رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 حبا الله مصر بالكثير من المقومات التى يمكن أن تضمن لها أن تكون فى مصاف الوجهات السياحية العالمية وأكثرها دخلا، ولا شك أن السياحة تمثل أحد أهم مصادر العملة الأجنبية ولها دور بالغ فى تنمية اقتصاديات الدول، وقبل تفاقهم الأزمات العالمية الصحية والسياسية وتبعاتها الاقتصادية، كانت السياحة تستوعب ماقيمته 10% من إجمالى القوى العاملة فى مصر بشكل مباشر ناهيك عن تأثيراتها الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، ويظل ملف السياحة والآثار واحداً من أهم الملفات ذات الأبعاد الاقتصادية الهامة، وهو ما يتطلب ضرورة التوجه إلى تبنى فكر اقتصادى متطور فى القطاع يدعم فرص الاستثمار والتنمية السياحية على المدى البعيد ويساهم فى حلول عاجلة لتبعات الأزمات الاقتصادية التى نعانى منها.

من المؤكد أننا نستطيع استغلال واستثمار مقوماتنا السياحية بشكل أفضل مما هو قائم بالفعل، وهناك الكثير من المتغيرات الدولية الآن والتى يمكن استغلالها بشكل أمثل وأسرع وأن تكون استجابة القطاع السياحى المصرى لها بشكل أفضل حيث تمثل الظروف والمتغيرات السياسية والاقتصادية العالمية تحديات لبعض الوجهات خاصة الدول الأوروبية التى ستعانى من شتاء ثقيل متوقع، والتى تشكل فى ذات الوقت الوجهات الأساسية وتمثل نسبة كبرى من السياحة الواردة إلى مصر، ومن هنا يجب إعلان خطط عاجلة لجذب سائحى تلك الوجهات خاصة مع قرب وسهولة وصولهم إلى مصر، وتمتع مصر بشتاء أكثر دفئا، وما نتوقعه من وزير السياحة الجديد وهوصاحب خلفية اقتصادية أن يكون هذا الملف حاضرا بقوة على أجندة أولوياته، خاصة وأننا نتابع جميعا الحملات الإعلامية والتسويقية للوجهات القريبة المنافسة لنا كى تجتذب العدد الأكبر من سائحى أوروبا هذا الشتاء، وتلك الوجهات بالقطع لا تمتلك مقومات طبيعية أوتاريخية يمكنها المنافسة مع الوجهات المصرية إذا ما أحسنا إدارة ما نمتلكه من نعم حبانا بها الله.

وعلى المدى البعيد أرى أن هناك العديد من الملفات التى ننتظر أن تكون ضمن أولويات أجندة الوزير الجديد، وأهمها إعادة النظر فى خطط التسويق والترويج للوجهات السياحية المصرية، وتطوير شكل ومضمون الرسالة الإعلامية والإعلانية الترويجية المصرية داخليا وخارجيا لتناسب طبيعة العصر الرقمى، واستقطاب المؤثرين السياحيين من مختلف دول العالم لزيارة وجهاتنا السياحية وفتح أسواق جديدة للسياحة المصرية، بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بتطوير البنية التحتية التكنولوجية والتسويق الرقمى كأحد أهم مكونات المنتج السياحى العالمى فى الوقت الحالى، وبنظرة على المواقع الإلكترونية لكافة المنشآت السياحية المصرية أوالشركات التى تتعامل بشكل مباشر أوغير مباشر فى هذا القطاع نلمس بما لا يدع مجالا للشك أنها بعيدة كل البعد عن التنافسية العالمية، ومن غير المنطق إطلاقا عدم وجود تطبيقات إلكترونية مصرية خالصة للهاتف، لتسهيل تعاملات السائح الأجنبى وجذبه، فى واحدة من أهم الوجهات السياحية فى العالم.

ومن ناحية أخرى، هناك حاجة للتنسيق مع كافة القطاعات المتشابكة مع القطاع السياحى، لتوفير بيئة ملائمة جاذبة لقطاعات متنوعة من السائحين بما يسهم فى تنشيط حركة السياحة الوافدة، فهى منظومة يكمل بعضها الآخر، فتوفير رحلات طيران منخفضة التكاليف، أودعم الطيران العارض بشكل منظم ومنسق، سيؤثر إيجابيا لجذب مزيد من فئات السائحين وتنشيط السياحة إلى مصر، نظرا لأن الطيران هو واحد من أهم العوامل فى المنظومة السياحية، فضلا عن الاهتمام والارتقاء بجودة الخدمات السياحية والخدمة فى الفنادق والتعامل مع السائحين فى المزارات السياحية المختلفة لترك انطباع إيجابى لدى ضيوف مصر، ولا نغفل إطلاقاً ضرورة إطلاق حملة للوعى السياحى ليدرك المواطن المصرى أهمية وضرورة وكيفية التعاون والتكاتف مع وزارة السياحة والجهات المعنية لضمان ترك أفضل الانطباعات لدى ضيوف مصر.

وندعو وزير السياحة إلى ضرورة إصلاح البيت السياحى من الداخل، فهناك حاجة ملحة لإجراء انتخابات مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية بشكل سريع، ليتواجد ممثلون منتخبون للغرف، بدلا من وجود مجالس لتسيير الأعمال ليس لها صلاحية اتخاذ القرار، مع أهمية اتباع سياسة الباب المفتوح والاستعانة بالخبرات النوعية فى كافة مجالات القطاع، وإعادة النظرفى هيكلة إدارات الوزارة التى لا تتضمن وجود إدارة مستقلة للتسويق والترويج، وهو الأمر الغريب خاصة وأن التسويق والترويج السياحى يشكل ركيزة هامة فى هذا القطاع، مع الأخذ فى الاعتبار بضرورة وسرعة فتح ملف التطوير التكنولوجى، وتحديث وسائل الاتصال والمعرفة لمواكبة الطفرات العالمية المتلاحقة فى هذا المجال. بالإضافة إلى ضرورة الاهتمام بكافة الأنماط السياحية التقليدية والمستحدثة والتى تستطيع مصر المنافسة فيها وبقوة.

--

 

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد