رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

8 مايو عيد دمياط القومي تخليدًا لذكرى شهداء المحافظة

8 مايو عيد دمياط
8 مايو عيد دمياط القومي تخليدًا لذكرى شهداء المحافظة

تحل ذكرى العيد القومي لمحافظة دمياط، في 8 مايو من كل عام، وهو ذكرى تضحيات أبناء المحافظة في تصديها للغزو الصليبي وهزيمتها عام 1250، وفي مثل هذا اليوم منذ 771 عامًا تعود أحداث المعركة عندما نزل لويس التاسع قائد الحملة الصليبية بجيش بلغ قوامه 80 ألف جندي و1800 سفينة حربية، إلى شواطئ دمياط في 4 يونيو عام 1249، وأبدى الشعب الدمياطي مقاومة للاحتلال وحرق المتاجر وكل ما ينتفع به الجيش الغازي.

 

وفي معركة فارسكور قُتل عدد كبير من القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ولم ينج سوى ثلاثة مقاتلين، وفنيت الفرقة الإنجليزية تقريبًا عن أخرها، واضطر أخو الملك لويس "روبرت دي أرتوا" إلى الاختباء في أحد الدور، ثم قتل هو و"وليم أوف ساليزبري" قائد الفرقة الإنجليزية حيث تم أسر لويس التاسع ونقله إلى السجن بدار ابن لقمان بالمنصورة وفي الثامن من شهر مايو عام 1250 تم إجلاء الحملة الصليية عن دمياط، ولهذا اعتبر يوم 8 مايو عيدا قوميا للمحافظة، لتخليد ذكرى شهداء المحافظة.

 

وتشتهر محافظة دمياط بالعديد من الصناعات ومنها صناعة الأثاث والحلويات والأجبان والجلود، ومن أبرز ما يميز المحافظة منذ زمن أنها تضم أقدم منتجع على شواطئ مصر يتميز بموقع وطابع فريد وهو مصيف رأس البر حيث يلتقي نهر النيل بالبحر الأبيض المتوسط بمنطقة اللسان الشهير، وتتكون المحافظة من 6 مدن هي: "مدينة دمياط، مدينة رأس البر، مدينة فارسكور، مدينة كفر سعد، مدينة الزرقا، مدينة عزبة البرج ويتبع المحافظة 60 قرية"

 

- تاريخها

 

العصرالفرعوني: "يرجع تاريخ محافظة دمياط إلى العصر الفرعوني حيث كان الوجه البحري مقسمًا إلي 20 مقاطعة، وعرفت مدينة دمياط في النصوص المصرية القديمة باسم دمطيو بمعنى "سكان الميناء"، وهى التسمية التي تحولت في القبطية باسم تاميط واليونانية تاميطييس ثم أصبحت Damiette وفي اللغات الأوروبية.

 

العصراليوناني : دخلت دمياط في الحكم الإغريقي ضمن المدن المصرية وذلك منذ أن فتح الإسكندر الأكبر مصر عام 332 ق.م وأعقبه في حكمها البطالمة إلي أن احتلتها الدولة الرومانية عام 30 ق.م ،وقد زادت العلاقات التجارية والثقافية بين دمياط والشعب اليوناني حيث نزح عدد كبير من العلماء والكتاب والسائحين الذين اهتموا بدراسة التاريخ المصري والآثار والعادات والتقاليد وظلت تحت الحكم الإغريقي لمده ثلاثة قرون وأطلق عليها "تامياتس"، وقد حدثت معركة قرب دمياط بين حاكم مقدونيا برديكاس وقوات بطليموس الأول للاستيلاء علي ناووس الإسكندر الأكبر ونقله إلى مقدونيا ليدفن هناك. والتي انتصر فيها بطليموس الأول.

 

العصر الروماني: اتخذوا من دمياط حقل يمدهم بالغلال والكتان وسائر الحاصلات الزراعية وتم زيادة الضرائب على السكان مما زاد السخط علي الرومان وجعل الثورات تشتعل ضدهم. ولما دخلت المسيحية مصر انتشرت الكنائس في دمياط وخاصة في عهد الإمبراطور قسطنطين عام 325 م وكانت أسقفية كبيرة لها أسقف يمثلها في المؤتمرات الدينية العالمية، وتحول تامياتس إلي "تاميات" ويقال معناها بالمصرية القديمة الأرض الشمالية التي تنبت الكتان.

 

العصر الاسلامى: أصبحت مصر قبيل منتصف القرن السابع الميلادي ولاية عربية خاضعة للحكم العربي ودخل الإسلام إليها، ولقد قام المقداد بن الأسود من قبل جيوش عمرو بن العاص بفتح دمياط حيث سيطر العرب على منافذ النيل على البحر المتوسط عام 642 ميلاديا. بدأت دمياط تقرب إلى العرب المهاجرين إليها من شبه الجزيرة العربية ورجال الجيش الفاتح، وأطلق العرب على الوجه البحري اسم (أسفل الأرض) ثم عربوا الكثير من أسماء المدن فسارت (تاميات.. دمياط). وبدأ أهل دمياط يدخلون في الإسلام وأخذ سكانها يتعلمون اللغة العربية، ولما قدم المسلمون إلى أرض مصر كان على دمياط رجل، من أخوال المقوقس، يقال له: الهاموك، فلما افتتح عمرو بن العاص مصر امتنع الهاموك بدمياط، واستعدّ للحرب، فأنفذ إليه عمرو بن العاص المقداد بن الأسود، في طائفة من المسلمين، فحاربهم الهاموك وقتل ابنه في الحرب، فعاد إلى دمياط، وجمع إليه أصحابه، فاستشارهم في أمره، وكان عنده حكيم قد حضر الشورى، فقال: أيها الملك إنّ جوهر العقل لا قيمة له، وما استغنى به أحد إلا هداه إلى سبيل الفوز والنجاة من الهلاك، وهؤلاء العرب من بدء أمرهم، لم تُردّ لهم راية، وقد فتحوا البلاد، وأذلوا العباد، وما لأحدٍ عليهم قدرة، ولسنا بأشدّ من جيوش الشام، ولا أعز ولا أمنع، وإنّ القوم قد أيدوا بالنصر والظفر والرأي، أن تعقد مع القوم صلحاً ننال به الأمن وحقن الدماء وصيانة الحرم، فما أنت بأكثر رجالاً من المقوقس، فلم يعبأ الهاموك بقوله، وغضب منه، فقتله، وكان له ابن عارف عاقل، وله دار ملاصقة للسور، فخرج إلى المسلمين في الليل، ودلهم على عورات البلد، فاستولى المسلمون عليها، وتمكنوا منها، وبرز الهاموك للحرب، فلم يشعر بالمسلمين إلا وهم يكبرون على سور البلد، وقد ملكوه، فعندما رأى شطا بن الهاموك المسلمين فوق السور، لحق بالمسلمين، ومعه عدّة من أصحابه، ففت ذلك في عضد أبيه، واستأمن للمقداد، فتسلم المسلمون دمياط، واستخلف المقداد عليها، وسير بخبر الفتح، إلى عمرو بن العاص، وخرج شطا، وقد أسلم إلى البرلس والدميرة وأشموم طناح، فحشد أهل تلك النواحي، وقدم بهم مدد للمسلمين، وعوناً لهم على عدوّهم، وسار بهم مع المسلمين لفتح تنيس، فبرز لأهلها، وقاتلهم قتالاً شديداً، حتى قتل رحمه اللّه في المعركة شهيداً بعدما أنكى فيهم، وقتل منهم، فحمل من المعركة، ودفن في مكانه المعروف به، خارج دمياط، وكان قتله في ليلة الجمعة النصف من شعبان، فلذلك صارت هذه الليلة من كل سنة، موسماً يجتمع الناس فيها من النواحي، عند شطا، ويحيونها، وهم على ذلك إلى اليوم، وما زالت دمياط بيد المسلمين إلى أن نزل عليها الروم في سنة تسعين من الهجرة، فأسروا خالد بن كيسان، وكان على البحر هناك وسيروه إلى ملك الروم، فأنفذه إلى أمير المؤمنين، الوليد بن عبد الملك من أجل الهدنة التي كانت بينه وبين الروم وشهدت المدينة انصهار كل العناصر في بوتقة واحدة من حيث النظم الاجتماعية والعادات والعلوم والفنون. وبعد أن دخل الإسلام مصر تعرضت دمياط لغارتين من غارات الروم الأولي عام 709 ميلاديا والثانية

عام 728 ميلاديا، ولكن باءت هاتان الغارتان بالفشل، كما كان التعسف من قبل الولاة الذين أرسلهم الخلفاء إلي مصر سببا لاندلاع أول ثورة عام 726 ميلاديا والتي كان أشدها من بلبيس إلي دمياط.

 

وفى عهد الخليفة العباسي أبو الفضل جعفر المتوكل على الله في سنة 238 هـ قام الروم بغزو بحرى مفاجئ من جهة دمياط، إذ بعثوا بثلاثمائة مركب وخمسة آلاف جندى إلى دمياط، وقتلوا من أهلها خلقًا كثيرًا، وحرقوا المسجد الجامع والمنبر، وأسروا نحو ستمائة امرأة مسلمة، وأخذوا كثيرًا من المال والسلاح والعتاد، وفر الناس أمامهم، وتمكن الجنود الرومان من العودة إلى بلادهم منتصرين.

 

الحملة الصليبية الثالثة: في عام 1170 ميلاديا وصل الفرنجة دمياط خلال الحملات الصليبية الأولي حاصروا المدينة برًا وبحرًا وأرسل صلاح الدين الأيوبي إليها الجند عن طريق النيل وأمدهم بالسلاح والذخيرة والمال، ولما بلغ صلاح الدين قصد الإفرنج دمياط استعد لهم بتجهيز الرجال وجمع الآلات إليها ووعدهم بالإمداد بالرجال إن نزلوا عليهم وبالغ في العطايا والهبات وكان وزيرا متحكما لا يرد أمره في شيء ثم نزل الإفرنج عليها واشتد زحفهم وقتالهم عليها وهو يشن عليهم الغارات من خارج والعسكر يقاتلهم من داخل فانتصر عليهم فرحلوا عنها خائبين فأحرقت مناجيقهم ونهبت آلاتهم وقتل من رجالهم عدد كبير. كما خرج نور الدين من دمشق لقتال الصليبين الذين اضطروا للرحيل بعد أن غرق لهم عدد من المراكب وتفشي بينهم المرض.

 

الحملة الصليبية الخامسة: في 30 مايو 1218 ميلاديا وصلت طلائع الحملة الصليبية الثانية بقيادة جان دي برين أمام دمياط واستطاعت الحملة الاستيلاء عليها ونجحوا لمدة 16 شهر، وبعد أن تم الاستيلاء علي دمياط وتحصينها تقدموا لمنازلة جيش الملك الكامل الذي تجمع أمام المنصورة وكان يفصل بين الجيشين فرع دمياط وبحر أشمون، وقطع الملك الكامل الطريق بين الفرنجة ودمياط. وشيد تحصينات قوية عليا لنيل جنوب دمياط، وطلب الفرنجة الصلح علي أن يخرجوا من دمياط والبلاد كلها.. ورحل الفرنجة إلي بلادهم ودخل الملك الكامل دمياط وأرسلت البشائر بتحرير دمياط إلي جميع الدول الإسلامية.

 

الحملة الصليبية السابعة: عاود الصليبيون مرة أخرى غزو مصر عن طريق دمياط علي رأس حملة بقيادة لويس التاسع مللك فرنسا وصلت شواطئ دمياط في 4 يونيه 1249 ميلاديا.. وضرب شعب دمياط أروع الأمثلة للبطولة والتضحية في مقاومة الحملة الصليبية حتى توالت الهزائم علي جيوش الفرنجة من هزيمتهم في فارسكور إلي هزيمتهم في المنصورة وأسر لويس التاسع ملك فرنسا وتم سجنه في دار بن لقمان بالمنصورة وفدي نفسه ورجاله بمبلغ 400 ألف جنيه مقابل الجلاء عن دمياط، ولقد تم الجلاء في يوم 8 مايو 1250 ميلاديا وأصبح هذا اليوم عبدًا قوميًا للمحافظة.

 

عهد المماليك: كانت ميناء رئيسي اهتموا به مثل الإسكندرية.

 

عهد محمد علي وأسرته: كانت دمياط يوم أن تولي محمد علي حكم مصر عام 1805 م ،كانت دمياط أهم الثغور المصرية وأعظمها تجارة وبلغ تعداد سكانها 30 ألف، وكانت المستودع الكبير للأصناف مثل الأرز وأنشئت بها الترع والجسور، كما أنشئ بها مصنع الغزل والنسيج وفي دمياط تم نفي الزعيم المصري عمر مكرم وقد زار محمد علي دمياط عام 1818 م. وفي ظل الثورة العرابية وبعد مظاهرة عابدين وتأليف شريف باشا الوزارة الجديدة حاول أن يبعد زعماء الثورة العرابية عن العاصمة فكانت دمياط من نصيب عبد العال حلمي والذي ظل واليا علي دمياط طوال الثورة العرابية.

 

في القرن العشرين: ۱۹۱۱م كان الاحتلال الإنجليزي لا يزال جاثما علي البلاد في بداية القرن العشرين ودمياط تسير رويدًا في موكب الحضارة الحديثة وكانت نتيجة زيادة المساحات المنزرعة قطنًا أن تم حفر الرياح التوفيقي، كما كان لتوقف التجارة وتعطيل الملاحة نتيجة نشوب الحرب العالمية الأولي وانقطاع الموارد من الأثاث والأحذية الأوربية أن نشطت مصانع دمياط اليدوية وأتقنت صناعتها وتم في عام 1920 ميلاديا إنشاء أول مصنع للحرير، ودخلت دمياط في عداد المديريات عام 1954 ميلاديًا وأصبحت محافظة بعد قيام ثورة يوليو وذلك بعد صدور القرار الجمهوري رقم1755 لعام 1960 ميلاديًا.