رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

نستكمل حديثنا اليوم مع الصفقة التى عقدها السادات مع التلمسانى، التى بمقتضاها خروجهم من السجون وعادوا لوظائفهم مرة أخرى، فى مقابل أن يساعدوا السادات فى مواجهة معارضيه من الناصريين واليساريين والشيوعيين، لم يتحدث عمر التلمسانى كثيراً عما دار بينه وبين مبارك بصفته المسئول عن ملف الإخوان، لكنه فى مذكراته التى نشرتها إحدى الصحف العربية فى العام ١٩٨٤ أشار إلى مقابلاته مع نائب الرئيس حسنى مبارك، يقول طلب منا السيد عثمان أحمد عثمان وقد كان وزيراً للإسكان أن تلقاه مجموعة منا، فذهبت مع الدكتور أحمد الملط والحاج حسنى عبدالباقى والأستاذ صالح أبورقيق، وقابلناه فرأى أنه من الخير أن نقدم للسادات وجهة نظرنا فى الإصلاح فى تسع صفحات فلوسكاب حملها إليه عثمان.

يكمل التلمسانى قائلاً ثم كانت لى مقابلات مع السيد محمد حسنى مبارك، وكان نائباً لرئيس الجمهورية فى ذلك الحين، لقيته فى منزله بمصر الجديدة منفرداً مراراً، ومعى الأستاذ مصطفى مشهور مرات أخرى، للرد عن بعض الاستفسارات عما جاء بتلك الصفحات التسع، ثم انتهى الأمر إلى صمت مطبق، لم يكشف التلمسانى عما دار فى هذه اللقاءات، ولم يتحدث عن رأيه فى مبارك، ولا ماذا قال له نائب الرئيس لكن هلال أشار إلى أن مبارك أشار إلى إخوانيته المبكرة، وربما كان هذا لأنه أراد أن يؤلف قلب الرجل الذى ذهب إليه بصفقة يتقرب بها إلى السادات، طوال ما يقرب من خمسة وعشرين عاماً من حكمه لم يذكر مبارك الإخوان فى حديث علنى إلا مرتين، الأولى كانت فى بدايات حكمه، ورواها عصام العريان فى حديث، وكان ذلك فى العام ١٩٨٩، وكانت محافظة الجيزة تحتفل بعيدها القومى، دعا المحافظ وقتها عمر عبدالآخر الرئيس ليحتفل مع شعب المحافظة بهذه المناسبة، وفى قاعة الاحتفال كان يوجد عدد من أعضاء مجلس الشعب عن المحافظة، وكان من بينهم عدد من الإخوان على رأسهم المستشار مأمون الهضيبى والدكتور عصام العريان، وقف الهضيبى يرحب بالرئيس وتحدث معه وعنه بكلام طيب، وإذا بالرئيس مبارك يقول لمن حوله الله ما الإخوان بيتكلموا كويس أهه، كلمة مبارك منحت الإخوان أملاً فى إمكانية التواصل المباشر معه، فهو يسمع عن الإخوان كلاماً سيئاً، وهو ما يجعله يبعد عنهم ولا يقربهم منه، لكن إذا استمع مبارك لهم مباشرة فحتما سيغير رأيه، وربما يكون هذا الموقف هو الذى دفع الإخوان لأن يقولوا دائماً اسمع منا ولا تسمع عنا.

المرة الثانية التى تحدث فيها مبارك عن الإخوان كانت فى العام ٢٠٠٥، وقتها تخلى الإخوان عن مهادنتهم للنظام، ففى ٥ مايو ٢٠٠٥ بالتحديد دعا الإخوان إلى مظاهرات حاشدة فى محافظات مصر ليطالبوا مبارك بالإصلاح، وكانت نتيجة الصدام بينهم وبين النظام أنه تم القبض على ٤٠٠ إخوانى ينتمون إلى ٦ محافظات، ادعى مهدى عاكف وقتها أن عدد معتقلى الجماعة تجاوز ١٥٠٠ إخوانى، فلماذا شق الأخوان عصا الطاعة عن مبارك وخرجوا عليه؟ كان لذلك سببان لا ثالث لهما.

الأول لأن جماعة كفاية التى خرجت للنور مطالبة بلا للتمديد ولا للتوريث قد دعت قبلها بأسبوع واحد إلى مظاهرات ضد نظام مبارك، وخرجت أعداد كبيرة فى ١٣ محافظة، فأدركت الإخوان أن القوى المدنية تسحب البساط من تحت قدميها، وأن أسطورة قدرتها وحدها على الحشد تنهار تماماً، فسارعت بدفع شبابها إلى التظاهر من باب إثبات الوجود، السبب الثانى كان الأهم ففى هذا الوقت كان الإخوان يتواصلون مع الأمريكان الذين اقتنعوا مبكراً أن الجماعة يمكن أن تكون بديلاً لنظام مبارك، فمدوا معها ولها حبال الود، وكانت الجماعة تعرف أن نظام مبارك يتعرض لضغوط هائلة من الأمريكان من أجل إجراء إصلاحات سياسية حقيقية فى بنية النظام، وأن التظاهر ضد مبارك لن يقابل بعنف شديد خوفاً من الأمريكان الذين دخلوا العراق فى ٢٠٠٣، وأعلن بوش أنه سيبدأ حرباً طويلة ضد كل الديكتاتوريات فى المنطقة العربية، وللحديث بقية.

[email protected]