رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نبض الكلمات

دائمًا ما يدهشنى توقيت رمضان كل عام وكأنه ميعاد مقدر بالثانية مع حجم الطاقة التى نمتلكها ومع فقدان آخر ذرة من طاقتنا، مع كثرة احتياجاتنا النفسية وغير النفسية، مع تقصيرنا الدينى وشتاتنا الفكرى وحيرة قلوبنا وتزاحم الأحداث فى حياتنا دائمًا ما يأتى رمضان فى موعده المناسب بالثانية وبالأمس القريب كنا فى أحضانه والآن فى انتظار رحماته.

فلست صالحاً ولست ملتزماً يتقلب حالى بين قرب من الله وأُنس وبعد عنه ووحشة، ولكنى رزقت بنفسٍ لوامة لا تطيق عصيانه، فسرعان ما تضيق نفسى عند معصيته ولا تنشرح إلا بالتوبة.. والشىء الأهم أنى لن أترك جهاد نفسى ما حييت ولن أملّ يوماً من إصلاح ذاتى حتى يقبلنى الله ويتوفنى على حال يحبه ويرتضيه، وسريعاً تمضى الأعوام، ما عادت زمناً بل أرقام، ما نكاد نعتادها، حتى تغيّر عدّاده  فيبدو العام شهراً، والشهر أسبوعاً، والأسبوع يوماً  ونبقى فى ذهول من أمرنا، كيف نصدّق ظلم الأرقام، عندما تصبح تلك السنوات عداد أعمارنا ولا شيء جديدا سوى أن  أعمارنا تزيد وأجلنا يقترب ومازلنا فى حق ربنا مقصرين، فيارب نسألك توبة لا يعقبها ذنب. السنوات والشهور مجرد أرقام فى عداد أعمارنا ويبقى الإنسان هو الفاعل وهو المفعول، الكل يتساءل الدنيا رايحة فين  والبركة كمان راحت وليه الدنيا اتغيرت والحسرة على الماضى الجميل والناس الحلوة راحت فين واللمة الحلوة.. فلا الصديق وقت الضيق ولا الجار للجار.. القسوة والوقاحة عنوان كل مرحلة فإلى أين نذهب يا الله!!؟.. بالتأكيد ليس العيب فى الدنيا بل العيب فينا.. فنحن من نتغير والسنوات تمر لا ذنب لها، ولا علاقة للأيام بالنضج أيضا.. نحن نكبر بمرور الناس بالمواقف بالأزمات والأوقات الصعبة.. لا تقارن ولا تقتبس حياتك من حياة غيرك احتف باختلافك وعش حياتك كما هى بتفاصيلها بجمالها بتفرُدها، الآخرون ليسوا مقياساً لما يجب أن تكون عليه حافظ على لونك الخاص فِى عالم يحاول أن يصنع من البشر لوناً واحداً مملا، وحتى لا تتغير علينا الدنيا.. لا تتسرع فى علاقاتك بعض العلاقات تكون على هيئه فخ تسعدك شهرا وتهدمك عمرا.. نحن لا نعرف قيمة بعضنا إلا فى النهايات.. أن تقدم وردة فى وقتها خيرٌ من أن تقدم كل ما تملك بعد فوات الأوان وأن تقول كلمة جميلة فى الوقت المناسب خير من أن تكتب قصيدة بعد أن تختفى المشاعر.. أن تنتظر دقيقة فى الوقت المناسب خير من أن تنتظر سنة بعد فوات الأوان.. أن تقف موقفا انسانيا عند الحاجة إليك خير من أن تقدم مواساة بعد فوات الأوان. فلا جدوى أبدا من أشياء تأتى متأخّرة عن وقتها كقبلة اعتذار على جبين ميّت ولا تؤجل الأشياء الجميلة.. فقد لا تتكرر مرة أخرى، أشياء كثيرة خسرناها دون أن نشعر وتلاشت من حياتنا كأنها يومًا لم تكن.. لم نعد نعرف قيمة وجود العائلة حتى نفقدها.. لم نعد نعرف قيمة للنقود حتى نحتاج إليها، لم نعد نعرف قيمة من نحب حتى نخسره.. لم نعد نبتسم إلا فى الصور.. لم نعد نتكلم ونتفاعل معاً سوى من وراء شاشة.. لم نعد نرى أطفالا يلعبون بالكرة أو ألعابهم البسيطة فى أزقة الحارة.. ما عدنا انتظرنا مناسبة لنحتفل معاً، انحصرت احتفالاتنا عبر مواقع التواصل وإنزال الصور.. أشياء كثيرة خسرناها قد تكون بسيطة جداً لكنها كانت تعنينا.. ماذا فعل بنا العصر التكنولوجى؟؟ طوّرنا، تقدمنا نلنا أعلى مراتب ولكنه بالمقابل سلب منا أعظم ما نملكه، سلب حياتنا بأكملها أشياء كثيرة خسرناها دون أن نشعر، تلاشت من حياتنا كأنها يوماً لم تكن، حتى ‏تغيرت فى حياتنا كثير من المفاهيم الخاطئة والمشاعر، نحتاج احياناً لبداية جديدة لنقطة ومن اول السطر نحتاح لأن نتوقف عن كل ما فعلناه بأنفسنا نريد ترتيب أوراقنا من جديد نحكم على الاشياء بعقولنا لا بـقلوبنا، نريد فتح صفحة لم يكتب فيها حرف ولم تتلوث اى خيبات أو أى ذنوب.

 

[email protected] com.