علاء شلبي: مقتل "جورج فلويد" أثبت أن أمريكا لا تزال ترسخ فيها العنصرية

استنكر علاء شلبى، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، تعامل السلطات الأمريكية مع موجة الاحتجاجات الحالية، مؤكداً أن بلد بمكانة الولايات المتحدة الأمريكية رغم مرور 160 عاماً من خطوة إنهاء الرق و 50 عاماً من الإقرار لحقوق الأقليات، إلى أنها لا تزال ترسخ فيها العنصرية، وخاصة في نحو نصف الولايات، فضلاً عن بقاء الأفارقة واللاتين الذين يشكلون النسبة الأكبر بين نحو 50 مليون أمريكي يعانون الفقر و 20 مليونا مشردين بلا مأوى.

 

وأضاف شلبي، في تصريحات خاصة لـ"بوابة الوفد"، تعليقاً على تعامل السلطات الأمريكية مع المتظاهرين المشاركين فى الاحتجاجات ضد العنصرية وعنف الشرطة فى الولايات الأمريكية بعد مقتل جورج فلويد، "أن الأزمة الآن تتجلى بشكل كبير في سلوكيات أجهزة الشرطة الأمريكية وأحكام القضاء التي عادة ما تبريء رجال الشرطة المسؤولين عن قتل الأفارقة".

 

وأكمل: وأحيانا اللاتين وذوي الملامح الشرق أوسطية في ظروف معقدة لم يكن فيها رجال الشرطة في خطر داهم على سلامتهم، وربما كانت القسوة الملتصقة بالعنصرية سبباً في وفاة جورج فلويد، أثناء إلقاء القبض عليه، لكن الانفجار الحاصل جاء نتيجة الغضب ضد تفشي العنصرية، وخاصة بين رجال الشرطة.

 

وأكد شلبي، أنه رغم تزويد رجال الشرطة خلال العقدين الأخيرين بأدوات السيطرة، مثل الصواغق الكهربائية، وعبوات الغاز، راح العديد من الملونين ضحية إطلاق نار حي دون سبب مشروع كافي، لافتاً إلى أن هذا الأمر لا يتكرر مع ذوي الأصول الأوروبية وأصحاب البشرة البيضاء سوى فيما ندر، حيث أن المشكلة تتجلى في أن الشرطة الأمريكية لا تتحرى قواعد الاشتباك المعمول بها عالمياً في استخدام الأسلحة النارية،

والتي تستوجب التحذير الشفهي ثم إطلاق الرصاص التحذير ثم إستهداف الجزء الاسفل من الجسد لتفادي القتل.

وأشار إلى أن رجال الشرطة قاموا في عشرات الحوادث بإطلاق الرصاص الحي مباشرة في الجزء الأعلى من الجسد على نحو يؤدي إلى القتل من دون وجود خطر داهم على سلامة الشرطي ولمجرد فقط عدم التزام الضحية بالتعليمات، موضحا أن العديد من الحوادث لم يكن ضحاياها مسلحين.

 
وأردف أن موجات الغضب تشتد نتيجة قيام أجهزة الادعاء العام بحفظ التحقيقات في بعض الحوادث، وفي البعض الآخر أصدرت كافة المحاكم تقريباً أحكام براءة لصالح رجال الشرطة، مؤكداً أن ذوي الأصول الإفريقية واللاتينية والعربية يشعرون دائماً انهم متهمون دون سبب وجيه اتصالا بلون بشرتهم وملامحهم، خاصة إذا كانوا يسكنون أو يمرون على الأحياء الفقيرة.

وأفاد رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، أن المحكمة العليا الأمريكية نجحت في عشرات المراحل بإصدار أحكام لتصحيح ومعالجة الظاهرات، موضحا أن المطلوب منها الآن أن تساهم في التوصل لعلاج دقيق لظاهرة العنصرية من زوايا سلوك أجهزة الشرطة والمؤسسات العدلية والمحاكم.