رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

عندما كنتُ عميدا لكلية الآداب جاءنى بمكتبى ولىّ أمر طالب بالفرقة الثانية وقال لي: عندما كان ابنى فى الثانوية كان يصحو فى الصباح ويُقبِل نحوى مُقّبّلاً يدى طالبا منى الدعاء له، وهذا ما كان يفعله مع أمه أيضاً، ولكنه بعد عام عاد إلينا يكفّرنى ولا يكلمنى ولا يتحدث مع أفراد أسرته، ويرى أن راتبى حرام وأكل أمه حرام.. ثم صمت برهة ونظر إلىّ قائلاً: لماذا لم تحرسوا ابنى من البلاوى؟ ماذا فعلوا به؟ وأين كنتم أنتم؟ وما دوركم؟

وأظن أن هذا السؤال فى حاجة إلى إجابة، من الذى غيَّر بوصلة هذا الشاب وكيف تمَّ هذا؟ وأين ومتى؟ وأين دور المثقفين فى تنوير عقول شبابنا؟

القصة الأخرى حدثتْ قبل سنوات عندما اعتدى شاب «دبلوم صنايع» فى قنا على أتوبيس سياحى يقلُّ سائحين ألماناً، وقد استعين بى للترجمة فى المستشفى، وكم كان المنظر مؤلما وكم كدت أن أبكى عندما سألتنى سيدة ألمانية مصابة: لماذا يقتلنا هؤلاء ونحن سياح نحب بلدكم؟

وعندما ذهب مذيع القناة الأولى حتى يحاور أهل هذا الفتى القاتل سأل أمه عنه، فأجابت: «هوَّ كان ماشى زين وعادى لغاية ما عرف «البلاوى» وعششوا فى مخه».

عندما أسترجع اليوم هاتين الحادثتين يستوقفنى لفظ «البلاوى» الذى تكرر فى القصتين مع طالب الجامعة ومع طالب التعليم المتوسط اللذيْن فقدا الوسطية وانحرفا نحو التشدد والقتل والتدمير، ألا نقيم ندوات ومؤتمرات مع الشباب عن «المعشش فى المخ من البلاوى» وهذا دور كل الوزارات الشباب والرياضة والتربية والتعليم والتعليم العالى والثقافة والتضامن الاجتماعى، وأن نتحاور مع الشباب لا نحاضرهم فقد سئموا المحاضرات ويحتاجون لمن يسمعهم ويتحاور معهم فى الأندية والمدرجات والفصول ومراكز الشباب والمنادر والقهاوى حتى ننقذهم ونأخذ بعقولهم إلى الوسطية فى التفكير والتسامح فى السلوك والأخلاق فى المعاملة وتقبّل الرأى الآخر وهذا ما ينبغى أن نغرسه فى مناهجنا حتى نرى شبابنا قادرا على المحاورة والتفكير الناقد وتمحيص الأفكار وإعمال العقل.

 

• مختتم الكلام

أغنية للحب

ولماذا تَبْغى أن تَقْتُلَنى؟

وتُسَدّدَ كلَّ سهامِكَ فى قَلبى؟

فَأَنَا إنسان مثلُكَ

وأنا نبتُ الحبِّ بكل بقاعِ الأرضِ، بكلِّ زمانْ

وأنا التوراةُ أنا الإنجيلُ أنا القرآنْ

وأنا مَن كرّمَهُ الرّحمنْ

وأنا إنسان يبحثُ فيكَ عن الإنسان!