حملات كثيرة.. والنتائج مخيبة للآمال

حملات كثيرة قامت بها العديد من الحكومات المتعاقبة، للحد من الزيادة السكانية، والسؤال الذى يطرح نفسه، ما هو سبب فشل تلك الحملات أو عدم نجاحها بشكل كامل ووصولها لجميع فئات المجتمع المصرى، فهل تنجح الحكومة الآن فيما فشلت فيه الحكومات السابقة؟
 

من أهم تلك الحملات والمبادرات التى أطلقتها الحكومة، حملة «2 كفاية»، للحد من الزيادة السكانية ورفع الوعى ودعم المرأة لنشر ثقافة «أسرة صغيرة والمباعدة بين الولادات»، إلا أنها توقفت بعد انتهاء المرحلة الأولى منها عام 2019.
 

وقامت الحملة بتنفيذ 2 مليون و146 ألف زيارة طرق أبواب وتحويل 332 ألفا و418 سيدة للوحدات الصحية وعيادات «2 كفاية»، لتلقى خدمات تنظيم الأسرة بالمجان حيث استقبلت العيادات 32 ألف سيدة تم تقديم الخدمة لهن بالمجان.
 

كما قامت حملة «طفلين وبس» بتوجيه مجموعات من وزارة الصحة والسكان للتجول فى المحافظات والنجوع لتقديم خدمات الصحة الإنجابية للنساء مجانًا، وعمل حصر للسيدات غير المستخدمات لوسائل تنظيم الأسرة لتوعيتهن بأهميتها.
 

واستهدفت حملة «انتى الأهم»، الرعاية الصحية للحوامل خاصة فى شهور الحمل الأولى، والتوعية بضرورة تباعد الفترة بين الولادات وتنظيم النسل وعدم اللجوء إلى الإنجاب بكثرة.
 

كما أطلقت وزارة الصحة حملة «طوق النجاة»، التى كانت تهدف إلى توعية المواطنات فى المناطق الريفية بتحديد النسل، وإبطاء معدل النمو السكانى، وذلك بخفض معدل المواليد وتغيير فكرة أن كثرة الأبناء عزوة.

أما مبادرة «الوسام» فقد أطلقتها «الصحة» داخل عيادات تنظيم الأسرة فى جميع المحافظات على عدة مراحل، وتبنت هذه الحملة مفهوم حق الاختيار، ومسئولية القرار فى التخطيط لبناء الأسرة النموذجية، وذلك للحد من الزيادة السكانية وتنظيم النسل.
 

يضاف إلى ذلك حملات إعلانية عديدة لتنظيم النسل منها حملة «حسنين ومحمدين»، وحملة «الراجل مش بس بكلمته»، وحملة «اسأل.. استشير»، ومع ذلك لم تؤت كل هذه الحملات ثمارها وما زالت الزيادة السكانية مستمرة.
 

الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع، ترى أن عدم نجاح الحملات التى تقوم بها الدولة للحد من الزيادة السكانية، نتيجة طبيعية لعدم تشخيص المشكلة السكانية تشخيصا سليما، مضيفة أن القضية السكانية فى مصر لها ثلاثة أبعاد، أولها: عدد السكان بالنسبة لمعدل الدخل القومى، والثانى هو توزيع السكان على المساحة، والثالث هو نوعية الزيادة السكانية وهل هى زيادة جيدة قابلة لدفع عملية التنمية أم لا؟
 

وأوضحت أننا منذ عام 1952 كان التركيز على كثافة السكان، لذلك ركزت الحملات على تقليل عدد الأطفال، ولكن الطبقة العليا من المجتمع فقط هى التى أستوعب ذلك الفكر، لأنها تفكر فى مستقبل الطفل وبالتالى قللت عدد الأطفال، ولكن أفراد الطبقات الفقيرة استمروا فى الإنجاب بنفس المعدل، وبالتالى أصبحت الكثافة الإنجابية فى هذه الطبقات أعلى بينما

أصبح هناك ندرة فى أفراد الطبقة العليا التى تدفع عملية التنمية، بينما كثرت المشكلات فى الطبقات الأقل دخلا مثل عمالة الأطفال وظاهرة أطفال الشوارع.

وأشارت إلى أن الدولة فى الفترة الأخيرة بدأت فى الاهتمام بالتوزيع السكانى والنوعى مضيفة أننا إذا استطعنا إعادة توزيع السكان سوف يصبح لدينا ندرة فى السكان لأننا نعيش على 8% فقط من مساحة مصر.
 

وأكدت أننا يجب أن نعمل على منع عمالة الأطفال، وتحويل الكتلة السكانية إلى كتلة منتجة، وزيادة الوعى، وعلى كل أسرة أن تحدد عدد الأطفال بناء على قدرتها على التربية والتعليم والإنفاق الجيد عليهم، ولكن هناك أسر تنجب و«ترمى فى الشارع».
 

ومن جانبه أكد الدكتور حسام عباس رئيس قطاع السكان وتنظيم الأسرة أن إجمالى زيارات المنتفعات بوحدات تنظيم الأسرة، بلغ مليونا و858 ألفا و515 زيارة، بينهم 204 آلاف و141 منتفعة جديدة، لافتًا إلى صرف 2 مليون و341 ألفًا و274 وسيلة منع حمل بمختلف أنواعها.
 

وبحسب بيان لوزارة الصحة تم تنفيذ مليون و458 ألفا و768 زيارة منزلية من خلال الرائدات الريفيات بجميع محافظات الجمهورية، حيث تم من خلالهن تقديم 79 ألفا و514 ندوة تثقيفية للتوعية بخدمات ووسائل تنظيم الأسرة والترويج للخدمات الصحية ورفع الوعى الصحى للمجتمع، مع الالتزام بإجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، كما تم تحويل 756 ألفا و241 منتفعة لمنافذ تقديم الخدمة.
 

ولفت الدكتور «عباس» إلى أنه تم عقد 22 ألفا و435 ندوة بنوادى المرأة، لتنمية قدراتها الذاتية وإكسابها المزيد من الخبرات؛ مما يساعد على تمكينها اقتصاديا، واستمرار تفعيل خدمة الخط الساخن المجانى لمشورة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية (إحنا معاكى) على الرقم 08008880800 للرد على استفسارات السيدات بشأن وسائل وخدمات تنظيم الأسرة، والرد على الشائعات وتوجيه السيدات لأماكن تقديم الخدمة.