عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

الممثل الجيد بيديه مفاتيح نجاح العمل الفنى، لأن المخرج الذى يمتلك أدواته الفنية يعرف اختيار ممثليه.. وهناك عدد قليل من الممثلين إذا وجدوا فى العمل الفنى يكون إشارة إلى أن العمل قدير ويستحق الاهتمام.. وماجد الكدوانى ممثل ليس ككل الممثلين هو من نوع الممثلين الكبار الذين لا بد أن تتوقف عندهم.. هو يستطيع النفاذ إلى القلوب بدون صراخ وتشنج أو هزل ومسخرة!

فى نهاية التسعينيات وأوائل الألفية الثانية ظهر جيل من شباب الممثلين يعنى أكثر من 25 سنة كوجوه جديدة.. والغريب أنهم مازالوا يتعاملون مع أنفسهم كجيل جديد مستمر فى أداء أدوار المرح وطيش الشباب والكوميديا الخفيفة أو الأكشن.. والكثير منهم مهتم بعضلاته أكثر من اهتمامه بتطوير أدائه، ومعظمهم يرفضون الخروج من مرحلة المراهقة السينمائية.. ويكاد ماجد الكدوانى هو الوحيد الذى تجاوز ذلك نفسيًا وتمكن بموهبته الكبيرة بالارتقاء بأدوار تتسم بالنضوح!

وشخصية «إبراهيم» التى أداها الكدوانى بهذه السلاسة والجمال فى مسلسل «موضوع عائلى» لم تأت من فراغ فقد سبقتها أدوار ما كان أحد يتصور أن يتمكن من القيام بها.. من أول دوره الرائع فى فيلم كباريه ثم الفرح، وفى الفيلمين قدم شخصيتين متناقضتين.. الأول ميلودرامى حزين والثانى كوميدى مبهج وكلاهما قدمها وكأن الذى قدمهما ممثلون مختلفون!

والممثل الشاطر يستطيع الخروج من عباءات مراحله الفنية، وليس فقط من مراحله العمرية، بسهولة وببساطة، والكدوانى نجح بقدراته التمثيلية أن يلعب الأدوار الكوميدية الخفيفة التى عرفه الجمهور من خلالها فى بداياته الفنية، وكان يمكن أن يرتكن إلى ذلك كما فعل ويفعل الكثير من الممثلين الكسالى الذين يفضلون البقاء فى المنطقة التى يتصورن أن الجمهور يحبهم فيها ولا يمتلكون من الذكاء لرؤية حالة الاشباع التى يصل إليها الجمهور إلى حد الملل من تكرار ظهورهم النمطى.. وحقيقة ماجد تمكن بذكائه الفنى من الخروج من مرحلة إلى مرحلة بسهولة، ومن منطقة تمثيلية آمنة إلى منطقة فى منتهى الخطورة لا يعرف كيف سيتقبله الجمهور فيها.. ولكنه فى النهاية ينجح بالرهان على موهبته.. وتقدير الجمهور له كممثل!

محطات الكدوانى الفنية ليست سهلة، ومليئة بالمفاجآت ولكن هناك علامات رئيسية بدأت بالكوميديا فى «حرامية فى كى جى تو» وانتهت ببطولة فيلم «جاى فى السريع» الذى لم يعتبر إضافة كبيرة له، ثم كباريه، وقبل زحمة الصيف، وهيبتا وشيخ جاكسون.. ثم الدور الصعب فى «تراب الماس».. وأخيرًا فيلم «فضل ونعمة» ومسلسل «موضوع عائلى».

«ماجد الكدوانى» من الممثلين القلائل الذين يتمكنون من مزج الكوميديا بالتراجيديا فى وقت واحد، أن لم يكن فى نفس اللحظة ويصدقه الجمهور فى الحالتين.. وأعتقد أن هذه هى كلمة السر التى بين «ماجد» والجمهور الذى يتوقع منه مزيدًا من الأدوار المهمة والممتعة!

 

 

[email protected]