للوطن وللتاريخ
لا شك أن العام المنتهى 2022 كان بمثابة نقطة تحول فى تاريخ التعليم العالى فى مصر، حيث شهد طفرة غير مسبوقة فى زيادة أعداد الجامعات بمختلف أنواعها، إلى جانب دخول كليات جديدة للعمل فى العام الدراسى الحالي، وهو جهد ملموس داخل كل أسرة مصرية.
كما شهد 2022 دخول الجامعات التكنولوجية بشكل ملحوظ، إلى جانب الجامعات الأهلية التى لعبت الدور الأبرز فى استقبال الطلاب وتوفير الأماكن لمن كانوا يسافرون خارج البلاد بأعداد كبيرة، وهو الأمر الذى ألقى بظلاله على الجامعات الخاصة، لنجد أنفسنا أمام احتواء قرابة 70 من أبنائنا الذين يسافرون بالخارج للدراسة.
وإذا كانت المنظومة التعليمية الجديدة للجامعات قد نجحت بالفعل فى 2022 فى استيعاب هذه النسبة الكبيرة، فالمنتظر من وزارة التعليم العالى والبحث العلمى خلال العام الجديد 2023 أن نصل إلى نسبة 100% من استيعاب الطلاب فى الجامعات المصرية دون سفر أى منهم للخارج، خاصة فى ظل انتظار جامعات أهلية وخاصة وتكنولوجية للعمل بداية من إجراءات التنسيق القادمة عقب انتهاء العام الدراسى الحالي.
وما يفعله الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى فى المتابعة شبه اليومية لأعمال الإنشاءات الخاصة بالجامعات المنتظرة يوحى بذلك. والأمر لا يتعلق فقط بوجود أبنائنا للتعليم داخل الوطن وسط أسرهم، بقدر ما يتعلق بتخفيف الضغط على العملة الصعبة ممثلة فى الدولار، ومعاناة الأسر فى توفيره بشكل أو بآخر لتعليم أبنائهم.
ولعل الظروف الاقتصادية الصعبة التى نمر بها الآن تجبر كافة المؤسسات والوزارات على بذل الجهد فى المضى قدمًا نحو أى خطوة توفر العملة الصعبة، وتواجه السوق السوداء للدولار، حيث لم يعد الأمر مقتصرًا على الحقائب الاقتصادية فقط، أو تدابير وزارة المالية فى هذا الصدد، لأن سفر الأبناء للخارج يعد عقبة كبيرة أمام آلاف الأسر سنويًا.
وعلى الجانب الآخر، نتمنى ألا يكون وجود طلابنا الحاليين فى الخارج أمراً محسوماً دون التفكير فيه، بل يجب وضع خطة سريعة وعاجلة لاستيعاب هؤلاء الطلاب داخل الوطن، دون الانتظار لانتهاء دراستهم التى تكبد الجميع خسائر وتبعيات بشكل سنوى، وفى النهاية يتم معادلة شهادتهم داخل مصر مثل أقرانهم بمختلف الجامعات.
خلاصة القول إن العمل على خطة تستوعب كافة الطلاب المصريين بالجامعات فى العام الدراسى المقبل 2023-2024 هو أمر مطلوب، كما أن وضع خطة عاجلة لعودة أبنائنا وفقاً لإجراءات وضوابط تضمن قدرتهم العلمية على ما هو قادم هو أمر مطلوب أيضًا، والمؤكد أن الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالى والبحث العلمى قادر على ذلك.