عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صواريخ

ﻻ شك أن الأحداث المتلاحقة والقضايا الشائكة تكشف أن الإدارة المصرية ما زالت تعمل بطريقة الهواة التى تجعلها عاجزة عن صياغة موقف رصين يعبر عن فهم ووعى حقيقي, لحقيقة خروج اﻷمر من دائرة المصداقية لدى الرأى العام إلى دوائر الشك التى ترهق الدولة المصرية وتؤثر على جسور الثقة بينها وبين مواطنيها.. ثم أنها تخلق حالة جدلية فى الرأى العام وبعض وسائل الإعلام التى يختلط فيها الرأى والتحليل بالخبر والمعلومة.

والواقع أن ما حدث من شائعات كثيرة شغلت الرأى العام المصرى حول جزيرتى تيران وصنافير أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى مصر.. إنما يكشف عن حالة الارتباك المصرى التى بدأت بإعلان الحكومة المصرية عن ترسيم الحدود البحرية مع المملكة السعودية وإعلان أن جزيرتى تيران وصنافير سعوديتان، وكان هذا الإعلان –المفاجأة- هو السمة اﻷولى للأزمة المصرية الداخلية لعدة أسباب أهمها أنه لم يسبق للرأى العام المصرى أنه اطلع أو علم بوجود مباحثات أو مفاوضات عن وضع الجزيرتين وحقيقة تبعيتهما ﻷى من الدولتين، مع الوضع فى الاعتبار أنه سبق ترديد اسم الجزيرتين كثيراً لدى المصريين سواء فى كتب التاريخ أو من خلال اﻷحداث والمعارك الحربية بين مصر وإسرائيل فى أكثر من معركة، الأمر الذى رسخ فى أذهان عامة المصريين أن الجزيرتين مصريتان.. مع زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى القاهرة وتوقيع عدد من اﻻتفاقيات اﻻقتصادية بين البلدين وتقديم بعض المساعدات وهو أمر يوحى بتقديم مصر لبعض التنازﻻت وشكل أرضاً خصبة لأصحاب نظريات المؤامرة والتشكك فى عملية ترسيم الحدود البحرية، برمتها.

إذن أخطأت الحكومة المصرية باقتدار فى توقيت هذا الإعلان خاصة أنها تعى جيداً أن المتربصين بها كثر وأن الميليشيات جاهزة لشغل الرأى العام المصرى وإلهاب مشاعره بقضية وطنية سبق أن كانت سبباً فى عزل الجماعة الإرهابية عن مقاليد السلطة عندما فكرت فى التنازل عن أرض مصرية سواء فى الشرق أو الجنوب.. ثم أخطأت الحكومة المصرية ثانياً عندما تركت اﻷمر للاجتهاد الشخصى فى معظم وسائل الإعلام، وكان عليها بمجرد استشعار الخطأ فى توقيت الإعلان أن تتدارك الموقف سواء ببيان واضح وقاطع أو بتقديم المستندات والأدلة الدامغة من مواثيق ومعاهدات وغيرها إلى وسائل الإعلام حتى تكون الحقائق مجردة أمام المواطن المصرى وإنهاء حالة الجدل والتلاسن بين المواطنين فى شتى وسائل المعرفة.

تبقى ملاحظة مهمة وخطيرة وهى أننا رأينا أعضاء لمجلس النواب ربما لأول مرة يدافعون عن وجهة نظر الموقف السعودى ويؤكدون أن الجزيرتين سعوديتان دون أن يملكوا أية مواثيق أو حتى أدلة وبراهين تجعل وجهة نظرهم منطقية.. وهؤلاء هم أشد خطراً على الدولة المصرية من أعدائها لأنهم بجهلهم أو نفاقهم يخصمون من رصيد وطن يبقى دوره محورياً ومركزياً فى المنطقة حتى وإن عانى اقتصادياً.