رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

فى عالمنا المعاصر صعب وندر أن تجد قيمة الصداقة بين البشر..ما هو سائد وما هو ماثل أمام أعيننا هو النفع وكل القيم المادية فقط.. لكن ما هو إنسانى تضاءل وتقزم بشكل مرعب ولم نعد فى عالم إنسانى، بل أصبحنا فى عالم المنفعة. وفى عالم الدراسة والعلم لا تجد إلا كل المنافسة بين الكل من أجل تحقيق تفوق على كل الأقران والكل يخشى الكل. والكل يخشى من أن زميله يتفوق عليه أو يأخذ معلومة عنه..فتشعر بالأسى والألم وتعرف أنك فى عالم فقد كل قيمة إنسانية..وفقد معنى المشاركة فى أى شيء، وأصبح كل واحد لا يبحث إلا عن ذاته فقط، إنها الأنانية التى أصبحت واضحة وسائدة فى كل شيء، الكل يبحث عن نفسه وكيف يتمكن من أن يخطف من هذا أو ذاك..المهم أن أحقق لذاتى فقط وليذهب الآخرون إلى الجحيم.. أقول ذلك بمناسبة ما قرأته عن طالب فى كلية الطب البيطرى يكتب لأستاذه خطاب يناشده فيه أن يعطى نصف درجاته لصديقه الذى توفى والده ولم يستطع أن يجيب فى الامتحان بشكل جيد! هذا ما نشر على موقع المصرى اليوم لايت (3/12/2022)..«طالب يناشد أستاذاً جامعياً منح نصف درجاته إلى زميله..ورئيس القسم يتخذ إجراء».

تداول رواد التواصل الاجتماعى، صورة تتضمن رسالة مؤثرة، يطلب فيها طالب بكلية الطب البيطرى فى جامعة القاهرة، منح نصف درجاته بأحد امتحانات بصف الفصل الدراسى إلى زميله الذى يمر بحالة نفسية سيئة لوفاة والده.

ختم الطالب رسالته إلى أستاذ المادة: أرجو من سيادتكم الرأفة بحالته وقبول الطلب.

بعد تداول الرسالة على نطاق واسع، تفاعل الأستاذ المخاطب مع محتواها وتبين أنه الأستاذ الدكتور أيمن طلبة، رئيس مجلس قسم التشريح بكلية الطب البيطرى جامعة القاهرة.

وكتب «طلبة» تعليقاً على أحد المنشورات المتداولة تعليقاً جاء كالآتى: زميل المستقبل العزيز صاحب الرسالة البقاء والدوام لله سبحانه وخالص العزاء لوالد زميلنا بالفرقة الأولى. تعلم جيدا أننا دائما فى صف أبنائنا الطلاب وصحتهم النفسية مهمة جداً لنا. وهذه هى المرة الأولى التى أرى فيها هذا الخطاب. وأضاف أعدك بالتفاعل مع صديقك ومراعاة حالته وتأجيل الامتحان أو إلغائه حسب الظروف.. تحياتى لكم.

نكرر القول بأن تلك الرسالة تحتوى على قيمة كبيرة ينبغى أن نلتفت إليها.. ألا وهى قيمة الصداقة وتقديم الصديق على الذات.. فربما درجات هذا الطالب تجعله يحصل مثلاً على جيد أو جيد جداً.. وبخصم نصف الدرجات يحصل الطالب مثلاً على (مقبول) أو على أحسن تقدير (جيد).. لكن الأمر لدى ذلك الصديق أكبر من ذلك، إنها الإنسانية التى يجب مراعاتها، فهى الباقية والدائمة وهى التى تجعل الحياة أفضل وأجمل وأورع. والصداقة قيمة لا تشترى.. هى قيمة راسخة فى تلك النفوس التى امتلأت بالجمال والنقاء، فتحية خالصة لذلك الطالب والذى نأمل أن يتواجد منه الآلاف. وتلك هى الصداقة فى الزمن الضنين.

 

أستاذ الفلسفة وعلم الجمال

أكاديمية الفنون