رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

جاء اتفاق المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران عبر هندسة الدبلوماسية الصينية ليعيد ترتيت أوضاع المنطقة ويعيد صياغة الخريطة الجيوسياسية وتوازن مراكز القوة والتأثير السياسى والاقتصادى فى تلك البقعة شديدة الأهمية للعالم.

 

 

هذا الاتفاق الذى يصب بالتأكيد فى صالح شعوب المنطقة واستقرارها  وفرص ازدهارها مستقبلا يستلزم العديد من الشروط لكى ينجح ويؤتى بثماره ولا يسمح لأى أطراف متضررة من الاتفاق وفى مقدمتها إسرائيل بالعمل على تخريب هذه التسوية والعودة إلى دائرة التوتر والصراع.

وفى اعتقادى أن شروط نجاح الاتفاق يقع معظمها فى يد الطرف الإيرانى بمعنى أن ضمانات النجاح هى إيرانية أكثر مما هى سعودية فقد حان الوقت لتبرهن إيران على صدق وجدية خطابها السياسى طيلة أربعة عقود والمتمحور حول فكرة مؤداها أن دول المنطقة قادرة على حل مشاكلها دون تدخل أى أطراف دولية خاصة الولايات المتحدة الأمريكية

الآن إيران ضمن اتفاق مصالحة مع أكبر دولة إقليمية فى منطقة الخليج المتلامسة معها حدودا ومصالح ومن ثم من الطبيعى أن نرى مبادرات إيرانية لخفض معدلات الصراع والتنافس حول عدد من القضايا الإقليمية محل النزاع.

مثلا ماذا ستفعل إيران فى ثلاثة ملفات رئيسية هى ملفات اليمن وسوريا ولبنان؟

هل ستتوقف عن دعم الطرف الحوثى وتسعى لإنجاز تسوية يمنية تحترم فيها مصالح السعودية الجار الأقرب لليمن وتوقف نزيف الحرب الأهلية هناك؟

ماذا ستفعل إيران فى لبنان عبر ذراعها حزب الله هل ستساعد فى لملمة الجراح اللبنانية والعمل على دعم صيغة سياسية أكثر توازنا يقبل بها اللبنانيون وتنهى الفراغ الرئاسى وتفتح الطريق لمعالجة الأزمة الاقتصادية التى تطحن الشعب اللبنانى منذ سنوات؟

هل ستبذل إيران جهدا مخلصا لإنهاء المأساة السورية التى نتج عنها تشريد وقتل الملايين وتسهم فى إنجاز مصالحة وطنية شاملة بين النظام السورى ومعارضية يفتح الطريق لإعادة إعمار ما جرى تخريبه على مدار عشر سنوات وعودة ملايين السوريين المشردين فى بقاع الأرض المختلفة؟

هل ستتوقف إيران عن شعارات تصدير الثورة أو لعبة التدخل فى شؤون الآخرين والتوقف عن العبث بأوراق الأقليات الشيعية فى دول الخليج وتأمين الملاحة فى مضيق هرمز عبر التعاون مع بقية دول المنطقة المشاطئة للخليج العربى.

باختصار هناك أطراف غير سعيدة باتفاق المصالحة بين إيران والسعودية ومن المؤكد أن هذه الأطراف سوف تسعى لتخريب الاتفاق ومن المؤكد أيضا أن إيران تدرك ذلك جيدا ومن ثم عليها تفويت الفرصة على هذه الأطراف وبالتالى هى الآن فى اختبار حقيقى لإثبات ليس فقط حسن النوايا ولكن لتبرهن على قدرتها على حماية هذا الاتفاق الذى شكل مفاجأة لجميع الأطراف ونجاح إيران فى هذا الاختبار سوف يؤدى دون شك إلى مزيد من استقرار المنطقة التى عانت كثيرا من صراعات وهمية ومصدرة إليها من خارجها وهى صراعات استنزفت طاقة وجهد وموارد شعوبها ولم يستفد من هذه الصراعات سوى الأعداء التاريخيين لشعوب المنطقة وفى مقدمتها إسرائيل.