رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مهرجان التسول عبر الفضائيات جريمة مركبة.. حملات إعلانية كل دقيقة تطالبك بالتبرع لعشرات المشاريع والمؤسسات  والأسئلة تتزايد؟ هل من حق الجمعيات استخدام أموال المتبرعين في حملات إعلانية تليفزيونية؟ هل تم استئذان المتبرعين؟ وماذا إذا لم تحقق تلك الإعلانات نجاحا؟ وأين ستذهب الأموال إذا حققت مزيدا من التبرعات؟ من جرائم تلك الإعلانات استغلال الآيات القرآنية وبعض رجال الدين المنتسبين ومشاهير عهد مبارك لحث المواطنين للتبرع في مشروعات لن يعلم المتبرع عنها شيئا!

بعض المشروعات تجمع التبرعات من عدة سنوات ولم نر تقدما ولو لخطوة واحدة في المشروع المعلن عنه! ثم استغلال الأطفال بشكل مبتذل ومهين! أين جمعيات حقوق الأطفال! وهل يمكن قبول هذا الابتزاز العاطفي الرخيص! وهل من المقبول استخدام الأطفال لعرض أمراضهم وعجزهم على هذا النحو الجارح! ألا يشبه ذلك شخصية «صانع العاهات»  فى رواية نجيب محفوظ -المتخصص فى إصابة وتشويه الأطفال حتى يتسول بهم!ما الفرق! الفرق أن التسول هنا على نطاق أوسع جماهيريا! وقد يرى البعض أن الغاية تبرر الوسيلة، والمهم أن يتبرع الناس ويمنحوا أموال زكاتهم لهؤلاء! ولكن هل تخضع هذه لرقابة وإشراف دقيق؟ فأغلبها نشأت في زمن الفساد الأعظم زمن مبارك وعصابته ويكفي ما ظهر مؤخرا من انتماء بعض مؤسسي جمعية منها لجماعة الإخوان الإرهابية.!مما يدق ناقوس خطر بأن بعض هذه الجمعيات تكون ستارا لتمويل عمليات عنف وإرهاب.

ولا يجوز لأي جمعية أن تنفق من أموال التبرعات على الإعلانات فليس من حق الوكيل أن يغير الوكالة أو أن يستثمر هذه الأموال أو يستخدمها في غير الغرض المخصص لها وهو التبرع بها للفقراء فلا يجوز شرعا ادخار هذه الأموال ولا استثمارها متى وجد من يستحقها, صدرت فتوى من لجنة الفتوى بالأزهر بعدم جواز تجميد أموال التبرعات في ودائع بنكية ,ولكنهم  أوجدوا مخرجا, بقولهم إنهم يضعون أموال الزكاة في ودائع وعندما يجدون فقيرا يفكون الودائع وكأن مصر قد خلت من الفقراء!

الجمعيات التي تتلقى التبرعات بما فيها جمعية الأزهر تهين الفقراء فيطلب منهم تقديم أوراق متعددة تثبت فقرهم ويقومون بعمل بحث عن حالتهم في منطقة سكنهم!... ثم بعد رحلة البحث الورقي المهين يقفون فى طوابير طويلة ويتم إذلالهم وإهانة كرامتهم قبل أن يحصلوا على هذه التبرعات!! والوضع الأسلم أن تخرج التبرعات والصدقات للفقراء المحيطين بك والذين تعرف مدي حاجتهم للصدقة.

هذا الأمر يشمل أيضا جمعيات أخرى تدعى أنها تساعد من تراكمت عليه الديون ولم يستطع سدادها فيما يسمى «سهم الغارمين»! هذه الجمعيات ذهب إليها الكثيرون ومعهم الأوراق التي تدل على استحقاقهم المال وعجزهم عن سداد ديونهم ولكنهم لم يحصلوا على مليم واحد من تلك الجمعيات! نحن أيضا لم نعرف ماذا تم في مشروع زويل العلمي القائم علي جمع تبرعات؟وهو المشروع الذي تسبب في تشريد طلاب جامعة النيل وقتها؟

الأمر يستدعي إشرافا رقابيا صارما من الدولة علي كل هذه الجمعيات الماصة التبرعات, وتشريعا يجرم استخدام الدين والطفولة البريئة في جمع أموال تجمد في ودائع أو لا نعرف أوجه وزمن صرفها! حتي لا يظل الفقير في النهاية ضائعا محروما, على المسلم أن يتحرى أن تصل زكاته وصدقاته وتبرعاته لمستحقيها, تبرعوا للفقراء للمحيطين بكم بأنفسكم دون وسيط.

خبير إعلامي

[email protected]