عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كاريزما

مفارقة غريبة ومغالطة وقع فيها مجموعة من كبار المثقفين المصريين، فبعد فوز الكاتبة الفرنسية آني- إرنو، بجائزة نوبل فى الآداب لعام ٢٠٢٢..

فوجئنا بكم كبير من السخط والسخرية من الجائزة وإلصاق تهمة الصهيونية بها على أساس أن الصهيونية هى الباب الملكى للفوز بنوبل مع العلم أن سارتر فاز بنوبل رغم العداء الشديد للصهيونية - هذا بغض النظر - أن سارتر اعتذر عن قبول الجائزة فيما بعد - والثابت أن هؤلاء المثقفين لا يعرفون آنى إرنو - وأنا شخصيا لم أكن أعرف عنها أى شىء، الا بعد سطوع اسمها بعد نوبل، فالجميع انهال عليها بالطعنات ورميها بتهمة الصهيونية، والوحيد الذى أفلت من هذا هو الكاتب الكبير محمد سلماوى الذى كتب عن شجاعتها فى مواجهة إسرائيل والصهيونية العالمية وواجهت من أجل ذلك الكثير من التحديات والحروب، والكاتبة فى الثانية والثمانين من عمرها، وجاء فى حيثيات فوزها أنها أظهرت شجاعة وبراعة فى اكتشاف الجذور والبعد والقيود الجماعية للذاكرة الشخصية وهى المرأة السابعة عشرة التى تحصل على نوبل منذ أول جائزة فى عام ١٩٠١، وهى الفائز الفرنسى السادس عشر فى تاريخ نوبل.

لكن اللافت للنظر أنه فى زحام الهجوم الشرس على الجائزة، فوجئت بالأديب الكبير السيد حافظ يشن أكبر حرب ضد نجيب محفوظ وأكد أن فوزه بنوبل كان بسبب علاقاته القوية مع الصهيونية وكيف كان يحافظ على تواصله المستمر مع السفير الإسرائيلى فى القاهرة، مؤكدًا أن كتابات محفوظ ما هى إلا تقليد للأدب الغربى مع تمصير الأماكن والأشخاص!.

ورغم هذا الرأى الصادم إلا أنه سبق أن لمح البعض لذلك ولكن السيد حافظ حاول أن يجود رأيه بالأسانيد - وإن كنت لا أتخيل أن السفير الإسرائيلى له سلطة دعم كاتب عند لجنة نوبل!

ومع تقديرى الكبير للكاتب السيد حافظ فإن العالم كله يشهد بتفرد وعبقرية نجيب محفوظ فى كل ما كتب -حتى مسرحياته العشر التى كتبها احتجاجًا على هزيمة ١٩٦٧- شكلت ملامح الوطن العربى المنكسر ومحاولاته للخروج من الأزمة، لم يتراجع محفوظ ولم يتخاذل عن أداء واجبه.

على أية حال فإن هناك قضايا شديدة الأهمية طرحها الأدباء السيد حافظ وإبراهيم عبدالمجيد ورفقى بدوى وآخرون، كان السؤال الأساسى عندهم هو: لماذا لم يفز أحد أدباء مصر بعد نجيب محفوظ بنوبل؟

وحتى على مستوى العالم العربى، وأتصور أن يكون النقاش بعيدًا عن تجريح من فازوا بنوبل، ولكن ربما ضالة الأفكار والأشكال السائدة لدينا باستثناء بعض الأدباء والشعراء الذين أطاحوا بالمدارس التقليدية، أمثال- من الراحلين يوسف إدريس ومحمد عفيفى مطر نموذجين- ولكن تقلصت هذه الإبداعات، فى زمننا، وأعتقد أن تعقيد الحياة واستحالة المنطق فى كثير من الأحداث همشت تجارب مهمة ونزعت رؤى مختلفة- من جذورها - وانتشار الضباب الكثيف فى سمواتنا عرقلت نمونا الطبيعى فى الأدب والفكر، يصاحب هذا كله غياب القارئ -تمامًا أو إلى حد كبير- نتيجة المشاكل الحياتية وأحيانًا سيطرة الغيبيات على عقله، المهم أن هذا الغياب أفسد المنظومة الثقافية، ولهذا فكثير من الذين هاجروا حققوا طفرات، فى الشكل والمضمون.

القضية مهمة وتحتاج إلى ندوات ونقاشات ومحاورات يشارك فيها الأدباء العرب، حتى نصل إلى إجابة عن السؤال الأزمة: وهو لماذا تبتعد عنا نوبل؟..

Nader nashed 7777a gamail com