رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هذه الدنيا

 

عرفت الدكتور عبدالقادر حاتم أول وزير إعلام فى مصر ونائب رئيس الوزراء الأسبق، أسعدنى الحظ أن أحاوره، وأنشر جانبًا من مذكراته فى حوارات، وقد اختصنى بكتابة جزء منها بخط يده، أحتفظ به لإصداره فى الوقت المناسب.

والدكتور عبدالقادر حاتم هو «أبوالإعلام المصرى»، إنه مؤسس «ماسبيرو» الصرح العظيم منبع التنوير الحقيقى فى مصر والوطن العربى.

وقبل تأسيس «ماسبيرو» كان الدكتور حاتم هو بطل المواجهة الإعلامية أيام العدوان الثلاثى على مصر 1956. لم يكن الأداء العسكرى فى الحرب على المستوى المطلوب، غير أن الأداء الإعلامى منح مصر نصرًا حقيقيًا، حين نجح الدكتور حاتم فى إدارة معركة أسهمت فى تعرية الدول المُعتدية وإحراجها عالميًا.

قال لى الدكتور حاتم: إنه حرص على اصطحاب أكثر من 100 مراسل أجنبى وصحفى إلى مواقع المواجهة، ليروا بأنفسهم حجم الخسة التى يمثلها العدوان، وكيف وقف شعب مصر البطل فى مدن القنال وخاصة مدينة بورسعيد فى مواجهة ثلاثة جيوش.

وأخرج من تجربة الدكتور حاتم وأقول: لقد اختلفت أدوات المعركة اليوم عما كانت عليه سنة 1956. قبل 66 عامًا لم يكن هناك انترنت ولا مواقع تواصل اجتماعى ولا فضائيات. واليوم اختلف تكتيك المعركة، وإن لم يختلف هدفها الأساسى. لقد انتهى دور الرقيب، وتغيرت العادات السلوكية للتعامل مع الأخبار. ما ستحجبه صحيفة ستنشره غيرها، وإذا فقد المستهلك الثقة فى وسيلته الإعلامية فإنه لديه مرونة كافية ليعيد تشكيل المزيج الإعلامى الذى يختاره لنفسه من صحف ومواقع وفضائيات يستقى منه المعرفة. لقد اختلف مفهوم الحواجز الجغرافية، بل إن مفهوم الدولة القطرية نفسه يشهد تغيرًا عنيفًا، وهنا يكمن التحدى الحقيقى الذى تواجهه بلادنا.

لقد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مسئولية البلاد فى مرحلة فارقة وخطيرة من تاريخها، وفى ظروف تختلف عما واجهته أنظمة الحكم التى تعاقبت خلال الأعوام الخمسين الماضية. الرئيس السيسى لم «يمسك العصا من المنتصف» فى إدارته، ومن هنا فإن حجم الاستهداف الذى يواجهه نظام حكمه يفوق أضعاف ما واجهه أى رئيس سابق. لقد وقف الرئيس السادات منفعلًا أمام مجلس الشعب فى جلسة 5 سبتمبر 1981 الشهيرة، وهو يستعرض عدة مقالات ضايقته، وهى بمعيار اليوم لا تمثل شيئًا يُذكر أمام سيل ما يتعرض له نظام الرئيس يوميًا.

لقد انتبه الرئيس السيسى لذلك، ولا يكاد يخلو لقاء له من الحديث عن الإعلام ودوره فى معركة الوعى. والرئيس السيسى إنسان ينطبق عليه المثل: «اللى فى قلبه على لسانه»، ويرى أن الوضوح أقصر طريق وأفضل وسيلة لمخاطبة الناس. ولكن يبقى السؤال: هل يلتزم المسئولون بمنهج الرئيس؟

إن جانبًا لا يُستهان به من الشائعات هو مسئولية الحكومة نفسها، ففى أحيان كثيرة لا أسمع بالشائعة إلا من خلال الطريقة البدائية التى يتم بها نفيها عبر المرصد الإعلامى لمجلس الوزراء، وأرى أن ما تردد عن تخصيص نشرات أخبار متخصصة للرد على الشائعات سيسهم فى منحها مساحات أوسع من الانتشار. والأخطر أن بعض هذه الشائعات تصدر من داخل دوائر معينة، وما حدث فى موضوع «ماسبيرو» خير دليل. لقد خرج حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ونفى ما تردد عن نقل المبنى وتحويله إلى فندق، ولكن: هل يكفى ذلك؟ وألم يكن الحديث عن ماسبيرو «بالونة اختبار» مقصودة لجس النبض؟ فلما جاء رد الفعل غاضبًا خرج النفى.

الشعب المصرى ذكى، ومواجهة الشائعات معركة كبيرة، إنها معركة الدولة المصرية بأكملها، وليست معركة الرئيس السيسى وحده.

[email protected]