رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

من الغريب أن يكون الوضع الاقتصادى على ما نعرفه من صعوبة، ثم يكون حجم الهدر فى الغذاء بهذا القدر الذى أعلنه جهاز سلامة الغذاء.. فالمفترض أن يقل حجم المُهدر من غذائنا، إذا ما كانت الظروف الاقتصادية للكثيرين من الناس على غير ما يرام. 

ولكن ما جاء على لسان الدكتور طارق الهوبى، رئيس الجهاز، يشير إلى أننا مدعوون إلى أن نراجع طريقتنا فى استهلاك الغذاء بكل أنواعه، وأن يتصرف كل منا فى حياته على أساس ألا يقع هدر فى غذائه، أو على أساس أن يكون الهدر فى حده الأدنى. 

يقول الدكتور الهوبى أن حجم ما هو مهدر من غذائنا على مدى السنة يصل إلى عشرة ملايين طن، وأن نصيب كل فرد فى هذه الكمية يصل إلى ٩١ كيلو جرامًا. 

هذه نسبة عالية جدًا بمقاييس الهدر فى حد ذاته، وهى عالية كذلك إذا قسناها على ما تعيشه الغالبية من الناس من ظروف مادية ضاغطة، ولا يمكن أن يكون هذا هو الحال الذى نراه ونعرفه فى حياة الملايين من المصريين، ثم يكون هذا فى المقابل هو حجم ما نهدره جميعًا ويهدره كل واحد منا فى ذات الوقت. 

وإذا جربت أن تقارن بين ما أعلنه رئيس الجهاز، وبين ما يتم هدره فى بلاد أخرى يصل عدد سكانها إلى مثل عدد سكاننا، ستكتشف أن المقارنة فى غير صالحنا، وأن السبب يكمن فى أنهم هناك فى أوربا مثلًا يستهلكون أقل ويهدرون أقل أيضاً، لأن القيم التى تحكم حياتهم فى الاستهلاك تدعوهم طول الوقت إلى أن يستهلك الفرد ما يحتاجه بالفعل، وألا يهدر ما لا يحتاجه، وأن يكون غذاؤه على مائدته على قدر حاجته، وألا يضع عليها أمامه إلا ما سوف يستخدمه فعلاً. 

هذه أشياء قد تبدو بسيطة، وهى بسيطة لا شك فى ذلك، ولكنها على وجهها الآخر مهمة للغاية، وهى التى تميز فى النهاية شعوبًا عن شعوب. 

وقد تمنيت لو أن جهاز سلامة الغذاء قد أرشد الناس إلى الطريقة الأفضل للقضاء على هذا الهدر، أو للوصول به إلى أقل قدر ممكن على مستوى كل مواطن.. تمنيت هذا وأدعو الجهاز إلى أن يتدارك الأمر؛ لأن القضية فى موضوع الغذاء ليست فى أن تشخص المرض كما حدث، ولكن القضية هى أن ترسم للناس سبيل الخلاص من هذه الآفة فى استهلاكنا الجماعى والفردى معاً. 

أتوقع أن يعود الجهاز إلى القضية، وأن يظل يعلم الناس كيف يكون الاستهلاك بالنسبة لأى سلعة، ثم كيف لا يكون الهدر والإهدار.