رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الأطباء يهجرون الوحدات الصحية سعيًا وراء الربح المالي بالمنيا

صورة للوحدة الصحية
صورة للوحدة الصحية بمطاي

 الوحدات الصحية المنتشرة بالقرى والعزب، التى يصل عددها إلى 376 وحدة صحية بمحافظة المنيا، تعد بمثابة البديل في توفير الرعاية الصحية لأهالي القرى، عن المستشفيات، وفي الغالب يتم إنشاء الوحدات الصحية وتوزيعها في القرى التي تبعد ما يزيد على كيلو مترات، عن أقرب مستشفى عام ومركزي.

 تقوم الوحدات الصحية في وجود طبيب وممرض، بتوقيع الكشف الطبي على المرضى، ومنح العلاج مجانًا، ومن المفترض أان يكون هناك طبيب مقيم بتلك الوحدات الصحية، لإسعاف المرضى أو الجرحى، ولكن في الغالب ينشغل طبيب الوحدة الصحية، بعيادته الخاصة، متجاهلًا  المرضى، ويبقى فقط خلال الفترة الصباحية، متعللًا بذلك أن مرتبات الحكومة بالنسبة للأطباء لا تكفي للاحتياجات الضرورية للمعيشة.

 الحق يقال إن هناك حملات مكثفة من مديرية صحة المنيا، برئاسة الدكتورة أمنية رجب، وتكون هناك جزاءات للأطباء المتغيبين عن موقع العمل، سواء كان ذلك في الوحدات الصحية، أو المستشفيات العامة والمركزية، ولكن من الواضح أن الأطباء تعودوا على تلك الجزاءات التي تكون في الغالب بالخصم المالي، حيث يقارن الأطباء تلك الخصومات المالية، بما يتربحونه من أعمالهم في العيادات الخاصة، فتكون ذات تأثير ضعيف وغير رادعة.

 ولكون أي إهمال أو تغيب عن موقع العمل، بالنسبة للأطباء يكون على حساب المرضى، فتكون الطامة  الكبرى، حينما يحتاج مريض إلى مصل لدغة عقرب أو ثعبان، فلا طبيب يغيثه، وفي الأساس تلك الأمصال غير متوفرة بالوحدات الصحية، وبُعد المسافة من القرى وحتى الوصول للمستشفيات العامة، أو المركزية، كل تلك العوامل، تكون سببًا في وفاة المريض، نتيجة الإهمال وعدم توفر العلاج اللازم للمرضى.

 إذا كنا نتحدث عن الصحة فلابد أن يتم وضع تقنين محدد لحالة الطب والطبيب، فالأطباء هم العمود الفقرى للعلاج، الذين يديرون عملية العلاج، والمستشفيات والعيادات والمرضى، وإذا نظرنا إلى حال الطب فى مصر، من منظور المستشفيات والنظام الطبى، يمكننا أن نرى عيوبًا كثيرة فى النظام والعلاج والمستشفيات.

 وغياب العلاقة بين الطب كمهنة إنسانية والمريض بصفته إنسانًا، فكان الطب لفترة طويلة فى مصر يرتبط بالحكمة، والطبيب لم يكن فقط يمارس العلاج، لكنه كان يتصل بمرضاه ويطلع على  مشكلاتهم الاجتماعية، ويحارب الجهل مع المرض، لهذا كان الأطباء فى مصر دائمًا نجومًا يعرفهم الناس، أكثر من أى شخص آخر، وكان يلقب قديمًا بـ(الحكيم).

 وقصة المصريين مع الطب قديمة، منذ أيام الفراعنة عندما ارتبط الطب، بالمعابد والكهنة وتطور الأمر وامتد فى الثقافة المصرية، حيث كان الأطباء هم الذين أخرجوا المرض من دائرة السحر والأعمال الشريرة، بوصفه خطرًا يمكن مواجهته والتعامل معه وقهره، وعرفت مصر أطباءً كبارًا طوال الوقت أغلبهم كان الطب بالنسبة لهم رسالة أكثر من كونه وظيفة، أو عملًا يدر أرباحًا ضخمة.

 مرت أحوال الأطباء فى مصر بمراحل ارتبطت بمراحل التحولات الاقتصادية والاجتماعية، وأصاب الطب ما أصاب غيره، ظهر أطباء يتعاملون مع الطب ك(بيزنس)، ومع المرضى كأرقام أو مصادر للكسب، من دون أى تعاطف، وفى المقابل هناك أطباء حملوا رسالة الطب الإنسانية، ولم يقدموا حساباتهم فى البنوك على تحقيق انتصارات على بعض الأمراض الفتاكة، وبين هؤلاء أطباء يواجهون المرض بنفسية محاربين، وليس كرجال أعمال.

 لكن ما يحدث الآن وهم كبير سمى كذبًا بالعلاج المجاني بالمستشفيات العامة بالمنيا، وبعد أن كان هذا الوهم يبدأ من الإهمال وينتهي عند اختفاء العلاج بالمستشفيات، امتد الآن إلى عدم وجود الطبيب المختص، ونقص الإمكانات والأخطاء الطبية، وتوج بشيوع البلطجة التي ألقت بظلالها على المريض والطبيب على السواء، نهاية بترك الطبيب لعمله والتفرغ لعيادته الخاصة، التى تدر عليه أموالًا طائلة، حتى أصبحت مهنة استثمارية، كل ذلك على حساب المريض المطحون من شدة الألم والمرض.

 تقول راضية عبدالنبي، موظفة بأبو قرقاص، ليست الوحدات الصحية فقط، التي يهجرها الأطباء، فالأمر وصل إلى المستشفيات، التي في الغالب يهرول الأطباء إلى عياداتهم الخاصة، تاركين المرضى والعناية بهم كما ينبغي، وقبل انتهاء مواعيد العمل الرسمية، مناشدة المسئولين بضرورة وجود رقابة لصيقة على حضور وانصراف الأطباء، بخلاف النوبتجيات، سواء بالوحدات الصحية، أو المستشفيات.

 يضيف سعداوي خلف، موظف بالعدوة، أن الوحدات الصحية، أصبحت كالبيوت الخربة، لا تقدم شيئًا يذكر، في ظل هجر الطبيب لها سعيًا وراء الربح المالي، من إجراء عمليات جراحية أو الكشف بأجر بعيادته الخاصة، هذا بخلاف أن حصة الأدوية محدودة بالوحدات الصحية ولا تلبي اجتياجات المرضى.

 من ناحيته قال الدكتور خالد جمال، وكيل مديرية الصحة، بالفعل تلقينا كثيرًا من الشكاوى بسبب الفترة المسائية فى الوحدات الصحية، ولكن كان ذلك بسبب العجز فى الأطباء والتمريض، خصوصًا فى المناطق النائية"، وأضاف: "الطبيب يأخذ 10 نوبجيات شهريًا، لكن فى ظل العجز فى الأطباء فإنه يحصل على أكثر من 15 نوبتجية فى الشهر، وهذا يمثل عبئًا أكبر على الأطباء.

 وأكد جمال، أنه لا توجد وحدات صحية مغلقة بشكل مطلق، ولكن يتم تخصيص أطباء لها بعض الوقت، والفترة المسائية، كانت المشكلة الكبرى لدينا، وتمكنا من إيجاد حلول لها عن طريق الوحدات المركزية، وضم مجموعة من القرى فى القرية الرئيسية، والدفع بالأطباء فيها لسد العجز فى الأطباء.

 وأشار  إلى أن العجز فى الأطباء يصل إلى 60 طبيبًا قد يتغير فى اليوم التالى، ومؤكدًا أنه أيضًا لمواجهة العجز فى الأطباء تم التعاقد مع حوالى 50 طبيبًا بمبالغ كبيرة، وأضاف: "بخصوص المستلزمات الطبية لا يوجد نقص بعد أن تم سحب تلك المستلزمات من المديريات إلى الوزارة بالقاهرة، حتى المبالغ المالية المخصصة للشراء تم سحبها من المديرية، وكل ما نستطيع القيام به هو إرسال طلب بالكمية المحددة للمحافظة، والحصول عليها من الوزارة".

 كما أعلن الدكتور عماد محمد مهني، مدير الرعاية الأساسية بمديرية الصحة في المنيا، تحويل 5 وحدات صحية نموذجية إلى مستشفيات نموذجية، من بينها الوحدة الصحية بقرية قلندول بمركز ملوي، وبني حسن الأشراف بأبوقرقاص، وحلوة بمطاي، وأبا الوقف بمغاغة، والجرنوس ببني مزار، بهدف تقديم خدمه سريعة للمرضى.

 من جانبها قالت الدكتورة أمنية رجب، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، إن هناك طفرة في عملية تطوير المستشفيات بالمنيا، حيث يتم إحلال وتجديد وتطوير 6 مستشفيات بينها مستشفى سمالوط العام، الذي يعد صرحًا طبيًا كبيرًا لخدمة أبناء المحافظة، و5 مستشفيات أخرى هي ملوي العام، ودير مواس العام، ومطاي العام، والعدوه العام، بني مزار العام.

 سيتم الانتهاء من استلام 3 مستشفيات هي سمالوط العام خلال 3 أشهر، وملوي ودير مواس، مع نهاية العام الحالي، واستكمال الآخرين خلال أوائل العام المقبل، وشهدت المنظومة الطبية بمحافظة المنيا، تطويرًا كبيرًا خلال العامين الماضيين، حيث تم إنشاء 52 وحدة صحية بالمراكز والقرى بالمحافظة لتوفير الرعاية الطبية لأبناء المنيا.

 أضافت وكيل وزارة الصحة بالمنيا، إنه تم تحويل 5 وحدات صحية نموذجية إلى مستشفيات نموذجية، بينها الوحدة الصحية بقرية قلندول بمركز ملوي، وبني حسن الإشراف بمركز أبو قرقاص، وحلوة بمركز مطاي، وأبا الوقف بمركز مغاغة، والجرنوس بمركز بني مزار ، بهدف تقديم خدمة سريعة للمرضى.

 أشارت رجب إلى أنه جارٍ حاليًا تطوير 8 وحدات لطب الأسرة في قرى: نزلة العمودين، الطيبة، دير جبل الطير، كفر عبدالخالق، الشيخ حسن، عباد شارونة، بردنوها والأمل 8 بسمالوط، فيما تم تطوير 3 وحدات خلال العام الماضي: الاعتزاز 3 بمركز سمالوط، والصباحة البحرية بمركز بني مزار، وعمار خلاق غرب المنيا.

 ولفتت وكيل الوزارة إلى أنه جارٍ إنشاء 8 وحدات جديدة بالمناطق الأكثر

احتياجًا، حيث تمتلك المحافظة حاليًا 376 وحدة صحية، إضافة لإنشاء 14 وحدة صحية أخرى بتمويل سعودي، من بينها إنشاء 10 وحدات جدد، بجانب 4 وحدات صحية تدخل مرحلة الإحلال والتجديد، مع استكمال أعمال المستشفيات التي دخلت مرحلة الإحلال والتجديد في عام 2017.

 فى سياق متصل، أعلنت مديرية الصحة عن اعتماد 20 وحدة صحية على مستوى مراكز المحافظة التسعة ضمن اعتمادات جودة الأداء للعمل كوحدات طب أسرة، بما يسهم في الارتقاء بالمنظومة الصحية بالمحافظة وتوفير أوجه الرعاية الصحية كافة للمواطنين، وأن هذه الاعتمادات تأتى في إطار مشروع تحسين جودة الخدمات الصحية الممول من البنك الدولي.

 وأشارت وكيل وزارة الصحة إلى أن الوحدات الصحية التي تم اعتمادها للعمل كوحدة لطب الأسرة، جاء توزيعها كالآتي: وحدتا (بان العلم ـ بني عامر) بالعدوة، وحدة العباسية بمغاغة، وحدات (طمبو ـ صفط الخمار ـ الغرباوى) ببني مزار، وحدات (منبال ـ منشأة منبال ـ إبوان) بمطاى، وحدات (قلوصنا ـ الجزائر ـ الحتاحتة) بسمالوط، وحدات (دماريس ـ طوة ـ بني محمد سلطان) بالمنيا، وحدة بني محمد شعراوي بأبوقرقاص، وحدتا (المحرص ـ سنجرج) بملوي، وحدتي (منشأة سمهان ـ كفر خزام) بديرمواس.

 أضافت رجب، أن هناك 3 مستشفيات دخلت منظومة التطوير الكامل إحلال وتجديد" عام 2017 بتكلفة بلغت 867 مليون جنيه تقريبًا، بواقع 299 مليونًا و484 ألف جنيه لمستشفى بني مزار، و283 مليونًا و388 ألف جنيه لمستشفى مطاي، و248 مليونًا و177 ألف جنيه لمستشفى العدوة، بينما تم البدء في  تطوير ثلاثة مستشفيات أخرى منذ عام 2016، وهي مستشفيات ملوي العام، سمالوط، وديرمواس، حيث بلغت تكلفة تطوير المستشفيات الثلاثة 700 مليون جنيه تقريبًا، وكذلك إجراء أعمال صيانة بمستشفيات أبو قرقاص، والرمد، والصدر، وتشغيل مستشفى الطوارئ بالشيخ فضل.

 ولفتت رجب إلى أن إجمالي عدد مستشفيات التكامل بالمحافظة، يبلغ 29 مستشفى، موزعة على مستوى مراكز المحافظة، ومدنها التسعة، منها ما تم استغلاله بالفعل وإعادة تشغيله مرة أخرى، ومنها ما هو مقترح استغلاله بالأسلوب الأمثل خلال الفترة المقبلة، وإن عدد مستشفيات التكامل التي تم استغلاها بالفعل على مستوى المحافظة، يصل إلى 17 مستشفى، كما تم إعداد مقترحات لإعادة استغلال عدد 7 مستشفيات أخرى، بينما توجد 5 مستشفيات تكامل تحتاج إلى تطوير وإزالة المباني المتهالكة.

 وتابعت القول بأن مركز ومدينة المنيا به عدد 4 مستشفيات تكامل، وهى مستشفى طهنشا، وجارٍ استغلاله كمعهد فني صحي، أو مستشفى أطفال تخصصي، ومستشفى زهرة، الذي تم استغلاله كمدرسة للتمريض مع خدمات الرعاية الصحية الأولية، ومستشفى صفط الخمار، الذي يحتاج إلى تطوير، ومستشفى دمشير، الذي تم إنشاء مبنى وحدة طب أسرة حديث به.

 وفى مركز ومدينة العدوة، يوجد مستشفى عطف حيدر، والجاري تقييمه هندسيًا بمعرفة المحافظة، وفى مركز ومدينة مغاغة يوجد 4 مستشفيات تكامل، وهى مستشفى أبا الوقف، الذي تم استغلاله كمدرسة للتمريض، مع خدمات الرعاية الأولية، ومستشفى شارونة (شرق النيل)، والجاري دراسة استغلاله كمركز لعلاج الفيروسات الكبدية، ومستشفى برطباط، والجاري حاليًا استكمال المبنى الخاص به، ومستشفى حميدة الجندي، والمقترح استغلاله كعيادات تخصصية.

 أما في مركز ومدينة بني مزار، توجد عدد 5 مستشفيات تكامل، هي مستشفى الشيخ فضل، الذي تم تجهيزه وتشغيله كمستشفى طوارئ، وتم نقل قسم الجراحة والعظام من مستشفى بنى مزار المركزى إليه، ومستشفى القيس، الذي تم استغلاله كمدرسة للتمريض بجوار خدمات الرعاية الأولية، ومستشفى صندفا، الذي صدر لها قرار ترميم.

 وجارٍ إعداد مقايسة من الوحدة المحلية، ومستشفى بنى على، الذي تم إحلاله وتجديده كمجمع طبي، ومستشفى الجرنوس وهو أحد المراكز الصحية المميزة، بينما يمتلك مركز ومدينة مطاي، عدد 2 مستشفى تكاملي، وهي مستشفى لطف الله، الذي صدر له قرار إزالة وسيتم إحلاله وتجديده، طبقًا للنموذج النمطي لوحدات طب الأسرة.

 فى مركز ومدينة سمالوط يوجد عدد 3 مستشفيات تكاملية، هى مستشفى قلصونا الذي تم تشغيله بدلًا من مبنى مستشفى سمالوط نظرًا لإحلالها وتجديدها، ومستشفى البيهو والجارى استغلاله كمعهد فنى صحى، ومستشفى أبو سيدهم والمقترح استغلاله كمستشفى صحة نفسية، بينما فى مركز ومدينة أبوقرقاص يوجد عدد 4 مستشفيات تكامل، تشمل، مستشفى بنى عبيد، الذى تم إحلاله وتجديده كمجمع طبى، ومستشفى إتليدم، الذى تم استغلاله كمدرسة للتمريض مع خدمات رعاية أولية، ومستشفى منسافيس، الذى به عدد 2 مبنى (وحدة طب أسرة ـ مبنى قديم)، ومستشفى بنى حسن الشروق، وهو أحد المركز الصحية المميزة.

 قال محافظ المنيا، اللواء قاسم حسين، إن عامي 2018، 2019 شهدا تطورًا كبيرًا في قطاع الصحة بمحافظة المنيا، حيث انتهينا من بناء وتشغيل مستشفى طوارئ الشيخ فضل، وتطوير 52 وحدة صحية بالمراكز والقرى، وإن المحافظة تولي أهمية خاصة بقطاع الصحة، وتم وضع خطة شاملة لاستكمال وتطوير جميع المستشفيات بالمحافظة ووحدات الرعاية الأساسية، وكشف المحافظ عن قرب افتتاح مستشفيات عامة في ملوي، وسمالوط وديرمواس، بعد التطوير الشامل والإحلال والتجديد.