رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

لم يكن الدكتور محمد العريان الخبير الاقتصادى العالمى وحده هو الذى حذر من مستقبل اقتصادى مظلم ينتظر العالم وركود وصفه بالمدمر، ولم يكن الخبراء الاقتصاديون وحدهم الذين حذروا من أزمة اقتصادية قد تكون الأعنف منذ الحرب العالمية.. ولكن المسئولين التنفيذيين الذين يديرون المنظومة المالية فى مختلف قطاعاتها حذروا أيضاً من القادم وتوقعوا سيناريوهات صعبة.

لفت انتباهى ما قاله جيمى ديمون رئيس مجلس إدارة بنك جى بى مورجان تشيس وهو واحد من أكبر البنوك العالمية إن لم يكن أكبرها بالفعل.. الرجل يحمل مخاوف كبيرة ويكاد يصرخ ليلفت الانتباه إلى ما هو آتٍ.. فالرجل بحكم موقعه يرى ما لا نراه.. وبحكم خبرته يدرك خطورة الأوضاع.. قال ديمون منذ أيام إن الرياح المعاكسة الخطيرة يمكن أن تدفع الاقتصاد الأمريكى والعالمى إلى الركود بحلول منتصف العام المقبل، وأضاف فى حوار مع شبكة «B.C.N.C» أن هناك أشياء خطيرة للغاية، من المحتمل أن تدفع الولايات المتحدة والعالم إلى الركود خلال فترة تتراوح بين 6 و9 أشهر من الآن، وقال إن أوروبا بالفعل بدأت تدخل فى حالة ركود.

ولفت رئيس بنك جى بى مورجان تشيس إلى أن هناك مؤشرات وقضايا عالمية تدق ناقوس الخطر وتعتبر بمثابة جرس إنذار من بينها تأثير ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة أكثر مما كان متوقعاً بالإضافة إلى تأثير قرارات مجلس الاحتياطى الفيدرالى التى أنهت التيسير الكمى، فضلا عن الحرب الروسية الأوكرانية، ويرى ديمون أن الاحتمالات كثيرة وأن المكان الذى سيشهد ظهور تصدع كبير وربما المزيد من الذعر قد يكون أسواق الائتمان، وأنهى ديمون حديثه بعبارة غريبة حيث قال: «إذا كنت فى حاجة إلى المال فحاول جمعه الآن». إلى هنا انتهى حديث رئيس أكبر بنك أمريكى وواحد من أكبر البنوك العالمية.

وما يجب التوقف عنده محوران الأول أن الرجل حدد موعد حدوث الأزمة، كما أنه حدد القطاع الذى سيواجه الصدمة فى بدايتها.

وإذا وضعنا هذه التصريحات جنباً إلى جنب مع تصريحات سابقة فى شهر يونيو الماضى والتى قال فيها إن هناك إعصاراً اقتصادياً أمريكياً قادماً وإن الوضع الحالى لم يسبق له مثيل، فإن الأمر يتعدى التصريحات والتوقعات ويستلزم من الجميع الانتباه سواء كان ذلك من جانب الحكومات أو الشعوب التى يجب أن تعيد النظر فى أشياء كثيرة.

وأرى أن حديث الرجل يجب أن يدفع الشعوب إلى إعادة النظر فى أنماط الاستهلاك والتوقف عند شراء الضروريات فقط، لأن الأزمة أصبحت وشيكة ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بنهايتها.

أما على المستوى الحكومى فإن الأمر سيدفع إلى إجراءات قد تكون صعبة ولكنها ضرورية مثل المريض الذى يفرض عليه الطبيب الدواء المر وعليه أن يتجرعه إذا كان يريد النجاة.. هذا هو الوضع تقريباً.. ستضطر الحكومات فى العالم لاتخاذ قرارات مالية صعبة واتباع سياسات تقشفية من أجل مواجهة الأزمة القادمة التى يرى بعض المسئولين العالميين أنها ربما تستمر 6 سنوات على الأقل.

إنها أزمة صنعتها جائحة كورونا وتأججت نيرانها تحت لهيب الحرب الروسية الأوكرانية وعلى الجميع أن يستعد.