رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على باب مصر تدق الأكف ويعلو الضجيج، رياح تفور، جبال تدور، بحار تهيج وكلُ تساءل فى دهشة وكلُ تساءل فى لهفة أين؟ ومن؟ وكيف إذن؟ ماذا يحدث فى مصرنا العظيمة من نهضة رغم كل التحديات ورغم كل الصعاب منذ ما سُمى بالربيع العربى الذى لم يكن ربيعًا ولا عربيًا، فلقد حاولت قوى الشر مجتمعة أن تنشر الفوضى فى المنطقة كلها من أجل أن تفتتها إلى جزيئات حتى تسهل السيطرة عليها ونهب ثرواتها وأن تبقى فى براثن التخلف والجهل، وللأسف الشديد فإنها نجحت فى معظم الدول ولكنها فشلت فى مصرنا العظيمة، إلا أنها ما زالت فى محاولاتها اليائسة ولن تفلح بإذن الله.

- لقد دقت الأكف فى كل اتجاه على باب مصر تعحبًا، فمن الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب فالرياح تفور والجبال تدور والبحار تهيج، إلا أن الشعب العظيم ومعه الجيش القوى استطاع أن يوقف هذه الفوضى المدمرة وخرجت الجماهير الهادرة بالملايين وتكاد تلمح بين الجموع الهادرة وجوهًا يرف عليها حنان الإله وفيها المفكر والعبقرى وفيها التُقاة وفيها الهُداة، إنه شعب مصر العظيم، لقد استطاعت هذه الجماهير الهادرة أن تضع العصا الغليظة فى عجلة الشر فأوقفتها ثم انتفضت ومعها جيشها القوى وقامت بتعمير الصحراء وبناء المصانع وإنشاء الطرق وبدأت تعم النهضة فى كل مكان وفى كل اتجاه حتى تساءل الكل فى دهشةٍ وتساءل فى لهفة أين؟ ومن؟ وكيف إذن؟.

- وقد يظن ظانٍ أن الإجابة على هذه التساؤلات صعبة وعصية إلا أن كل قارئ للتاريخ لن يتعجب من هذا الذى حدث، فالتاريخ يقول إن هذا الشعب العظيم قد دحر الغزاة على مر التاريخ.

جميع الغزاة أبدوا خشوعًا وأحنوا الجباة، وصنع أعظم الحضارات على ضفاف النيل، ولقد صدرت هذه الحضارة للعالم أجمع العلم والمعرفة وكانت دائمًا منارةً تُشع نورًا على العالم أجمع.

- وإذا كانت الأكف تدق على باب مصر تعجبًا لما حدث فى مصر إلا أن البعض دق الأكف توددًا من أجل طلب الحماية ومن أجل النجاة من بطش الباطشين ومن ظلم الظالمين ومن قوى الشر اللعين, ولقد فتحت مصر أبوابها على مصاريعها واحتضنت أشقاءها فكانوا أهل بيت ولم يكونوا لاجئين، وهكذا مصر على مر العصور يأوى إليها كل مظلوم يطلب النجدة والمأوى وكل من دخلها بمشيئة الله آمناً.

- إن مصر العظيمة كما نرى هى مزيج من التاريخ والجغرافيا، فالتاريخ يقول إنها حافظت على هويتها على مر العصور, رغم تعدد الغزاة وكانت دائمًا تنسحب داخل ذاتها وتحافظ على كيانها وهويتها وتقاوم الغزاة حتى تدحرهم ويحنوا الجباة, أما الجغرافيا فإن شعبها العظيم أخذ العمق من بحرها شرقًا وشمالًا وأخذ الصلابة والقوة من جبالها وأخذ الصبر من صحرائها وأخذ الخير والعطاء من نيلها وأخذ التواصل مع العالم من قنالها، إنها مصر حقًا مزيج من التاريخ والجغرافيا وهى دائمًا حصن حصين بإرادة الله ثم عظمة شعبها وجيشها مهما علا الضجيج وفارت الرياح وهاجت البحار فهى مصر القوية وسوف تستمر الأكف تدق على باب مصر تعجباً وتودداً.