عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

من نقطة الأصل

رفعت صور لعبدالناصر فى أحداث 25 يناير 2011 وفى عديد من المظاهرات وهو أمر يصر عليه عشاقه ومريدوه أصحاب اليسار الماركسى.. عبدالناصر كان واقعاً فى حياة المصريين لعدة عقود شابها غموض كثيف وما زال.. فهناك ما لم يكشف عنه النقاب خاصة فى الوثائق الأمريكية المتصلة بأحداث 23/7/52!، الناصريون موجودون فى المجتمع المصرى ولهم نشاط وحضور بارز بالرغم من أنهم لا يشكلون - كما أرى – غالبية إلا أن لهم صوتاً عالياً.. أسباب رفع صور عبدالناصر سواء فى كثير أو قليل من المسيرات لها أسباب يراها الفرقاء كل على حسب هواه ومرآه.

إن كثيراً مما يبديه كتاب أو صحفيون أو مقدمو برامج قد يمر مرور الكرام ودون تعليق من السواد الأعظم من الشعب الطيب الصابر، أما أن يأتى الحديث من مفكر كالدكتور مصطفى الفقى فلابد من المراجعة.. ففى برنامجه سنوات الفرص القادمة فى 11/6/2015 كرر وسبب رفع صور عبدالناصر فى 25 يناير 2015 بانحيازه للفقراء وربط هذا ربطاً غير علمى بالعدالة الاجتماعية.. هذا الاستنتاج لا يقبل من مفكر بحجم د. مصطفى الفقى.. لماذا؟!.. أولاً: الانحياز لا ينبغى أن يكون إلا لمن يكون الحق والعدل فى جانبه وبصرف النظر عن موقعه من الغنى أو الفقر علماً بأن الستر هو القيمة الأرفع!.. التعاطف ممكن وجائز ومقبول ولكن دون انحياز.. أكرر إلا بالحق ولوجه الحق.. ثانياً: الفقر أو الغنى شىء.. أما أن يكون الإنسان غنياً أو فقيراً فهذا شىء آخر له أسبابه وبالتالى نتائجه!

ولا يجوز الخلط بين الأمرين فى إطار فلسفة البحث.. ليس كل فقير على حق وكل غنى على باطل!.. إنما السؤال هو لماذا هذا الشخص غني أو غاطس فى قاع الفقر؟!، العدالة الاجتماعية لا تعنى أبداً مصادرة أموال أو ممتلكات الشرفاء تحت أى ذريعة أو مسمى وإلا كانت هذه هى النذالة الاجتماعية فى أجلى صورها!، هل كان الاستيلاء إذعاناً على مؤسسات الأهرام والأخبار وأخبار اليوم والمصرى وروز اليوسف وصباح الخير وغيرها من إصدارات المجلات والصحف من باب العدالة الاجتماعية، ونفس الحال بالنسبة لمؤسسات وشركات طلعت حرب ومصانع الغزل والنسيج بالمحلة الكبرى وكفر الدوار وصباغى البيضا وما حدث بمصانع ياسين.. إلخ.

نكرر الناصريون والشيوعيون ومختلف نحل الماركسية موجودون بالشارع المصرى ولكنهم لم يكونوا ولن يكونوا بإذن الله جل فى علاه أصحاب أغلبية، وهؤلاء بالطبع لا ولن يكلوا عن رفع صور زعيمهم خاصة عند ظهور أى تجمعات، حتى ولو كانت لا تمت لهم ولمبادئهم بصلة، كى يبدو المشهد وكأن هذه الجموع الحاشدة هى جموعهم!، هذا تكتيك ماركسى معروف، يطبقه أهل اليسار حرفياً وبالمسطرة وبكل أدوات القياس الفكرى فهم أحرص الناس على التواجد فى أى مظاهرة أو تجمع ولا يتركون أى فرصة يجدون فيها تجمعاً إلا واندسوا فيه مرددين هتافات هذا التجمع ولو كانت مناهضة لأفكارهم وسرعان ما يغمسونها بالأساسيات الماركسية حتى يخيل لمن لا يعرفون وهم كثيرون أن التجمع والمظاهرة هى من أهل اليسار الماركسى!

وأخيراً وليس آخراً فإن معظم الذين عاصروا فترة عبدالناصر ورفاقه، خاصة ممن تشكل وجدانهم بتعليم موجه وتحت وطأة إعلام نازى بداية ومسيرة وانتهاء بالعهود الثورية همجية الأطوار، يصعب عليهم التخلص من أدران هذه الفترة.. عند هذه النقطة والحد لا أزيد ولا أطيل ولا أريد!.. والله من وراء القصد وهو على كل شىء قدير وخير هاد إلى سواء السبيل.