رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ذكريات قلم معاصر

قد تكون الانتخابات القادمة أكبر وأعظم فرصة لحزب الوفد.. لماذا؟؟؟ لأن هذه الانتخابات لعلها أول انتخابات حرة نزيهة شفافة لن توجد فيها مجرد شبهة تزوير ولا ضغوط حكومية ولا حزب رئيس ولا إخوان مسلمين يهددون ويرعبون بعض المسئولين فيخضعون لهم!!!!! منذ ستين عاما.

مر علينا ستون عاما كانت النتيجة معروفة قبل فتح الصناديق.. بل أيضاً قبل أن يتم ملء الصناديق.. قالها أحمد عز زمان.. الصناديق تقول ما تريد ونحن نكتب ونعلن ما نريد.. ثم انتخابات تحت سيف جماعة الإخوان فكانت ألعن وأكثر فجوراً من الستين عاما!!!!

<>

هذه الانتخابات تذكرني بانتخابات حسين سري باشا في ديسمبر 1949 - يناير 1950 حينما كان رئيساً للديوان الملكي، فأصدر الملك فاروق قراراً بتكليف سري باشا بتأليف وزارة محايدة تماماً بعيدا عن كل الأحزاب.. وإجراء انتخابات ليس فيها شبه تدخل أو بطاقة تزوير واحدة في أي صندوق من ملايين الصناديق من مرسي مطروح إلي أسوان.. كان الملك شديد الحرص علي أن يعرف رأي الشعب بكل نزاهة وشفافية.. حتي اضطر سري باشا أن يعيّن زوج ابنته وزيراً للداخلية محمد باشا هاشم!!!! كانت الشرطة لأول مرة لا تخضع لأي أوامر أو تعليمات سوي الحرص علي مساعدة الناس علي الإدلاء بأصواتهم دون أن ضغط خارجي أو حتي رشوة علي الأبواب.. قطع الورقة ذات الخمسة جنيهات وذات الجنيه للواحد نصفين ليأخذ الداخل نصفاً وهو خارج يأخذ النصف الآخر كل هذا كان مصيره السجن فورا.. كانت الشرطة في حالة يقظة تامة لان الوزير الشاب الصغير لا يهدأ ليل نهار.. حتي الصناديق كانت تحت إشراف محمد باشا هاشم شخصياً.. قبل العملية الانتخابية أو بعدها قبل الفرز.

<>

كان حرص الملك فاروق الشديد علي نزاهة الانتخابات سببه أنه يريد أن يعرف ماذا يريد الشعب فعلاً.. وفي هذه الانتخابات حصل الوفد علي أكبر نسبة لم يحصل عليها في تاريخه الطويل حتي هذه الانتخابات السابقة التي أدارتها وزارات الوفد السابقة.. فلم ينجح في هذه الانتخابات إلا الوفديون ونسبة قليلة من هؤلاء الذين لا يمكن أن يسقطوا في دوائرهم - وكلهم شخصيات لها وزنها.. فكري باشا إباظة مثلاً العضو الدائم في كل مجلس.. دسوقي باشا أباظة الحر الدستوري في بلده بالشرقية مثلا.. أحمد خشبة باشا في أسيوط.. وهكذا.

وسأضرب لكم مثلا كنت قريباً جداً منه..

دائرة مجلس الشيوخ زمان كانت تضم أكثر من دائرة من دوائر مجلس النواب.. فكان المرحوم محمود أبوالفتح عضو مجلس الشيوخ عن دائرة شبرا والشرابية، وكان المرحوم أحمد أبوالفتح نائباً عن الشرابية وحسين أبوالفتح نائبا عن شبرا.. فحدث أن رشح عبداللطيف المردندلي عضو الهيئة الوفدية نفسه في دائرة شبرا!!! فاحتكم الاثنان أبوالفتح والمردندلي للنحاس باشا بعدأن رشح كل منهما نفسه بالفعل.. فكان رد النحاس باشا أن يحترم فكرة الملك فاروق.. لا تدخل قط في الانتخابات.. اتركوا الناس تقول رأيها.. وغضب طبعاً المرحوم حسين أبوالفتح النائب الدائم لنفس هذه الدائرة ثم هو أحد أصحاب جريدة (المصري) لسان حال الوفد.. لذا تحمس أكثر لكي ينجح هذه المرة باكتساح أكبر من أي مرة سابقة.. وقد كان..

<>

أعطي هذا المثال لكي أقول .. إلي هذا الحد كان عدم التدخل في الانتخابات.. ليس الحكومة فقط بل أيضاً رؤساء الأحزاب وكل من له صلة بالانتخابات.. من هنا أري أن فرصة الوفد في هذه الانتخابات قد لا تتكرر.. ليس لأن الوفد حقق رقماً خيالياً في يناير 1950 ولكن فقط فرصة انتخابات تعبر عن رأي الشعب الحقيقي وقد لا تتكرر فالله وحده يعلم الغيب.. والشعب فعلا يحب الوفد.. رغم أن النسبة الكبيرة جدا جدا من الناخبين لم يعاصروا الوفد فمعظم - إن لم يكن كل الناخبين - عدا عدد قد لا يزيد علي آلاف قليلة جدا - كلهم من مواليد الخمسينيات حتي المسئولون الآن أيضا.. لذا فالمطلوب هو الاتصال بالشعب بكل الطرق المسموح بها.. لكي نشرح له ما فعله الوفد طوال تاريخه المجيد.. أعتقد انه لن يُسمح بالسرادقات في الشوارع خلال هذه الانتخابات مثل زمان نظراً لظروف البلد الحالية.. ولكن هذا لا يمنع من تجمعات في منازل وساحات الوفديين في المحافظات المختلفة.. لا ننتظر تجمعات داخل مبني الحزب، ولكن لابد من الانطلاق في كل القري والمدن.. أكثر من عضو يجيد مخاطبة الجماهير ويكون له صلة بمحافظة ما أو مدينة يتولي مهمة الخطابة ويصعد بعده بعض سكان المنطقة.. فالمهمة ليست سهلة.. لقد تم (فرش الطريق) نحو عودة الوفد زعيم الأحزاب الورقية الحالية التي لا أدري ماذا سيقولون للجماهير.. عكس الوفد الذي لديه الكثير والكثير جداً جداً ليقوله بعد سرقة الثورة غير المباركة كل ما أنجزه الوفد عبر سنوات طوال.. جلاء الإنجليز والجامعة العربية والحياد الإيجابي واشتراكية حقيقية.. القرض الحسن وقطار الرحمة ومعونة الشتاء ومشروع الفرش وغيرها.. الناس لا تعرف هذا.. تعالوا نقوله لهم.. كي يختاروا من يمثلهم بحق وعلم وشفافية وتاريخ.. والله الموافق.