رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سلسلة صعوبات التعلم من الألف إلى الياء

أصحاب الهمم
أصحاب الهمم

شرح الدكتور طارق عادل عبد الغني، استشاري التربية الخاصة والصحة النفسية، سلسلة صعوبات التعلم من الألف إلى الياء قائلا:

(1) مفهوم صعوبات التعلم

تُعَدُّ صعوبات التعلم بمثابة إحدى فئات التربية الخاصة، بل إنها في واقع الأمر تعتبر من أكثر هذه الفئات عدداً، لذلك فهي تحتاج إلى كثير من الاهتمام والبرامج التي  تناسبها.

وإذا ألقينا نظرةً سريعةً على أيّ مجتمع مدرسيّ نجد طلبته ينقسمون إلى مستويين: العاديون، وغير العاديين، فالمستوى الأول مستوى واضح،  أمّا المستوى الثاني فهو المستوى الذي طال بحثه من قبل المتخصّصين في التًربية الخاصّة ومن بينهم الأطفال ذوو صعوبات التّعلم، ولعلّ العامل الحاسم الذي حدا بالمتخصّصين لدراسة أولئك الأفراد هو ما لاحظوه من وجود طلابٍ يقبلون في المدارس العادية ولا يستطيعون التّكيف مع المهمات التي تطرحها البرامج التّعليميّة العادية، علما بأنّهم لا يعانون من الإعاقة العقلية أو الحركية أو الإعاقة البصرية أو السمعية وغيرها من الإعاقات، وفي الوقت نفسه هم محرومون من خدمات التّربية الخاصّة والذين تم التّعارف عليهم بذوي صعوبات التّعلّم.

 

وقد أعطى العلماء والمتخصصون الكثير من الاهتمام والرعاية لفئة صعوبات التعلم فكثرت الكتابة عنها، وتعددت الدراسات التي تناولت خصائص هذه الفئة من التلاميذ انفعالياً ومعرفياً واجتماعياً. فعلى مدى العقدين الأخيرين من القرن العشرين، وبداية هذا القرن الحالي حظي مفهوم صعوبات التعلم باهتمامات كثيرة من العلماء والمتخصصين في مجالات مختلفة مثل التربية الخاصة، وعلم النفس التربوي، وعلم النفس العصبي المعرفي، وعلم أمراض الكلام، وعلم النفس اللغوي، والطب وغيرها من المجالات الأخرى.

 

أولًا: مفهوم صعوبات التعلم:

            يذكر كلاً من هالاهان وكوفمان (2008، 33) أن صموئيل كيرك يُعدُّ أول من حاول وضع تعريف لصعوبات التعلم، وينصُّ على أنها " مفهوم يشير إلى التأخر أو الاضطراب فى واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام، اللغة، القراءة، الكتابة، الحساب، أو أي مواد دراسية أخرى، وذلك نتيجة إلى إمكانية وجود خلل وظيفى مخي أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية، ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى الإعاقة الفكرية أو الحرمان الحسي أو إلى العوامل الثقافية أو التعليمية.

ويركز التعريف التربوى لصعوبات التعلم على نمو القدرات العقلية بطريقة غير منتظمة، كما يركز على مظاهر العجز الأكاديمى للطفل والتى تتمثل فى العجز عن تعلم اللغة والقراءة والكتابة والتهجئ، والتى لا تعود لأسباب عقلية أو حسية، وأخيرًا يركز التعريف على التباين بين التحصيل الأكاديمى والقدرة العقلية للفرد (فاروق الروسان، 2006 ،203).

                        ويذكر السيد عبد الحميد سليمان (2000 ،35) أن كيرك وكالفانت (1988) يعدا أول من حاول وضع تعريف لصعوبات التعلم وينص على أنها "مفهوم يشير إلى التأخر أو الاضطراب في واحدة أو أكثر من العمليات الخاصة بالكلام، اللغة، القراءة، الكتابة، الحساب، أو أي مواد دراسية أخرى، وذلك نتيجة إلى إمكانية وجود خلل وظيفي مخي أو اضطرابات انفعالية أو سلوكية، ولا يرجع هذا التأخر الأكاديمي إلى التخلف العقلي أو الحرمان الحسي أو إلى العوامل الثقافية أو التعليمية".       

                         ويشير نبيل عبد الفتاح حافظ (2006 ،3) إلى أن صعوبات التعلم هي اضطراب في العمليات العقلية أو النفسية الأساسية التي تشمل الانتباه والإدراك وتكوين المفهوم والتذكر وحل المشكلة يظهر صداه في عدم القدرة على تعلم القراءة والكتابة والحساب وما يترتب عليه سواء في المدرسة الابتدائية أساساً أو فيما بعد من قصور في تعلم المواد الدراسية المختلفة".

 ويُعرُّف إبراهيم سعد أبونيان(2007، 246) صعوبات التعلم بأنها" اضطراب فى معالجة المعلومات أو استراتيجيات التعلم يؤثر سلباً على التعلم الأكاديمي وغير الأكاديمي ويستمر طوال حياة الفرد ، ويظهر هذا الاضطراب لدى البعض رغم توفر مقومات التعلم كالقدرة العقلية العادية وسلامة الحواس كالسمع والبصر وتوفر فرص التعلم، والاستقرار النفسي والعاطفي".

وتشير سُهير محمود أمين (2010، 319) إلى أنَّ صعوبات التعلم هى "قصور فى واحدة أو أكثر من العمليات العقلية المعرفية المسئولة عن التحصيل الدراسي مثل التذكر والانتباه والإدراك وإدراك المفهوم وحل المشكلة، بحيث لا يكون هذا القصور راجعًا إلى الإعاقة  العقلية أو الإعاقات الحسية كالإعاقة  البصرية والإعاقة  السمعية".  

 

وقدَّم طارق عبدالرؤوف عامر(12،2009) تعريفًا لصعوبات التعلم ينصُّ على أنَّها "مصطلح يشمل الأطفال الأسوياء من حيث القدرات العقلية، وذوي ذكاء عادى أو مرتفع ولا يعانون من إعاقات سمعية أو بصرية أو حركية أو انفعالية، ومع ذلك يعانى هؤلاء الأطفال من صعوبات واضحة فى اكتساب مهارات الاستماع أو القراءة أو الكتابة أو أداء العمليات الحسابية".

 ولقد شهدت صعوبات التعلم فى تعريفها عدة توجهات، إلا أن أكثر تعريفين شيوعًا وانتشارًا على مستوى العالم هما اللذان يتمثلان فى تعريف الحكومة الفيدرالية الأمريكية، وتعريف اللجنة القومية الأمريكية المشتركة لصعوبات التعلم، وفيما يلي يتم عرض لهذين التعريفين:

 

أولاً: التعريف الفيدرالي  يمكن ذكره فى ثلاث نقاط هى:

1.         من الناحية العامة : يعني مصطلح صعوبة التعلم النوعية أو المحددة Specitic وجود اضطرابات فى واحدة أو أكثر من تلك العمليات السيكولوجية الأساسية

المتضمنة فى فهم أو استخدام اللغة سواء المكتوبة أو المنطوقة وهو الاضطراب الذى يظهر فى شكل قصور بقدرة الطفل على الاستماع، أو التفكير، أو التحدث، أو القراءة، أو الكتابة، أو الهجاء، أو إجراء العمليات الحسابية المختلفة.

2.         الاضطرابات المتضمنة: يتضمن هذا المصطلح حالات مثل صعوبات الإدراك Perceptual Disabilities وإصابات الدماغ، واختلال الأداء الوظيفى الدماغي البسيط Minimal Brain Dysfunction وعسر القراءة Dyslexia، والحبسة الكلامية التطورية Development Aphasia.

3.         الاضطرابات غير المتضمنة: لا يتضمن مثل هذا المصطلح مشكلات التعلم التى تُعَدُّ فى أساسها نتيجة لإعاقة بصرية، أو سمعية، أو حركية، أو تخلف عقلي، أو اضطراب انفعالي، أو أي قصور بيئي، أو ثقافي، أو اقتصادي يعاني الطفل منه (عادل عبد الله محمد، 2010، 25-26).

               ثانياً: تعريف اللجنة القومية الأمريكية المشتركة لصعوبات التعلم فإنه يتمثل فى التعريف التالي: تُعَدُّ صعوبات التعلم بمثابة مصطلح عام يشير إلى مجموعة غير متجانسة من الاضطرابات التى تظهر على هيئة صعوبات ذات دلالة فى اكتساب واستخدام القدرة على الاستماع، أو التحدث، أو القراءة، أو الكتابة، أو التفكير، أو القدرة الرياضية أي القدرة على إجراء العمليات الحسابية المختلفة. وتُعد مثل هذه الاضطرابات جوهرية بالنسبة للفرد ويُفترض أن تحدث له بسبب اختلال فى الأداء الوظيفى للجهاز العصبى المركزى، كما أنها قد تحدث فى أي وقت خلال فترات حياته. هذا وقد تحدث مشكلات فى السلوكيات الدالة على التنظيم الذاتي، والإدراك، والتفاعل الاجتماعي إلى جانب صعوبات التعلم. ولكن مثل هذه المشكلات لا تمثل فى حد ذاتها ولا تعتبر صعوبة من صعوبات التعلم (دنيال هالاهان، وجود لويد، وجيمس كوفمان، ومارجريت ويس، وإليزابيف مارتنيز، 2007، 231).

              تعقيب على التعريفات:

 

وأكد الدكتور "طارق" انه من خلال ما سبق يتضح أن هذه التعريفات ركزت على الأمور التالية:

1.         أشارت تلك التعريفات إلى أن صعوبات التعلم نتيجة لوجود خلل وظيفي في الجهاز العصبي المركزي، وهذا الخلل يكون وظيفياً وليس عضوياً، وهو السبب وراء ظهور صعوبات التعلم مثل تعريف كيرك.

2.         أشارت التعريفات إلى وجود اضطرابات في العمليات النفسية الأساسية أو عمليات التعلم الذي يؤثر بدوره على الأداء الأكاديمي مثل التعريف الفيدرالي.

3.         وجود مشكلات نمائية مثل (الإدراك - النمو اللغوى - التفكير). كما أشارت إليه تعريف اللجنة القومية الأمريكية المشتركة لصعوبات التعلم.

4.         وجود مشكلات فى المهارات الأكاديمية مثل (القراءة - الكتابة - الحساب).

5.         استبعاد حالات الإعاقة الأخرى (كالإعاقة  السمعية أو البصرية أو العقلية) وكذلك استبعاد أى أثر بيئى أو ثقافى أو اقتصادى كسبب محتمل لهذه الصعوبات.

6.         تدني مستوى التحصيل، حيث اجتمعت التعريفات على أنَّ الأفراد ذوي صعوبات التعلم هم أفراد ذوو تحصيل دراسي منخفض وأنَّ هناك تباين بين هذا المستوى وبين القدرات العقلية التى يتمتعون بها بصورة واضحة.

7.         قد تؤثر على النواحي الهامة لحياة الأفراد كالاجتماعية والنفسية والمهنية وأنشطة الحياة اليومية وقد تظهر بين الأوساط المختلفة ثقافيًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

8.         أكدت التعريفات على أن ذوي صعوبات التعلم يمتلكون قدرات عقلية عادية؛ فقد يكونون متوسطي أو فوق متوسطي الذكاء أو مرتفعي الذكاء.

9.         أجمعت معظم التعريفات على أن الأفراد ذوي صعوبات التعلم يكون لديه تباعداً ما بين الذكاء والتحصيل، كما اعتبر مكون التباعد خاصية مميزة لذوي صعوبات التعلم.

الدكتور طارق عادل عبدالغني