رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

فى أبسط تعريفاته يأتى مفهوم الرأى العام بأنه الرأى السائد لدى الجماعة حول أمر يهمهم، بحيث يكون مؤثراً ومعتبراً لدى صانع القرار وهو بالمناسبة مصطلح ظهر عقب الثورة الفرنسية وتبلور بشكل واضح ومحدد في الربع الثانى من القرن العشرين لاستخدامه في التأثير على توجهات الناس أو تعبئة الرأى العام في أوقات الأزمات والحروب.

وبقدر أهمية الرأى العام في الدول الديمقراطية والمتحضرة باعتباره رأياً عاماً مستنيراً قادراً على متابعة الأحداث وتحليلها ووضعها في منطقها الصحيح وبالتالى تأثيره على صانع القرار.. بقدر خطورة الرأى العام في الدول النامية والفقيرة الذي يتصف عادة بالاعتماد على العاطفة والعصبية بسبب نسبة الأمية والموروث الاجتماعى والثقافى والأوضاع الاقتصادية التي يمكن أن تؤثر في الرأى العام وتحوله إلى رأى منقاد.. والخلاصة أن الرأى العام المصرى شأنه شأن مثيله في الدول النامية، يتسم بالضعف نتيجة المناخ السياسى والاجتماعى والاقتصادى والثقافى وأصبح من الطبيعى التأثير عليه وتوجيهه كما تابعنا في قضيه الجزيرتين.

صحيح أن قضايا الأرض لها حساسية مفرطة، إلا أن ردود الأفعال تجاه عملية ترسيم الحدود مع المملكة العربية السعودية، وإعلان أن الجزرتين سعوديتان شهدت حالة من الجدل الشديد في أوساط الرأى العام المصرى، كما كانت شرارتها الأولى في مواقع التواصل الاجتماعى وتبعتها وسائل الإعلام.. والمؤسف أننا لاحظنا في كثير من الأوقات تطابق وجهات النظر في بعض وسائل الإعلام مع ما يردده بعض الأشخاص على شبكات التواصل الاجتماعى دون تقديم وثائق أو دلائل منطقية مقنعة، والواضح أن كثيرين قد سقطوا في فخ توجيه الرأى العام دون أن يشعروا بذلك بسبب وقعهم تحت تأثير العاطفة، حتى أصبحنا أمام رأى عام منقاد في أغلبه، واستشعر عامة المصريين أن مصر قد تنازلت عن الجزيرتين للسعودية بسبب ظروفها الاقتصادية.

هنا لا يمكن إعفاء الحكومة المصرية من المساهمة في حالة البلبلة والتشكك التي سيطرت على الرأى العام المصرى طوال الأسبوع الماضى، وكادت أن تفسد زيارة خادم الحرمين الشريفين، باعتبار أنها زيارة مهمة في دوافعها وتبعاتها لما تشهده لحظتنا الراهنة من حالة تصدع للعالم العربى، لا يقدر على لملمة أشلائه والحفاظ على البقية الباقية منه سوى توافق مصرى سعودى، وهو أمر تدركه مصر جيداً، وتدركه المملكة أيضاً في شكل استثمارات تقيمها على الأراضى المصرية هى بالأساس استثمار في الأمن القومى العربى وتمسكاً عربياً في مواجهة كل المؤامرات التي تحاك بهذه الأمة.. وبالتالى كان على الحكومة المصرية أن تكون على استعداد كامل لهذه الزيارة في كل جوانبها وعلى رأسها الجانب السياسى، خاصة أنها تدرك جيداً أن هناك تربصاً بهذا الوطن، وأن المحاولات المستمرة والمتكررة لإفساد علاقات مصر بكل محطيها وأصدقائها مستمرة ولن تتوقف، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين –تحديداً– من المؤكد أنها ستشهد مثل هذه المحاولات، وإذا أضفنا إلى ذلك أن الزيارة سوف تشهد مثل هذا الإعلان طبقاً لرغبة الجانب السعودى، كان على الحكومة أن تطرح هذا الملف بكل جوانبه وبكل شفافية على الرأى العام المصرى حتى يعى حقيقة الأمور، ويقف على جميع التفاصيل، بحيث يصبح رأياً عاماً مستنيراً ويشكل حائط الصد الأول للدولة والنظام في مواجهة كل المحاولات التي تحاك لهذا الوطن.

[email protected]