عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هموم وطن

 

 

 

وهبنا الله عز وجل أجهزة رقابية ذاتية كى نحاسب بها انفسنا أولا بأول، كما وهبنا أيضًا نعمة الاستغفار فيما يتعلق بالتقصير فى العبادات أو ارتكاب المعاصى والآثام، وجعل الندم فى حد ذاته توبة، وبمقارنة بسيطة بين الأجهزة الرقابية التى وضعها البشر، لمراقبة تصرفاتهم فيما يخص الشأن العام والعلاقات مع الخاصة مع بعضهم البعض، والأجهزة الرقابية الذاتية التى اخضعها الله للإنسان نجد ان من يحاسب نفسه على أفعالها ربما لا يجد نفسه يوما من الايام متهما اما الأجهزة الرقابية الدنيوية، مصداقا لقول الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ) «الحشر:18،19». وقال تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) «الزمر:54».

وقال الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضى الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم فى الحساب غدًا أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

وقد وهبنا الله عز وجل نعمة الستر عندما يكون الحساب ذاتيا اى من داخلك، اما اذا تمادينا فى الاخطاء والمخالفات وظلم العبيد فلا محالة من اخضاعك أمام الأجهزة الرقابية والمحاكمات، تصديقا لقول الرسول ﷺ: إِنَّ اللَّه لَيُمْلِى لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ «هود:102».

والنفس لها مراتب متعددة تصل بالانسان إلى طريق الصلاح. وبعيدا عن النفس الامارة بالسوء نجد النفس اللوامة والتى أقسم الله بها فى سورة القيامة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (وَلا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ، وهى النفس التى تلوم صاحبها لفعل الخير وترك الشر، والجائزة المنتظرة لصاحب هذه النفس هو الوصول إلى مرحلة النفس المطمئنة التى وعدها الله عز وجل بدخول الجنة، كما جاء فى قوله تعالى {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِى إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِى فِى عِبَادِى * وَادْخُلِى جَنَّتِي}.

لنا ان نتخيل مجتمعاتنا الإسلامية والعربية وهى تدور بين هاتين النفسين، اللوامة والمطمئنة، وبعيدا عن مظاهر التدين المعلومة للجميع، فإن الضمائر الحية والقلوب النابضة بالخير بإمكانهما اعادتنا إلى الريادة والسيادة فى كل شىء والتخلص من عقدة الخواجة التى تصفه بالملائكية فى العلم والتصنيع، ولكن يديه دائما لا تخلوان من دمائنا.

وللحديث بقيه بإذن الله