عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

طوارئ مستشفى الرمد.. الفحص الطبي بكشاف الموبايل.. وصحة البرلمان: الدكتورة اتصرفت

مستشفى الرمد بالجيزة
مستشفى الرمد بالجيزة - أرشيفية

في خضم التغيرات التي تطرأ على المنظومة الصحية في مصر، وفي ظل الضجة المثارة حول تطبيق قانون التأمين الشامل الجديد، ربما نسيت الوزارة افتقار بعض مستشفياتها لمقومات الفحص الأولية والبسيطة، وأن ما زال بعض الأطباء يريدون التملص من الحالات الواردة إليهم.

ندرك جميعا أن لكل مستشفى مواعيد عمل محددة، بينما ألا تتاح كل التخصصات في هذه الفترة، فهذا هو الأمر الغريب، أن تضطر للمجئ في وقت محدد وفقا لتخصص حالتك؛ لأن الطبيب المختص لن يكون متواجدا إلا في هذا التوقيت، فهو أمر ليس بالشائع، وليس من المنطقي أيضا، لاسيما في المستشفيات الحكومية، و عندما يكون مستشفى مخصص لمرضى العيون، إذا من الضروري توافر كافة التخصصات خلال فترة عمل المستشفى، وإلا يكون هناك خلل.

"لا هما بيفتحوا من الساعة 2 كدة و بياخدوا 50 أو 60  كشف وبيخلصوا لما يخلصوهم"، هكذا كان الرد الأول لمسئول الأمن على البوابة الرئيسية لمستشفى الرمد بالجيزة، بعد سؤال المريضة عن مواعيد الأطباء في الفترة المسائية، مؤكدا أنه تم إلغاء الفترة المسائية منذ فترة كبيرة، وهذا هو النظام المعمول به حاليا، وعندما وجد المريضة في حالة إصرار أن يراها طبيب، أشار عليها بالذهاب إلى باب الطوارئ.

لم يكن باب الطوارئ ببعيد عن الباب الرئيسي، بينما قد تضطر للانتظار بضع دقائق، كي تجد من تتحدث إليه على البوابة، فتراها أمامك خالية من كل شئ، إلا مقاعد الانتظار الفارغة، وبعد عدة نداءات من المريضة، جاءها مسئول الأمن، ويريد أن يسألها عما تشتكي منه ليتأكد أنها طوارئ " أنت مخبوطة فيها؟"، فأجابته بانفعال أن لا، ولكنها تريد الطبيب فهي تؤلمها، كما يبدو على وجهها أن عينها متورمة ومغلقة قرب النهاية.

فما كان من مسئول الأمن إلا أن قال لها، انتظري واستريحي على هذه المقاعد، و سأتصل بالطبيبة، وظلت المريضة منتظرة على المقعد في ساحة المستشفى، لا أن يتم اصطحابها إلى غرفة الطوارئ التي تتواجد بها الطبيبة، أو حتى داخل الصالات التي ينتظر بها المرضى.

بعد عدة دقائق وصلت الممرضة، التي أخذت تتفحص المريضة عن بعد، وأومأت برأسها أن الطبيبة في طريقها إليها، حضرت الطبيبة حاملة حقيبتها الخاصة بيدها كأنها مغادرة للمكان، وتحمل على وجهها تعابير عدم الرضا، وربما الانزعاج، حتى وصلت إلى المريضة.

"أنت مش طوارئ على فكرة"، كانت أول جملة تتفوه بها طبيبة الطوارئ، و أكدت عليها الممرضة، "آه أنت مش طوارئ، الطوارئ ده حاجة لسة حاصلة دلوقتي، مخبوطة مثلا أو مفتوحة"، ويبدو أن الطبيبة كان لديها فضول قاتل عما أتى بهذه السيدة في فترة عملها، وسألتها "ومجتيش الصبح ليه"، وكأنه يجب عليها ألا تأتي إلى الطوارئ، وبدلا من النظر لحالتها وفحصها، فهي تحاول أن تشعرها بالمعروف الذي تسديه لها بأنها ستكشف عليها، رغم أنها من الممكن ألا تفعل!

لم تصطحب الطبيبة المريضة إلى غرفة الكشف، بينما بدأت في مباشرة مهامها كطبيبة، وهي جالسة على مقعدها منذ أن دخلت فناء المستشفى، وبدأت في السؤال عن الحالة، و كانت المفاجأة الأخرى، "الكشف بكشاف الموبايل"!، إذ فتحت الطبيبة كشاف هاتفها المحمول، لترى به عين المريضة، مؤكدة لها أنها مصابة بعدوى بالغة، وكان لابد أن تأتي مبكرا.

"طب هتوديها بقى الأوضة يا دكتورة؟"، وبعد تردد من الطبيبة "طب خلاص هاتيها مش مشكلة"، وكأنه من غير الطبيعي أن يتم الكشف في غرفة الكشف!

 كانت الصدمة التالية، أن غرفة الكشف في مستشفى العيون، لا يوجد بها إضاءة، فالنور منقطع منذ عدة ساعات، ولم يأت، ولم يبذل أحدا جهدا لمحاولة الاتصال لمعرفة سبب العطل لإصلاحه، بينما بدأت الطبيبة أن تسأل أحد العمال في الفناء عن عمال الصيانة لتحرى أزمة الكهرباء، بينما انهمكت الممرضة في أخذ بيانات المريضة.

وبعد ما يقارب 10 دقائق، دخلت الطبيبة حجرة الكشف، التي تحمل بقايا برودة تكييف كان مفتوحا بها، لتقتطع ورقة صغيرة لا نعلم من أين أتت بها، وكتبت عليها علاج للحالة، مصحوبة بعبارات التأكيد، أنها يجب أن تتابع مع الطبيب الخاص بحالتها، وهذا علاج مبدأي، تستطيع أن تتناوله لخمسة أيام.

وبعد السؤال عن مواعيد الأطباء المتخصصين في القنوات الدمعية، الذي تحتاجه المريضة، خيم الذهول على

وجهها، إذ أن هذا التخصص يبدأ قطع تذاكر كشفه في الثامنة صباحا وحتى الثانية عشر ظهرا، على أن يتم الانتهاء من الكشوفات المحجوزة في الثانية ظهرا، ثم يختفي هذا التخصص من المستشفى إلى صباح اليوم التالي، على أن ينتظر من لم يحظ بدور، في الموعد الجديد، أما المتأخر عليه تحمل العاقبة، أو الذهاب لطبيب خاص، بكشف يتكلف مئات الجنيهات.

وانطلقت المريضة في أمان، بعد أن انتابتها الريبة من طبيبة الطوارئ التي لم تبد لها حسن معاملة، ولم تعطها تشخيص واضح للحالة يفهمها ما حل بعينها، بعد أن كشفت عليها في أقل من دقيقة على كشاف هاتفها المحمول في فناء المستشفى.

الجدير بالذكر، أن أثناء مغادرة المريضة، كانت هناك حالتين طارئتين في سبيلهما للدخول، الأولى شاب اصطدم بعينه شئ ما، والثانية لطفل، تهرول والدته بجانبه باكيا مغلقا عينه واضعا يده عليها، إذا فرض أن المريضة الأولى في غير حاجة للإضاءة القوية للكشف عليها، بينما كيف سيكون الوضع في ظل انقطاع التيار الكهربي مع الحالتين الأخرتين؟!، وكيف لا يوجد مولد كهرباء في مستشفى بحجم مستشفى الرمد؟

إن طبيب الطوارئ في مستشفى متخصصة في مرض بعينه، كمستشفى الرمد للعيون، فعليه أن يستقبل الحالات في غير ساعات عمل الأقسام، ليس بالضرورة أن يكون الطارئ حادث، بينما هناك ألم مفاجئ أتى بالمريض، وإن لم تكن متخصصا فيما يعاني منه، فعليك بالتشخيص المبدأي على الأقل، وإعطاء الإرشادات العامة، بعد إجراء الكشف بطريقة صحيحة، بينما أن يكون الطبيب متضررا من الحالة التي أخرجته من صومعة المبيت، وأن يكون متضررا من كونها ليست حالة طوارئ كما يريدها، وأن يكون متضررا من اصطحاب المريض إلى غرفة الكشف المنقطع بها التيار الكهربي، وأن يؤدي الكشف في الفناء على كشاف الهاتف المحمول في أقل من دقيقة، وأن يشعر بالمريض بكم هو متفضل عليه بالكشف، فهذا لا يتوافق مع قواعد وضمير المهنة، التي تحتم عليه الاستجابة للمريض ومعاملته بشكل لائق، ومحاولة تخفيف آلامه ولو بشكل مؤقت.

ومن جانبها، أوضحت الدكتورة شادية ثابت، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، أن قسم الطوارئ يختص بكل ما يؤلم المريض، في غير فترة العيادات، سواء كان حادثة أو حدث الآن، أو مضى على الألم وقت.

وتابعت ثابت في تصريح خاص لبوابة الوفد، أن طبيب الطوارئ عليه الكشف على المريض طالما يوجد ما يؤلمه، بل و يعطيه التشخيص المبدأي للحالة، أو علاج مؤقت، ويرشده إلى العيادة التي يتوجه لها في الفترة الصباحية، مؤكدة أنها يجب أن تكشف على الحالة الواردة "حتى لو تعبانة بقالها 10 أيام".

وعلقت عضو الصحة بالبرلمان، على الكشف بإضاءة الهاتف المحمول، أنه ربما لا يكون متوفر إضاءة أخرى، إذا فالطبيبة تصرفت بشكل سليم، في إيجاد أي مصدر إضاءة.