستين» الذي يؤدى للإصابة بالضعف الإدراكي المعرفي، كما أن المحافظة على مستويات فيتامين سي دقيقة بالجسم تعتبر عاملًا وقائيًا هامًا من ألزهايمر، كما أن مركبات فيتامين ب الموجودة في البروكلي يمكنها أن تخفف من اثار الإرهاق الذهني والاكتئاب.

كما أن القرفة تعتبر من التوابل الهامة التى يمكن أن تساعد في تفتيت اللويحات في الدماغ، وتقلل من الالتهابات فيه، بالإضافة إلى أنها تساعد في تدفق الدم للدماغ بشكل أفضل،وهو ما يمنع من ظهور أعراض ألزهايمر وأمراض الذاكرة.

الجديد أن إحدى الدراسات أكدت أن شم رائحة القرفة يمكنه أن يعالج اليقظة الإدراكية المعرفية، وبالتالي يحسن أداء الدماغ.

كما أن الكركم يعتبر أيضا من التوابل التى تساعد فى الوقاية من مرض ألزهايمر لأنه يحتوى على مركب الكركمين المضاد للأكسدة والالتهابات، ومن المركبات التى تحمي الدماغ من الاضطرابات الإدراكية المعرفية كمرض ألزهايمر، كما أنه يؤدى إلى تحسين تدفق الأكسجين فى الدم، لذلك تشير الدراسات إلى أنه يساعد على الوقاية من الاصابة بألزهايمر، كما أن احدى الدراسات أكدت أنه ساهم فى تحسين الأعراض السلوكية لكثير من المرضى المصابين بألزهايمر.

ومن المكسرات الهامة التى تحمي من الاصابة بمرض ألزهايمر عين الجمل، لاحتوائه على مضادات الأكسدة التى تقاوم تكدس البروتينات في الدماغ وتحميه من الإصابة بمرض ألزهايمر، كما أنها تقلل من فرص تدهور حالة المرضى المصابين به، كما انه مصدر جيد للزنك، وهو معدن يساهم في حماية خلايا الدماغ من تكدس الجذور الحرة.

وأوضحت الدراسات أن هذه المواد الطبيعية تعد أفضل وسيلة للوقاية من الإصابة بهذا المرض الذى لا علاج له، بالاضافة إلى أنها تقلل من فرص تدهور الحالات المرضية المصابة، لذا تنصح الدراسات بضرورة تناولها باستمرار، فالوقاية خير من العلاج.

 

أطباء يصفون «روشتة» التعامل مع المريض

 

أعداد المسنين تتزايد في مصر، واحتمالات تزايد أعداد المصابين بالمرض تتزايد أيضا ، وتزيد معها معاناة الأسر التي يوجد فيها مريض بألزهايمر ، ففي كل بيت يوجد فيه مريض توجد فيه مشكلة كبرى، حيث يعتبر الأبناء أو الأحفاد أن التعامل مع الجد أو الجدة المصابين بهذا المرض نوع من الجهاد، فأحيانا ينسى المريض أشياء، ويتذكر أخرى، وأحيانا يفقد تواصله مع العالم المحيط به ثم يعود لحالته الطبيعية وكأن شيئا لم يكن.

كل هذه التناقضات تجعل أسرة المريض في حيرة من كيفية التعامل مع مريض ألزهايمر،ولكن الدكتورة ولاء وسام أستاذ طب المسنين بكلية الطب جامعة عين شمس، ترى أن الأسرة لها دور في علاج مريض ألزهايمر، وكل مرحلة من مراحل إصابة المريض بالمرض لابد أن يكون لها طريقة تعامل خاصة، ففي المرحلة الأولى للإصابة بالمرض يبدأ المريض في نسيان بعض الأمور، وشيئا فشيئا يبدأ المريض في الانعزال عن الآخرين بسبب النسيان المتواصل، فأحيانا يسأل المريض عن شيء، و بعد فترة يسأل عن نفس الشيء، فحينما يبلغه أبناؤه بأنه سأل عن نفس الشيء من دقائق يحزن، و يبدأ في الانعزال.

لذلك ففي هذه المرحلة يجب على الأبناء مراعاة الحالة النفسية للمريض، فإذا تكرر سؤاله عن نفس الشيء، على الأبناء إعادة الإجابة وكأنه لأول مرة يسألهم عن هذا الشيء.

وأضافت الدكتورة ولاء أنه لابد من عرض المريض على طبيب، فقد لا يكون المريض مصابًا بألزهايمر، ولكنه نوع من أنواع الخرف التي يمكن علاجها، أو الإصابة بخلل في الغدة الدرقية، يكون من ضمن أعراضه النسيان ،أو تجمع دموي في المخ يؤدى للإصابة بالنسيان أيضا، و كل هذا يمكن علاجه بسهولة، و أضافت أن هناك حالات تكون بسيطة و يمكن علاجها، والأسرة تهملها على اعتبار أنه ألزهايمر وليس له علاج، و بالتالي تكون العواقب أسوأ.

وفي حالة إصابة المريض بألزهايمر في المرحلة الأولى،فلابد من إعادة تنشيط الذاكرة بتعليم المريض بعض الأنشطة الجديدة،أو الحرف اليدوية للنساء كالكروشيه والتريكو، أو لعبة الكلمات كأن ندعو المريض لتكوين كلمات من بعض الحروف، فكل هذه الألعاب تنشط الذاكرة، بالإضافة إلى تثبيت أماكن الأشياء، أو كتابة أماكنها حتى يتذكرها المريض، وكتابة مواعيد الأدوية.

وفي المرحلة المتوسطة للإصابة بمرض ألزهايمر، تظهر على المريض أعراض أخرى مثل الهلاوس والشكوك فيمن حوله، وهنا لابد من التوجه إلى الطبيب بسرعة، خاصة أن هناك بعض الحالات يصاحب هذه الأعراض عصبية قد تصل لحد العنف، وهنا يجب ألا نبادله العصبية بعصبية، بل لابد أن نلفت انتباهه لأشياء أخرى مثل الزرع أو الأعمال المنزلية البسيطة.

وعن الهلاوس و الشكوك التي يشعر بها لابد من توجيه عقله لأشياء مختلفة عنها، وشغله بأى أمور أخرى، مع إشعاره دائما بأنه محبوب من الجميع.

وفي المرحلة الأخيرة التي يفقد فيها المريض التواصل مع الجميع، و تفقد بعض حواسه قدرتها على العمل، فعلى أفراد الأسرة العمل على تنشيط حواسه، كأن نسأله عن نوعية الطعام المقدم له من خلال حاسة الشم، كما يمكن سؤاله عن الأشياء الموجودة حوله وأسمائها، ويجب أن نعرٍض المريض للشمس حتى يعرف الفرق بين الليل والنهار ، لأن المريض في هذه المرحلة غالبا لا يستطيع التمييز بين الأوقات المختلفة، كما أن حالته الصحية لا تسمح له بالخروج، لذلك فهو يفقد القدرة على معرفة الوقت.

كما أنه يمكن أن نجعله يسمع القرآن وبعض الموسيقى، فالمريض قد يتفاعل مع هذه الأشياء، كما يمكن الاعتماد على الصور القديمة لتنشيط مخه، بأن نحاول تذكيره بالأشخاص الموجودين فيها والأماكن التي ذهب إليها.

وأكدت الدكتورة ولاء أن الأدوية ما هي إلا وسائل مساعدة لتقليل تدهور الحالة، إلا أن الأسرة لها دور مهم في العلاج ومنع تدهور الحالة أيضاً.