رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«شاهد ..السيسى» خلال الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة الاحتفال بيوم الشهيد

بوابة الوفد الإلكترونية

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى ان القوات المسلحة والشرطة نفذت العملية الشاملة التى حققت نجاحات ضخمة ومؤثرة استطاع من خلالها الجيش والشرطة تأمين مصر وأهلها وتضييق نطاق الخطر وحصار العناصر الإرهابية والقضاء على أعداد كبيرة منهم مع معداتهم وأسلحتهم وشبكات إمدادهم ودعمهم، وذلك بالرغم من صعوبة الحروب غير النظامية التى لم تُرهب أبناء المصريين فى القوات المسلحة والشرطة الذين استعانوا على الإرهاب وشره بإيمانهم بالله وبيقينهم فى أنهم على الحق المبين وبحُسن تدريبهم وأدائهم العسكرى الراقى.

وقال السيسى –فى نص كلمته فى الندوة التثقيفية للقوات المسلحة بمناسبة يوم الشهيد-: «أعلَمْ أنّكم، أبناء الشعب المصرى البطل، تدركون جيداً أن لكل معركة ضحاياها ممن ارتضوا تقديم أرواحهم فداءً لكم، ومِن بين هؤلاء مَن استُشهدوا فى الحادث الإرهابى بالعريش يوم السبت ١٦ فبراير الماضى وكذلك من استشهدوا فى الحادث الإرهابى بمنطقة الأزهر يوم الاثنين ١٨ فبراير الماضى، فتحية تقدير واحترام نتوجه بها اليوم لأرواحهم الطاهرة».

وتابع الرئيس: «إننا إذ نستمر فى مواجهة الإرهاب ونثق فى قدرتنا بإذن الله على النجاح، فلا يمكن أن نقبل أن يحصد الإهمال أرواح مواطنين أبرياء مِنّا، ولا يمكن أن نقبل أن تتسبب أخطاء فردية فى مقتل العشرات من المواطنين كما حدث فى محطة مصر يوم الأربعاء ٢٧ فبراير الماضى الذين نتقدم بخالص التعازى والمواساة لأسرهم».

واستطرد السيسى بالقول: «ودعونى أصارحكم بأننا كمصريين يجب أن نقف وقفة صادقة مع النفس، ندرك فيها أن خطر الإهمال لا يقل عن خطر الإرهاب وأن الفساد وانعدام الكفاءة والضمير يحصد مِنّا ليس فقط الأرواح، وإنما كذلك، الأمل فى المستقبل الأفضل الذى نعمل جميعاً من أجل تحقيقه».

وأضاف السيسى، فى نص كلمته،: «إن يوم الشهيد، الذى نحييه اليوم، ليس مناسبة لتجديد الأحزان، وإنما لتكريم أبناء مخلصين ضحوا من أجل هذا الوطن الخالد دون انتظار مقابل، قدموا تضحيات جسام، لا يدرك حجمها الهائل، إلا من قدم لمصر شهيداً أو مصاباً، وإلا من روى دمه وعرقه، تراب هذا الوطن، ليستمر نابضاً بالحياة، ومثمراً بالخير والسلام والنماء».

وأضاف إن هذا اليوم، يوم استشهاد البطل الفريق أول عبدالمنعم رياض، ويوم استشهاد أى من أبطالنا العظام من رجال القوات المسلحة والشرطة البواسل، أو أى مصرى ومصرية على اتساع الوطن، هو يوم نُكرم فيه، ليس فقط أرواح من استشهدوا منا، وإنما أيضاً عطاء الصابرين الصامدين، الذين يحملون مسئولية هذا الوطن ويَصِلون الليل بالنهار ليَحيَى المصريون فى سلام وأمان واستقرار، يومٌ نتوقف فيه معاً لنلقى نظرة شاملة على مسيرتنا وعلى مجمل أوضاعنا.

وقال الرئيس إن تقديمكم لأرواح أبنائكم من أجل مصر ليس غريباً على شعبٍ مثلكم له فى البطولة باعٌ كبير فمصر كانت دوماً مقبرة الغزاة وهى الآن حائط الصد المنيع، الذى وقف ولا يزال، أمام موجات الخطر والإرهاب، التى طالت منطقتنا بأسرها، فدمرتها، وأصابت الملايين من سكانها، بالخوف والتشريد والقتل وضياع المستقبل.

وتابع: «وبرغم تلك الظروف الصعبة والثمن الهائل الذى دفعته شعوب المنطقة، بشرياً ومادياً، فإننى أقول لكم اليوم إن شعب مصر أثبت من جديد أنه أقوى إرادة مما تصور أعداؤه وأنه فى رباط وثيق مع دولته ومؤسساتها ليشكلوا معاً كتلة واحدة عصيةً بإذن الله على الانكسار، فعلى أسوار هذا البلد الحصينة تحطمت موجات الإرهاب والشر، وأمام كفاءة وصلابة جيشها وشرطتها انكسرت إرادة المعتدين وضَعُفَت شوكتهم».

واضاف: «إننى أحرص دائماً على مصارحتكم بالحقائق والوقائع، إيماناً بأهمية أن يعرف الشعب حقيقة ما يجرى من جهود ضخمة للإصلاح الحقيقى ولكى يعرف الجميع أن الدولة تسابق الزمن وتبذل أقصى جهد لتوفير الموارد المالية اللازمة للإصلاح والتطوير وهذا الإصلاح نعلم أنه صعب ويتكلف الكثير ولكن المضى فيه بإصرار هو الطريق الوحيد لتقديم خدمات حديثة ومتقدمة للمواطنين».

واستطرد السيسى بالقول: «ونحن إذ نمضى فى طريقنا، نُدركُ جيداً، أن نجاحات مصر فى الداخل والخارج وتعزيز مكانتها وصمودها فى وجه المحن والشدائد، بل وتقدمها للأمام بخطىً ثابتة وواثقة، لا يَرضى عنه البعض، الذى يسارع بتسديد سهامه المسمومة نحو صدورنا هادفاً إلى وقف تقدمنا وعرقلة خطواتنا».

وأردف: «لقد قُلتُ لَكُم مِراراً إننى لا أخشى على مصر من أخطار الخارج وتحدياته ما بقيتم فى الداخل جبهة متماسكة ويداً واحدة قوية وراسخة، ولقد أظهرت لكم الأيام الماضية أنه عندما استعصى على مَن يريدون بنا السوء، إلحاق الأذى بمصر من الخارج فإنهم يعمدون إلى الحرب النفسية وإلى حروب الشائعات

بهدف تكوين صورة ذهنية غير حقيقة تستقر فى وعى المواطن لتحبطه وتهدم ثقته فى نفسه وفى دولته وقيادته».

وتابع السيسى: «لَهُم، وللجميع أقول، والله على ما أقول شهيد، إن الغاية الوحيدة التى تحكم جميع تصرفات الدولة وسياساتها من رئيس الجمهورية إلى جميع مؤسسات الدولة هى مصالح المواطن المصرى أولاً وأخيراً وأمنه وسلامته ومستقبله».

وقال: «نعمل من أجل تحقيق نهضة حقيقية يكون لمصر فيها شأن كبير بين الأمم وتنتقل من مصاف الدول النامية إلى الدول المتقدمة.. بإذن الله، ويحظى فيها الإنسان المصرى بأفضل مستوى تعليم وأرقى رعاية صحية وطبية وأحدث مقومات البنية الأساسية من كهرباء ومياه وطرق ومواصلات وخدمات حكومية متطورة ومُيسرة ليشعر المواطن بآدميته وكرامته».

وأكد السيسى ان برنامج الإصلاح الاقتصادى وجميع ما يتم تنفيذه من مشروعات قومية كبرى، كلها وبلا استثناء، تستهدف أولاً وقبل أى شىء تحسين جودة الحياة للشعب المصرى بأكمله وتوفير الموارد المالية الضرورية التى بدونها لا تستطيع الدولة تحسين الخدمات العامة التى طالما اشتكى منها المواطنون وطالبوا بتحسين مستواها».

كما شدد السيسى على إنّ كثرة الشائعات لن تؤثر فى شعب مصر الواعى، ولن تُضعف جميع الحروب النفسية عزيمته الصلبة، لن تخدعه الأكاذيب، ولن يهزمه الباطل، مؤكدا انه سيظل شعبنا واعياً تمام الوعى بالحق من الزيف وستظل بصيرته، التى صقلتها حضارة آلاف السنين قادرة على التفريق بين الصدق والخداع.

وقال إن الشهر الماضى، كما جاء لنا برياح حزينة ومؤلمة، فإنه شهد افتخاركم بوطنكم، وهو يستعيد مكانته الدولية، فلا يخفى عليكم كيف كان وضعُ مصر على الساحة الدولية منذ سنواتٍ مَضَت وكيف أصبح الآن، فما بين رئاسة مصر للاتحاد الإفريقى بعد أن كانت عضويتُها معلقة به وقيامها بدورها الطبيعى فى القارة الإفريقية يداً بيد مع أشقائنا الأفارقة الذين نتشارك معهم وحدة الهدف والمصير، ثم استضافتنا لأول وأكبر تجمع من نوعه على الإطلاق بشرم الشيخ بين الدول العربية والأوروبية وبحضور الغالبية العظمى من قادة هذه الدول الذين أتوا إلى مصر لنضع أسسا جديدة لتعاون عربى أوروبى يقوم على الاحترام المتبادل والندية والشراكة الحقيقية.

وتابع الرئيس: «ما بين تلك الأدوار النشطة على الساحات الإفريقية والعربية والأوروبية فقد عادت شمسُ مصر للسُطوع، وليعلم الآن كُلُّ مصرى أن صوتَ بلادِه باتَ مسموعاً، وأنها تمضى على الطريق الصحيح نحو مكانة راسخة ومؤثرة فى الإقليم والعالم لتعود بالخير والنفع على كل المصريين».

واختتم السيسى كلمته بالقول: «وسنظل جميعاً بإذن الله ثوابتنا راسخة لا تتزعزع، انتماؤنا ثابت كثبات الجبال، دفاعنا عن الوطن لا يلين، نتصدى لأعدائه بالفكر والرأى، قرارنا حر، نخلص فى كلماتنا، يحكمنا الضمير والوعى المستنير، نتماسك ونتمسك بوطننا وترابه لا نفرط فيه، نشد من أذر بعضنا البعض ونساند قواتنا المسلحة وشرطتنا ضد أعداء الوطن ومن خانه أو باعه والمفسدين، نرد الجَميل لأرواح شهدائنا وأبطالنا، وفاءً وعرفاناً، لهم ولهذا الوطن العزيز الذى يستحق منّا كل التضحية وكل الإخلاص والصبر».