رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مسافة السكة

يتصارع الرجال والنساء مع بعضهم البعض، تنادى المرأة بحقوقها وينادى الرجل أيضًا بحقه، يستشهد الرجال بالقرآن وكلام الله على أحقيتهم فى القوامة، وتستشهد النساء أيضًا بحقوقها من القرآن بأن الله لم يفرق بين ذكر وأنثى إلا فى مواضع معينة، ويظل الصراع بينهما ليوم القيامة بسبب عدم فهم أحكام الله وسنة رسوله!

ورغم ذلك وضح الله الفرق ما بين الرجل والمرأة فى آيات معينة، وقبل عرضها سوف أوضح الآيات التى ساوى الله فيها ما بين الذكر والأنثى أمام شرع الله، وفى شئون المسئولية والجزاء فى الدنيا والآخرة، وأيضًا فى العقاب، فقال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ»، «وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا»، «الزَّانِيَةُ وَالزَّانِى فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ»..

أما الآيات التى فرق الله فيها ما بين الرجل والأنثى فمحصورة فى القوامة ؛ فقال تعالى :»الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ»، والميراث؛ فقال تعالى: «لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ»، ولم يجعلها الله مُطلقة بل حددها فى مواضع معينة، أى فى حالة وجود أولاد المتوفى، وفى حالة الزوجين، فالزوج يرث من زوجته ضعف ما ترثه هى منه، فقال تعالى: «وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ....»، وبرغم ذلك هناك حالات ترث فيها المرأة كالرجل، كإرث الأم والأب من أولادهما عندما يكون له أولاد ذكور، عملًا بقوله تعالى: «وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ»، وايضًا التساوى بين الإخوة والأخوات لأم، عملًا بقوله تعالى: «وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ»، والشهادة فقال تعالى: «اسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ»، لذا يدّعى البعض بأن النساء ناقصات عقل؛ لأن شهادة الرجل بامرأتين، ولم يفرق الله بين الرجل والمرأة فى موضع الشهادة كتقليل من مكانة المرأة؛ بل على العكس، فقال تعالى: «أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَىٰ».

والدليل أيضًا على أن الله يحاول التخفيف من العبء على المرأة أن الشهادة ليست حقًا؛ بل عبء، والدليل على ذلك قوله تعالى: «وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ»، كما أن البعض يدّعى بأن الله فى مُحكم كتابه ذكر كيد النساء، ولكن فى حقيقة الأمر كيد النساء ذُكر على لسان عزيز مصر وهو كافر، فكيد النساء هنا ذُكر حب، على العكس كيد الرجال جاء على لسان سيدنا يعقوب: «لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْدًا»، أما كيد الرجال فذُكر كره وحقد.

وفى النهاية أختتم قولى بأن الله سبحانه وتعالى لم يفرق بين إنسان وآخر إلا بالتقوى والعمل الصالح، ولم يفرق بين رجل أو امرأة إلا فى المواضع التى ذكرتها مسبقًا.

وأيضًا من يُراجع نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية يجد أن الإسلام أعطى للمرأة كامل حقوقها، وحصلت على حقوقها ليست المادية فقط المتمثلة فى العمل، فقد عملت المرأة فى جميع الميادين والمجالات، ولكن أيضًا حصلت على حقوق معنوية؛ متمثلة فى المعاملة الحسنة لها ومراعاة مشاعرها واحترامها، ويكفى أن وصى رسول الله بها فى خطبة الوداع؛ واستوصوا بالنساء خيرًا، فإذا زعم الغرب بأنهم ينادون لحقوق المرأة، فأقول لهم الإسلام أعطى للمرأة حقوقها من قبل أن تحصل عليها المرأة الغربية، بل الإسلام حصّن حقوقها والغرب استغلها ذريعة لإهانة المراة! والدليل على ذلك فى فرنسا هناك تمييز فى الأجور، وهناك تمييز بين المرأة المحجبة وغير المحجبة؛ بل يصل الأمر أحيانًا إلى منع الفتيات المحجبات من دخول المدارس بالحجاب!

أليس من مبادئ حقوق الإنسان عدم التمييز بسبب الدين أو العقيدة! وأصدر رئيس الوزراء الفرنسى سابقًا قرارًا بحظر لقب مودموزيل والحالة الاجتماعية للمرأة فى جميع المعاملات والوثائق الرسمية! فحقوق الإنسان عندهم غير ثابتة فهى تأتى بناء على رغبة فئة معينة، ثم تعميمها على جميع المواطنين، كما هو الحال فى زواج المثليين فى أمريكا، فإذا كان قرار إلغاء لقب مودموزيل جاء بناء على حملة قامت بها بعض الفتيات لمنع هذا اللقب، فما هو الحال لو قامت بعض الفتيات بحملة للسماح بالحجاب؟!

 

 عضو مجلس النواب