رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الصرف الصحي.. أزمات لا تنتهي بالمحافظات

بوابة الوفد الإلكترونية

على الرغم من الإجراءات التى اتخذتها الجهات المعنية لرفع كفاءة شبكة الصرف الصحى بالمحافظات، إلا أن هناك مشكلة مازالت تواجه الشبكة خاصة فى الأماكن المتطرفة والنائية مثل ظاهرة سرقة أغطية بيارات الصرف كونها مصنعة من الحديد، والشروع فى بيعها خردة، الأمر الذى يعرض حياة الأطفال والكبار لخطر الموت، ناهيك عن الطفح المتكرر للمياه نظرًا لتهالك الشبكة وارتفاع تعداد السكان.

الإسكندرية

 يعانى أهالى الإسكندرية فيما يقرب من 11 منطقة فى المحافظة من طفح بيارات الصرف الصحى فى شوارعها على مدار شهر تقريبا، الأمر الذى تسبب فى استياء الأهالى وضجرهم نتيجة للروائح الكريهة المنبعثة وبرك المياه التى تغلق الشوارع، خاصة مناطق العجمى الهانوفيل، والنخيل، والدخيلة، وطريق أم زغيو، ومساكن النصر بمنطقة فيكتوريا والعامرية، والمعمورة البلد، والحرمين، والمندرة قبلي، وعزبة جانوتي، والسيوف شماعة.

قامت الوفد بجولة داخل المناطق المتضررة وفى البداية قال عبدالله محمد أحد سكان منطقة العامرية، أبنائى الثلاثة أصيبوا بمرض الجرب والجديرى المائى جراء اختلاط مياه الشرب بمياه الصرف الصحى فى المنطقة وتسببت مياه الصرف الصحى بالمنطقة فى إصابة الأطفال بأمراض الحساسية، وبسبب استنشاقهم للروائح الكريهة.

وأضاف المهندس يسرى محمود – من أهالى العجمى - الصرف الصحى متهالك ويهدد المنازل بالانهيار والآن أكثر من عقار تعرض لهبوط أرضى بسبب غياب الرصف  وخدمات الصرف الصحى عن الشوراع، وعند حدوث الأمطار تختلط المياه بمياه الصرف الصحى وتغرق المنازل.

فيما أكد سكر فؤاد - موظف -  منطقة أكتوبر - أن ترك بيارات الصرف دون غطاء جريمة مسئول عنها الجميع بالجهاز التنفيذى للمحافظة وحدثت ماساة حقيقية عقب سقوط طفلين خرجوا من منزلهم الذى يقع امامه بالوعة الصرف الصحى وسقطوا داخلها وتصور أسرهم لساعات انهم تائهون ثم اكتشفوا وجود الأطفال بالبلاعة الخاصة بالصرف الصحى.

من جانبة قال اللواء محمود نافع  رئيس شركة الصرف الصحى بالاسكندرية إن الشركة قامت بوضع خطة لاستبدال كافة أغطية بلاعات الصرف الصحى بالشوارع من الغطاء الحالى المصنوع من مادة الزهر إلى غطاء آخر مصنوع من مادة بلاستيكية، لا تمثل قيمة مالية عند بيعها، وتم شراء تلك الأغطية بنحو 3 ملايين جنيه.،كما أكد على استعداد الشركة لمواجهه فصل الشتاء من خلال تطهير المطابق، وتطهير ورفع كفاءة  بيارة المحطات والطلمبات ، حيث بدأت الشركة بخطة لتطهير كافة شنايش الأمطار لمدة 90 يوما بداية من شهر أغسطس الجارى، حيث تشمل المحافظة على 131 ألف شنيشة ، وتغطية مطابق الصرف الصحى و الشنايش.

 فيما حذر الدكتور فؤاد فتحي، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بالإسكندرية، من كارثة حقيقية فى انتظار منطقة العجمى خلال السنوات المقبلة، بسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية بها لكونها بنيت على صخور جيرية كانت تتخلص من الصرف الصحى حتى فترة قريبة فى بيارات يتم حفرها داخل سطح الأرض لهذا الغرض قبل إنشاء شبكة الصرف الصحي.

وأشار أستاذ الجيولوجيا إلى أن المياه الجوفية مازالت متراكمة فى التربة وقد تؤدى إلى حدوث هبوط وانهيارات أرضية، مؤكدا أن مياه الأمطار التى تتسرب إلى المواسير والذبذبات الناتجة عن الأحمال الزائدة قد تؤدى لانهيارات أرضية كبيرة.،ولتفادى تلك الكارثة يقترح فتحى وضع عدة ضوابط أهمها عمل خرائط يحدد عليها أماكن الهبوط الأرضى التى تشكل خطرا على حياة المواطنين التى يمكن تحديدها من خلال جهاز “الرادار الأرضي” إذ يمكنه مسح المناطق ذات الخطورة والأماكن المهددة بالانهيار التى يمكن للجهاز الكشف عنها.

وأكد أستاذ الجيولجيا ضرورة عمل دراسات لطبقات التربة للتعرف على مدى تحملها للأحمال والضغوط الناتجة عن البناء والمنشآت ليتم اتباع المواصفات والضوابط التى تناسب طبيعة التربة قبل الشروع فى أى بناء وتغيير شبكات المياه والصرف الصحى المتهالكة التى يمكن أن تتسبب فى تسريبات للمياه، وقد تؤدى فيما بعد إلى حدوث انهيارات أرضية وكوارث كبيرة.

وفى البحيرة تحولت بلاعات الصرف الصحى فى المدن والمراكز لمصيدة للموت بعد انتشار وقائع سرقات الأغطية الحديدية وبيعها إلى تجار الخردة وترك الأبيار مفتوحة فى انتظار الضحايا.

 ورغم تزايد أعداد الضحايا خاصة من الأطفال الأبرياء إلا أن ذلك لم يشفع لتدخل الأجهزه المحلية لإيجاد الحلول اللازمة لإيقاف مسلسل الضحايا فى جميع المدن والمراكز بالمحافظة.

 تزايدت الكارثة بسبب إهمال المحليات فى متابعة شركات المقاولات المنفذة لمشروعات الصرف الصحى خاصة فى القرى والتى تقوم بالأعمال غير المطابقة لكراسة الشروط والمواصفات حيث لا يتم وضع طبقات من الرمال أسفل مواسير الصرف وحول الأبيار مما يؤدى إلى انهيار تلك الأبيار بعد فترة قليله من تشغيلها وتتحول إلى فتحات كبيرة ببعض الشوارع ينتج عنها سقوط الأشخاص وسقوط السيارات أيضًا بالإضافة إلى انهيار المنازل القريبة منها بسبب إهمال المحليات فى متابعة الأعمال واستلام المشروع من الشركا المنفذا دون الإهتمام بمدى تنفيذها للمواصفات والاشتراطات المطلوبة.

 فيما طالب أهالى البحيرة بسرعة العمل على رفع كفاءة الخدمة وتغطية بيارات الصرف حفاظًا على أرواح الآمنين من المواطنين ومتابعة سير الأعمال الخاصة بالشوارع الجانبية و الرئيسة منها ومحاسبة المتقاعسين من أجهزة الوحدات المحلية  وشركة مياه الشرب و الصرف الصحى عن أداء مهام أعمالهم .

وفى الغربية تعيش العديد من القرى التابعة لمحافظة الغربية ، مأساة حقيقية بكل ما تحمله الكلمة من معنى بسبب غرق تلك القرى بأكملها فى مياه الصرف الصحى، اما بسبب عدم توصيل الخدمة للقرية ، او انسداد فى الخطوط  ، أو عدم وجود عمليات صيانة ، أو إحلال وتجديد ، او حفر فى القرى لإنشاء مشاريع الصرف و يتركها المقاول للإسنادات المالية و تتعطل . 

 وقال رأفت عكاشة رئيس لجنة الوفد بالسنطة ان قرية سحيم تعيش وسط برك من مياه الصرف الصحى حيث غمرت كميات كبيرة من تلك المياه بيوت الاهالى مما تسبب فى ازمة حقيقية ان معظم تلك المنازل التى غمرتها مياه الصرف الصحى  قديمة ومن الطوب اللبن الامر الذى ينذر بكارثة حقيقية .

 وإن عمليات الحفر على الطريق الرئيسى السنطة – الجعفرية امام قرية سحيم تتم بعشوائية دون اى تخطيط او نظام مما تسبب فى وقوع العديد من الحوادث اضافة الى تعطل الطريق وحدوث حالة من الارتباك المرورى خاصة فى فترتى الصباح والظهيرة اثناء ذهاب واياب الطلاب الى مدارسهم والموظفين الى مقار اعمالهم.

 وأكد عبدالعزيز الحضرى مدرس بالازهر وجود كارثة بيئية محققة نتيجة لانتشار وتراكم مياه الصرف فى جميع ارجاء القرية  الامر الذى ادى الى انتشار الامراض نتيجة لتجمع الحشرات حول تلك المياه الراكدة، ان مشروع الصرف الصحى بالقرية توقف اكثر من مرة لأسباب غير معلومة.

وقال المهندس عادل عطية رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالغربيه  إن العمل يسير بشكل منتظم لتنفيذ مشروعات البنية الأساسية والصرف الصحى والمياه بالقرى المحرومة بالمحافظة ، وأنه يجرى حاليا استكمال المراحل النهائية لمشروع الصرف الصحى لقرية كفر المنشى أبو حمر مركز بسيون وقرية أميوط مركز قطور، وقرية عزبة طه وأم الستين مركز المحلة الكبري، وقرية بلاى مركز السنطة، وقرية

البندرة مركز السنطة، وقرية شبرا ملكان وعياش مركز المحلة الكبرى، وإحلال وتجديد محطة مياه المرشحة بالجلاء طنطا ، بهدف تقديم خدمات أفصل للمواطنين فى حياتهم اليومية وجارٍ تكثيف الجهود والانتهاء من مشروعات المرحلة الأولى .

وفى أسوان أصبحت بالوعات الصرف الصحى تُشكل خطرًا على حياة المواطنين من أهالى مراكز وقرى المحافظة ، وعلى رأسها مركز كوم امبو ومركز نصر النوبة.

 ويعانى أهالى مركز كوم أمبو ونصر النوبة بأسوان إهمال من قبل مسئولى شركة مياه الشرب والصرف الصحى ، نتيجة لترك بيارات الصرف الصحى دون غطاء ، و كذا طفح البعض منها فى العديد من المناطق الأمر الذى يسبب خطرًا على أرواح المواطنين ، خاصة الصبية الصغار من أبنائهم.

 وفى سياق متصل قال محمد مصطفى رضوان من أهالى مركز كوم أمبو ظاهرة سرقة اغطيت البالوعات انتشرت بكثرة فى الآونة الأخيرة وتقدمنا بالعديد من الشكاوى للمسئولين دون جدوى ولا تزال بيارات الصرف تطفح وتغرق المنازل والشوراع ، ناهيك عن الأغطية التى يقوم بائعو الخردة بسرقتها .

وأكد محمود سلامة الضوى محاسب من أهالى مركز كوم أمبو تهالك مواسير شبكة الصرف الصحى وعدم قدرتها على خدمة المناطق أحد الاسباب الرئيسة التى تتسبب فى تحول المنطقة إلى بركة مياه ملوثة ، بسبب كسر بعض المواسير نتيجة لتهالكها و عدم اجراء الصيانة.

وفى الفيوم شهدت قرية تطون التابعة لمركز إطسا بالفيوم غرق المنازل والشوارع بمياه الصرف الصحى مما يساعد على انتشار الأمراض والأوبئة وذلك بسبب عدم استكمال المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحى بالقرية رغم الوعود الكثيرة من المسئولين وخاصة أن المسافة المتبقية لا تتعدى عشرات الأمتار وبالرغم من وجود محطة المعالجة الرئيسية بالقرية .

وقال عادل عابدين عضو لجنة الوفد بمركز اطسا أننا تقدمنا بالعديد من الشكاوى دون جدوى ولا يتم إلا الحلول الروتينية بإحضار سيارات كسح المياه وتعود المياه إلى الشوارع مرة اخرى بسبب خزانات الصرف التى يضطر المواطنون لاستخدامها حتى يتم الانتهاء من المرحلة الثانية للمشروع وهناك مسافة 60 مترًا فى احتياج إلى كابل كهربائى لتشغيل محطة الرفع ضمن المرحلة الثانية ولم يتم تركيبه ومازال الموضوع تائها بين شركة الكهرباء وشركة مياه الشرب والصرف الصحى بالرغم من جاهزية محطة الرفع للعمل إلا أننا مازلنا نعانى من مياه الرى فى شوارع القرية. 

وأضاف مصطفى محمد صالح من أهالى القرية أن تطون اصبحت غارقة فى مستنقعات الصرف الصحى وخاصة فى فصل الشتاء وتعتبر مشكلة الصرف الصحى داخل قرية تطون هى مشكلة رئيسيه يعانى منها نصف سكان القرية بسبب توقف العمل في  المرحلة الثانية حيث تم البدء في  إنشائها عام 2008 وحتى الآن لم يتم الانتهاء منها بسبب مسافة لا تتعدى 200 متر لم يتم حفرها وتركيب المواسير بالشارع المجاور لمسجد الشهيد مدحت حيث تبعد عن محطة الصرف الصحى بحوالي500 متر فقط ومازال سكان المنطقة يستخدمون الخزانات الأرضية وجرارات الكسح لحل مشكلة الصرف وتقدمنا بالعديد من الشكاوى الى شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالفيوم وتم اجراء جميع المعاينات على ارض الواقع ولم يتم حل المشكلة حتى الآن. 

وفى المنوفية تٌعانى قرى المحافظة من عدم توصيل مرفق الصرف الصحى وغياب الخدمة عن عشرات القرى داخل زمام المحافظة الأمر الذى أدى إلى استياء الأهالى نتيجة اعتمادهم على « طرنشات » واستخدام سيارات الكسح فى رفع مخلفات الصرف ، الأمر الذى يعرض العديد من منازل القرى للغرق فى مياه بيارات الصرف عند هطول الأمطار.

فضًلا عن إلقاء سيارات الكسح للمخلفات داخل مصارف الترع المائية التى تقوم برى الأراضى الزراعية ما يؤثر سلبًا على المزروعات و الاصابة بالفيروسات و الأمراض المعدية خاصة مرض الفشل الكلوى وفيروس سى وتسجيل المحافظة أعلى معدل إصابة على مستوى الجمهورية.

وفى سياق متصل قال منصور عباس من قرية شطانوف التابعة لمركز أشمون غن الأهالى قاموا بالتبرع بثمن الأرض المقرر إقامة محطة الصرف عليها وتم تقديم المبالغ لشركة مياه الشرب والصرف الصحى وتم دفع مبلغ وقدره 10 ملايين من الهيئة القومية للصرف الصحى لصالح هيئة المساحة لمحطة الصرف الصحى بقرية شطانوف لنزع الملكية والتعويضات بين الجهتين وسوف يتم قريبا تنفيذ المحطة .

وأضاف أحمد مختار أنهم لجأوا لسيارات كسح المخلفات، والتى تقوم بتفريغها داخل الترع والمصارف، مضيفًا أن ذلك هو الحل الوحيد بالرغم من ارتفاع ثمن النقلة الواحدة ، لافتًا إلى أن الحالة الاقتصادية للأهالى لا تتحمل الدفع أسبوعيًا لنقل مخلفات الصرف، فضلًا عن الروائح الكريهة وتدمير البنية التحتية للمنازل، وانتشار القوارض والحشرات، وإصابة المواطنين بالفشل الكلوى وفيروس سي.