عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكلاب الضالة تسيطر علي شوارع الإسماعيلية

بوابة الوفد الإلكترونية

بات مشهد جماعات الكلاب الضالة  التى تتجول  فى الشوارع وبين المناطق السكنية والتجارية مشهدا معتادا فى قلب مدينة  الاسماعيلية. لم تترك جماعات الكلاب حيا ولا شارعا الا وفرضت سيطرتها عليه وسط مخاوف وحالة غضب انتابت الاهالى الذين يخشون على اطفالهم من عقر الكلاب.

«ده مش كلب واحد ولا اتنين دول اكتر من عشر كلاب واقفين تحت البيت ولا عارفة انزل باطفالى ولا حد عارف ييجى يبعدهم»، هكذا جاءت صرخات  نور الصياد، ام لثلاثة اطفال من اهالى  منطقة ارض الجمعيات بالاسماعيلية، والتى اكدت ان هذا المشهد متكرر يوميا ليلا ونهارا، وانها قد تلغى موعدا هاما لعدم تمكنها من النزول من منزلها، وتابعت: "الامر بات مفزعا وخطيرا  ولا احد يستجيب لصرخاتنا".

وتقول ايمان حسن مهندسة ومن سكان حى الزهور: «كان مشهد سير كلب ضال فى الشارع يثير اطفالنا بالفزع لكن الان الكلاب لا تسير فرادى بل تسيير جماعات وكأنها قبائل. لا ابالغ ان قلت ان الكلاب قد يتجاوز عددها العشرة  فى المجموعة الواحدة وهى تتجول اسفل منازلنا وحول سياراتنا وفى طرقاتنا المعتادة »واكدت ان طفلها كاد ان يتعرض لمهاجمة عدد من الكلاب منذ عدة اسابيع اثناء تواجده معى  اسفل المنزل ولولا وجودى وسرعة تحركى  لانتشال الطفل من وسط الكلاب التى احاطت به كاد ان يكون وجبة لهم ينهشونه بأسنانهم.

ويقول محمد عبدالله من اهالى حى الشيخ زايد  «الكلاب وجدت فى انتشار القمامة بيئة مناسبة ومرتعا للتزاوج والتكاثر باعداد كبيرة وهو ما يفسر اسباب انتشارها ويكشف حجم التقصير الواضح من المسئولين عن مواجهة انتشار القمامة»، وطالب بسرعة تحرك الاجهزة البيطرية بالمحافظة لحل الازمة قبل ان نستيقظ على كارثة.

ورصدت "الوفد" خلال العامين الماضيين عددا من حوادث عقر الكلاب الضالة لاطفال فى اماكن مختلفة داخل محافظة الاسماعيلية منها مراكز التل الكبير وفايد ومدينة الاسماعيلية وغيرها من الاماكن الريفية والحضرية وتسببت حوادث هجمات الكلاب على الاطفال فى احداث اصابات متنوعة ما بين جروح قطعية وتهتكات فى اماكن متفرقة بالجسم.

وقال  الدكتور احمد فاروق مدير ادارة الامراض المشتركة بمديرية الطب البيطرى بالاسماعيلية للوفد «ان مديرية الطب البيطرى بتوجيه من الدكتور الاقنص تتحرك الى  المناطق المختلفة داخل المحافظة بناء على الشكاوى المقدمة من الاهالى سواء تليفونيا او الكترونيا عن طريق البوابة الالكترونية للمحافظة او عن طريق الخط الساخن  للهيئة العامة للخدمات البيطرية بوجود كلاب ضالة فى منطقة بعينها ومن هنا بيكون تشكيل لجنة بيطرية والتحرك الى  مكان وقوع الضرر بتطعيم الكلاب فى هذه المنطقة ومؤخرا بدأ التعاون مع جمعيات الرفق بالحيوان والنزول لعدة مناظير داخل المدينة وتم تطعيم الكلاب. واضاف «هناك حلول اخرى منها انشاء ملاجئ لهذه الكلاب، ولكنها حلول مكلفة تزيد من الاعباء على ميزانية الحكومة وهنا يبرز دور منظمات العمل المدنى فى تبنى تنفيذ مثل هذه الافكار».

وأرجع فاروق انتشار تكاثر الكلاب فى الفترات الاخيرة بالاسماعيلية لاسباب اهمها التوسع الافقى فى تعمير  المناطق غير المأهولة بالسكان وابرزها منطقة فوديكو والتى كانت لوقت طويل مقلبا للقمامة ومرتعا لهذه الكلاب مما جعلها مع التعمير وازالة القمامة تغادر هذه المنطقة والمناطق المماثلة لها  لداخل

الاماكن السكنية بالمدين، كما أن فترات الحظر الطويلة التى فرضت على المواطنين للحد من انتشار فيروس كورونا خلال الفترة الماضية اتاحت للكلاب حرية التجول داخل المناطق السكنية وباتت معتادة على التجول لساعات وفترات طويلة لا تهاب الناس ولا تخشى الضوضاء والسيارات مما غير فى سلوكيات الكلاب التى كانت فى السابق تخشى التحرك بين التجمعات البشرية. واضاف ان انتشار القمامة وفر للكلاب وجبات كاملة العناصر الغذائية لها وحسن من صحتها والبنية الجسمانية لها ورفع من مناعاتها ومن ثم زاد من قدرتها المرتفعة على التنقل والحركة والتزاوج والتكاثر، بل ان الامر وصل لحد ارتفاع نسبة المواليد منها حتى ان النسبة التقريبية قد تصل لتكاثر  انثى  الكلب فى العام من 10 الى 14 جروا صغيرا وهى نسبة كبيرة تفسر زيادة الاعداد.

وقال الدكتور محمد عبدالدايم استاذ الفيرولوجيا بكلية الطب البيطرى بجامعة قناة السويس: «الخطورة تكمن فى حالة الرعب التى تنتاب الاطفال والكبار احيانا من سير هذه الكلاب بهذه الاعداد فى الطرقات وبين اماكن تجمع المواطنين واصابة هذه الكلاب بمرض السعار الذى قد ينتقل للانسان فى حالة تعرضه للعقر من كلب مصاب».

واكد ان انتشار الكلاب الضالة فى الشوارع ظاهرة تزايدت فى الآونة الاخيرة بعد ان استجابت  الجهات التنفيذية  لنداءات جمعيات الرفق بالحيوان بعدم استخدام السموم فى قتل الكلاب.. وهو ما يدعونا حاليا للبحث  عن  الحل البديل لعملية القتل غير الرحيم  للكلاب للحد من انتشارها وتكاثرها».

وقال «الكلاب الضالة ظاهرة عالمية ولكن هناك اجراءات تتم بالولايات  المتحدة الامريكية ودول اوروبا ومؤخرا بالدول العربية للحد من انتشارها وذلك بانشاء ملاجئ تجمع الكلاب الضالة فى اماكن بعيدة عن التجمعات السكانية والعمل على رعاية  الكلاب صحيا والعناية بنظافتها لفترة تصل لنحو 15 يوما ومن ثم عرضها عقب ذلك للتبنى لاقتنائها بعد منحها التطعيمات اللازمة واجراء عمليات جراحية للاناث منها للحد من عملية التكاثر»، وطالب عبدالدايم بتضافر الجهود بين الجهات التنفيذية ومنظمات العمل المدنى العاملة فى مجال الرفق بالحيوان بتقديم مخطط لهذا المشروع للجهات المانحة لتنفيذ المشروع بتمويل من الجهات المختصة.