عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الحقيقة فين.. المجنى عليه فى مواجهة الجانى

بطعنة فى القلب.. بائعة الخضار قتلت «بوجى»

بوابة الوفد الإلكترونية

والدة الضحية: كان بيجهز شقته عشان يتجوز.. وشقيقته التوأم: "نصى التانى مات"

 

فى صفحة «وراء الجريمة» الأسبوعية، منهج جديد لمتابعات الجرائم بشكل تحقيقى.. نعرض اعترافات وأقوال الجانى والمجنى عليه، وشهود العيان وأسر الضحايا، واستكمالا وبحثا من جريدة «الوفد» عن الحقيقة، نفتش ونبحث وراء الجرائم والوقائع الشائكة، بالتواصل مع طرفى كل قضية وحادثة اينما كانوا، للاستماع إلى وجهتى النظر، المتهم والضحية، نضع أقوال الطرفين أمام القارئ والحكم له فى النهاية..

الملف هذا الأسبوع سيدور حول واقعتين بمحافظة الجيزة، الأولى فى الطالبية، والثانية فى الوراق، المجنى عليه فى كليهما شاب والجانى سيدة وعاطل، والدافع وراء الجريمتين الانتقام الأعمى.

 

حقق فى الجريمة: أحمد بعزق

 

قبل صلاة الجمعة ثالث أيام عيد الفطر المبارك، بينما الجميع يستعدون لأداء الصلاة، لا سيما وأننا فى أيام مباركة، كان سكان شارع العروبة فى منطقة الطالبية، على موعد مع واقعة بشعة كانت بطلتها بائعة خضار وشاب، جمعتهما الظروف إلى الشجار على ركوب «توك توك» حتى انتهت حكايتهما بجريمة قتل.

كانت الأمور تسير بصورة طبيعية فى شارع العروبة بالطالبية، لا شيء يعكر صفو احتفالات الأهالى بعيد الفطر المبارك، ومع اقتراب مؤشرات ضبط الوقت من العاشرة صباحا، انقلبت الأحداث رأسا على عقب، وساد المنطقة حالة من الهرج والمرج، تبعها قدوم قوة أمنية لفرض السيطرة الأمنية.

فى الساعة العاشرة صباحا كانت «هند» الشهيرة ب «هند جرجير» تواصل عملها فى بيع الخضار على عربة صغيرة لتكسب قوت يومها من جهدها وعرقها، وفى ذات الوقت كان «خالد» صاحب الـ21 عاما فى طريق العودة إلى منزله، لكن شجارا جمع بين «هند وخالد» على أولوية ركوب «التوك توك» كل منهما يريد أن يستقله أولًا ليصل إلى منزله، وتعديا على بعضهما بالسب والشتم والضرب.

فى لحظة غضب سيطرت على «هند» بعد أن ركلها «خالد» بقدمه، هرولت إلى عربة الخضار ملكها واستلت سكينا تستعين به فى تنظيف الخضار وغرزته فى صدر خالد لتنهى الخلاف لصالحها وتغادر المنطقة متوجهة إلى منزلها، معتقدة بأن الأمر قد انتهى، ولم يكن فى بالها بأن الحكاية مازالت فى سطورها الأولى بعد وفاة الضحية.

انتقلت «الوفد» إلى مكان الواقعة والتقت اسرة الضحية، التى تعانى من فقدان ابنهم، حيث ضمت « نوال سيد عرفان» 45 عاما، ملابس نجلها، إلى صدرها، لتشم رائحته، وأدخلت اصبعها فى ثقب «التيشرت» ورددت «مُوتتك غدر يا حبيبي»، ودارت ببصرها لتحدق فى مجموعة صور، لفقيدها ونعتتها بعبارات أبرزها، «عريس الطالبية مات».

تقول الأم المكلومة، لـ «الوفد» إن ابنها «خالد محمد»، 23 سنة، شهرته «بوجى»، له شقيقته التوأم تدعى «رضوى»، شهرتها «طمطم»، تيمنًا بأسماء شخصيات الكرتون القديم، وتعلق الصغيرين ببعضهما، لا يفرقهما شىء أبدا، حتى أنه كان يعاتبها إن تأخرت عن الصلاة رغم زواجها.

وتواصل الأم: يعمل «بوجى» فى مجال المقاولات، بمكتب تشطيبات فى التجمع الخامس، يجتهد فى عمله ليل نهار، فقد أوشكت شقته أن تكون جاهزة لاستقبال عروسه.

عن الابن الفقيد تقول الأم: يدخر «خالد بوجى» أمواله لدى شقيقته التوأم فهما ستر وغطاء لبعضهما منذ نعومة أظافرهما.

وواصلت شقيقة الضحية حديثها بأنه، قبل العيد ألححت عليه هى ووالدته أن يحصل على إجازة من عمله، «عايزينك تعيد معانا»، استجاب لرغبتهما وحضر لتهنئتهم بالعيد.

وتعود بالحديث ليوم الجريمة قائلة، فى ثالث أيام العيد خرج بوجى برفقة أصدقائه لزيارة السيدة زينب، فاتصلت به على الساعة العاشرة صباحًا، أجابنى «أنا فى ميدان العروبة وجاى على طول».

دقائق ورن هاتفى، «الحقى خالد اتعور فى بطنه»، هرولت إلى مكان الواقعة، أخبرنى أهالى المنطقة أن أصدقاءه نقلوه إلى مستشفى أم المصريين، دقائق كنت أمام غرفة الطوارئ أسأل عنه، «ابنى فين؟»، ليخبروها بأنهم نقلوه إلى ثلاجة المستشفى بعدما تيقنوا من وفاته، وحاولوا إخفاء الخبر عنها، لكنها رأت فى أعينهم ما امتنع لسانهم عن قوله، لتخبرهم عايزة أشوف ابني».

بقلق دخلت أم بوجى ثلاجة حفظ الموتى، أخبرها الطبيب، جثمان ابنك أهو يا حاجة، كشفته فإذ بجسده سليم باستثناء ثقب غائر فى منطقة القلب، أطلقت من الصرخات ما أعياها، وفقد زوجها الوعى من هول المشهد.

وأخبرها يوسف صديق نجلها أن فتاة تدعى هند»، وشهرتها «هند جرجير» اشتبكت مع «بوجى»، بسبب أولوية ركوب «التوك توك»، وضربته بـ«شبشب» وأكالت له من الشتائم أقبحها، قبل أن ينجح الأهالى من فض المشاجرة، لتتبعه بائعة الجرجير، وتسدد له طعنة فى القلب وترديه قتيلا.

وطالبت والدة المجنى عليه وأشقاؤه بالقصاص من المتهمة بإزهاق روح «بوجى»، قائلة «لن تبرد نار قلبى حتى أراها معلقة من رقبتها فى حبل المشنقة.

ومثلت هند بائعة الجرجير الجريمة أمام جهات التحقيق، وبمواجهتها بجريمة قتل خالد بوجى، قالت: إنها تعمل على عربة كارو لبيع الخضار بشارع العروبة، وقبيل صلاة ظهر جمعة اليوم الثالث من عيد الفطر، وجدت «توك توك» واقفا أمامى، أشرت للسائق أن يأتى حتى أعود إلى بيتى لتغيير ملابسي.

وذكرت فى اعترافاتها، وجدت شابين دخلا التوك التوك، وأخبرا السائق أن يوصلهما إلى وجهتهما، ليرد عليهما السائق أنا «معايا ناس»، فعلق أحدهما على قوله بلفظ بذىء، فرديت له الشتيمة، فضربنى بقدمه.

وتابعت: قلعت الشبشب، وكنت عايزة أضربه به على وشه، فأخذه منى وضربنى به على رأسى، وسائق التوك التوك يحاول فض المشاجرة.

وأردفت توجهت إلى فرشة الخضار، وأحضرت سكينة صغيرة أستخدمها فى قطع الخضار وعدت إليه مرة أخرة، وبعد اقترابى منه أخرج هو مطواة من جيبه، «قعدنا نهوش على بعضنا، كنا بنخوف بعض، والأهالى تحاول فض المشاجرة».

وأوضحت المتهمة، ضربته بالسكينة فى قلبه وسحبتها سريعا، وجريت بسرعة، حاول اللحاق بى لكنه سقط أرضًا وأخذه صديقه فى «توك توك» وذهبا، وبعدها عدت إلى فرشتى ومنها إلى بيتى ليخبرنى الأهالى أن رجال المباحث يبحثون عنى، فتوجهت إلى قسم شرطة الطالبية وسلمت نفسي.

وقال «يوسف جمعة» صديق المجنى عليه أمام جهات التحقيق، لعبنا بلاي ستيشن أنا وصاحبى» بوجى» يوم الجريمة واتمشينا شوية، وركبنا توك توك، تفاجأنا بسيدة تبيع الخضار، تنادى على السائق، فذهب إليها، تكلما سويا وعاد إلينا ليخبرنا، «انزلوا من التوك التوك» صاحبته قالت موصلكمش.

كان ردنا عليه، هندفع فلوس عادى زى أى حد، فإذ ببائعة الجرجير، تهاجمنا « انتوا مبرشمين ولا إيه» قلنا لها انت تعرفينا يا ست عشان تكلمينا كده.

قلعت الشبشب اللى فى رجلها وعايزة تضرب خالد بوجى، فأخذه منها وضربها به، وبعدها ذهبت إلى فرشتها وأحضرت سكينة، وطعنت بها صديقى فى صدره، سقط أرضا حملته فى مركبة «توك توك» إلى مستشفى أم المصريين ليصدمونى بـ«بوجى مات».

تفاصيل تلك الواقعة كشفها بلاغ تلقاه المقدم أحمد فاروق رئيس مباحث قسم شرطة الطالبية بمديرية أمن الجيزة، إشارة من غرفة عمليات النجدة مفادها، نشوب مشاجرة بدائرة القسم ووجود قتيل، على الفور انتقلت قوة أمنية مدعومة بسيارة إسعاف إلى محال البلاغ، وبالفحص تبين وجود جثة شاب مصاب بطعنات نافذة أودت بحياته، وتم نقل الجثة إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة.

وبعمل التحريات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة سيدة تعمل بائعة خضار قامت بقتل الشاب باستخدام سلاح أبيض «سكين» بسبب مشاجرة نشبت بينها وبين المتوفى على أولوية استقلال «التوك توك»، وتم ضبط السيدة واقتيادها إلى ديوان القسم وبمواجهتها أقرت بارتكابها الجريمة على النحو المشار إليه.

وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وأخطر اللواء هشام أبوالنصر مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن الجيزة، فيما تم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وأخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيقات.

أمرت النيابة العامة بحبس المتهمة 4 أيام على ذمة التحقيقات فى الاتهامات الموجه إليها، وكلفت باستدعاء الشهود لسماع أقوالهم حول ملابسات الجريمة وتفريغ الكاميرات فى محيط المنطقة.

استعجلت النيابة العامة تحريات المباحث التكميلية حول الواقعة وظروفها وملابساتها لبيان قصد المتهمة من ارتكاب الواقعة وبيان عما إذا كان السلاح المضبوط، بحوزة المتهمة، هو المستخدم فى إحداث إصابة الضحية.

كما أمرت بإرسال حرز السلاح إلى الطبيب الشرعى القائم بمناظرة جثمان المتوفى، والمسؤول عن إجراء الصفة التشريحية عليه، والتصريح بالدفن.

وجدد قاضى المعارضات حبس المتهمة 15 يوما على ذمة التحقيقات.