رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

إن مجال الزراعة هو الكنز الحقيقى للحياة، لذا على كل مهتم بشئون الزراعة مساعدة الناس على اكتشاف كنوز الأرض.

إن‏ ‏الدولة تنفق‏ ‏ملايين‏ ‏الجنيهات‏ ‏لاستيراد‏ ‏السكر‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏لعدم‏ ‏كفاية‏ ‏الكميات‏ ‏المنتجة‏ ‏للاستهلاك‏ ‏المحلى،‏ حيث ‏تنتج‏ ‏مصانع‏ ‏السكر‏ ‏نحو‏ 2‏ مليون‏ ‏و300 ألف‏ ‏طن‏ ‏سنوياً‏, ‏ولا‏ ‏تكفى ‏هذه‏ ‏الكمية‏ ‏للاستهلاك‏ المحلى، ‏بل‏ ‏يتم‏ ‏الاستيراد‏ ‏من‏ ‏الخارج‏ ‏وتصل‏ ‏الكمية‏ ‏التى ‏يتم‏ ‏استيرادها‏ ‏900 ‏ألف‏ ‏طن‏ ‏سكر‏ ‏خام،‏ ‏حيث يتم ‏تكريره‏ ‏فى ‏مصانع‏ ‏التكرير‏ وبعض مصانع إنتاج السكر,‏ يستهلك‏ ‏الفرد‏ ‏نحو‏ 30 ‏كيلو‏ ‏جراماً‏ ‏فى ‏العام‏, ‏وهو‏ ‏أعلى ‏معدل‏ ‏استهلاك‏ ‏للفرد‏ ‏على ‏مستوى ‏العالم‏! ‏وتعد‏ ‏وزارة‏ ‏التموين‏ ‏هى ‏المسئولة‏ ‏عن‏ ‏تحديد‏ ‏الكميات‏ ‏التى ‏تقوم‏ ‏المصانع‏ ‏بتكريرها‏ ‏وطرحها‏ ‏فى ‏الأسواق‏.‏

وحرصاً على مصالح الوطن العليا اجتهدنا فى توفير بعض البدائل، ومن أهم هذه البدائل زراعة نبات ‏الاستيفيا‏ ‏الذى ‏يتمتع‏ ‏بمميزات‏ ‏عديدة‏ ‏حيث إن 1 كجم منه تصل قوة تحليته 400 ضعف للسكر الذى ينتج حالياً، أى أن 1 كجم سكر استيفيا يساوي400 كجم سكر بنجر وقصب.

وحيث إنه لا‏ ‏يمكن‏ ‏زيادة‏ ‏المساحة‏ ‏المزروعة‏ ‏ببنجر‏ ‏السكر‏ ‏لأنه‏ ‏غير‏ ‏مجز‏ ‏مادياً‏ وكذلك‏ ‏قصب‏ ‏السكر‏ ‏لا‏ ‏يمكن‏ ‏زيادة‏ ‏المساحة‏ ‏المخصصة‏ ‏لزراعته‏ ‏لاستنزافه‏ ‏للموارد‏ ‏المائية‏, ‏كما‏ ‏أن‏ ‏كمية‏ ‏السكر‏ ‏التى ‏يتم‏ ‏استخلاصها‏ ‏من‏ ‏قصب‏ ‏السكر‏ ‏لم‏ ‏تعد‏ ‏بنفس‏ ‏معدلاتها‏ ‏السابقة‏...‏حيث‏ ‏كان‏ ‏الفدان‏ ‏يعطى 35 ‏طن‏ ‏قصب سكر‏، ‏ولكنه‏ ‏يعطى ‏الآن‏ 4 ‏أطنان‏ ‏فقط‏ ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏الحكومة‏ ‏قامت‏ ‏برفع‏ ‏سعر‏ ‏طن‏ ‏قصب‏ ‏السكر‏ ‏مرات عديدة‏. ‏لكن‏ ‏على ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏تكبدت‏ ‏مصانع‏ ‏السكر‏ ‏خسارة فادحة، ‏ولا‏ ‏يمكن‏ ‏الاستغناء‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الصناعة‏ ‏لكونها‏ ‏صناعة‏ ‏استراتيجية‏ ‏ذات‏ ‏بعد‏ ‏اجتماعي‏, ‏بالإضافة‏ ‏إلى ‏أن‏ ‏هنك‏ 5‏ ملايين‏ ‏فرد‏ ‏يعملون‏ ‏بها‏ ‏بداية‏ ‏من‏ ‏زراعة‏ ‏القصب‏ ‏حتى ‏إتمام‏ ‏تصنيعه‏ ‏فى ‏صورته‏ ‏النهائية‏ ‏التى ‏يعرض‏ ‏بها‏ ‏فى ‏الأسواق‏.‏

لذا كان لا بد من إيجاد حلول جذرية لسد تلك الفجوة وتصدير الباقى هذا الحل يتمثل‏ ‏هذا‏ ‏‏ ‏فى ‏نبات‏ ‏الإستيفيا‏,‏ الإستيفيا‏ ‏نبات‏ ‏عشبى‏ ‏معمر‏,‏ وهو‏ ‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏مجموعة‏ ‏من‏ ‏المركبات‏ ‏شديدة‏ ‏الحلاوة‏ (150-300 ‏مثل‏ ‏حلاوة‏ ‏السكروز‏),‏ وهو‏ ‏محلى ‏طبيعى ‏بنسبة‏ 100%.‏

يستخرج‏ ‏السكر‏ ‏من‏ ‏أوراق‏ ‏النبات‏ ‏ولا‏ ‏يعطى ‏سعرات‏ ‏حرارية‏ ‏تذكر‏,‏ويصنف‏ ‏ضمن‏ ‏المحليات‏ ‏الطبيعية‏ ‏المركزة‏ ‏تمييزاً‏ ‏له‏ ‏عن‏ ‏جميع‏ ‏المحليات‏ ‏الصناعية‏, ‏ومن‏ ‏مميزاته‏ ‏أنه‏ ‏يحافظ‏ ‏على‏ ‏مواصفاته‏ ‏عند‏ ‏تعرضه‏ ‏لدرجة‏ ‏حرارة‏ ‏مرتفعة‏ ‏فى ‏عمليات‏ ‏الطهى ‏وإعداد‏ ‏الأطعمة‏ ‏المختلفة‏, ‏ولا‏ ‏تتأثر‏ ‏مواصفاته‏ ‏مع‏ ‏تغير‏ ‏درجة‏ ‏حمضية‏ ‏أو‏ ‏قلوية‏ ‏الوسط‏ ‏المستخدم‏‏فيه‏,‏لهذا‏ ‏يصلح‏ ‏لإضافته‏ ‏إلى ‏جميع‏ ‏أنواع‏ ‏المشروبات‏ ‏المرطبة‏ ‏والعصائر‏ ‏والمياه‏ ‏الغازية‏, ‏حيث‏ ‏لا‏ ‏تتأثر‏ ‏قوة‏ ‏تحليته‏ ‏بمرور‏ ‏الوقت‏ ‏ويتجاوز‏ ‏عمره‏ ‏عند‏ ‏التخزين‏ ‏عدة‏ ‏سنوات‏, ‏ويحسن‏ ‏من‏ ‏مذاق‏ ‏المواد‏ ‏الغذائية‏ ‏التى ‏يضاف‏ ‏إليها‏, ‏ولا‏ ‏يحدث‏ ‏تغير‏ ‏فى ‏لون‏ ‏مادة‏ ‏الاستيفوسيد‏ ‏بفعل‏ ‏الحرارة‏ ‏على ‏عكس‏ ‏السكر‏ ‏الذى ‏يتحول‏ ‏إلى ‏اللون‏ ‏البنى ‏عند‏ ‏التسخين‏.

‏والإستيفيا‏ ‏نبات‏ ‏غير‏ ‏سام‏ ‏على ‏الإطلاق‏ ‏والمادة‏ ‏المستخلصة‏ ‏منه‏ ‏غير‏ ‏قابلة‏ ‏للتخمر‏.‏

ويتم‏ ‏إنتاج‏ ‏سكر‏ ‏الإستيفيا‏ ‏إما‏ ‏فى ‏شكل‏ ‏سائل‏ ‏مركز‏ ‏أو‏ ‏مسحوق‏ ‏جاف‏ ‏يتميز‏ ‏بعدم‏ ‏وجود‏ ‏أى ‏رائحة‏ ‏أو‏ ‏أثر‏, ‏وهو‏ ‏سهل‏ ‏الذوبان‏ ‏فى ‏الماء‏ ‏مما‏ ‏يجعله‏ ‏سهل‏ ‏المزج‏, ‏ولذلك‏ ‏يعتبر‏ ‏مناسباً‏ ‏تماماً‏ ‏كبديل‏ ‏جزئى ‏أو‏ ‏كلى ‏للسكر‏ ‏فى ‏مجال‏ ‏الصناعات‏ ‏الغذائية‏.‏

وتبلغ ‏الاحتياجات‏ ‏المائية‏ ‏لنبات‏ ‏الإستيفيا‏ ‏فى ‏الفدان‏ ‏نحو‏ 4‏آلاف‏ ‏متر‏ ‏مكعب‏ ‏سنوياً‏,‏أى ‏يستهلك‏ ‏ثلث‏ ‏الاحتياجات‏ ‏المائية‏ ‏لقصب‏ ‏السكر‏ ‏ونفس‏ ‏الاحتياجات‏ ‏المائية‏ ‏لسكر‏ ‏البنجر‏ ‏والذرة‏, ‏وبأخذ‏ ‏وحدات‏ ‏التحلية‏ ‏الناتجة‏ ‏من‏ ‏الفدان‏ ‏الواحد‏ ‏فى ‏الاعتبار‏ ‏فإن‏ ‏كفاءة‏ ‏استخدام‏ ‏المياه‏ ‏بالنسبة‏ ‏للإستيفيا‏ ‏تعد‏ ‏من‏ ‏أفضل‏ ‏وأعلى ‏الكفاءات‏.‏

متوسط‏ ‏إنتاج‏ ‏فدان‏ ‏الإستيفيا‏ ‏تساوى نحو‏ 80 ‏طن‏ ‏سكر بينما القصب 4 أطنان فقط والبنجر 5 أطنان فقط، ‏‏مع‏ ‏العلم‏ ‏أن‏ ‏زراعته‏ ‏مربحة‏ ‏مادياً‏, للمزارع واصحاب الوحدات الصغيرة حيث إن متوسط انتاج الفدان فى مصر يصل إلى من 3 إلى 6 أطنان في العام.

ولسيادتكم أن تتخيل ربح الفلاح منه إذا علمت أن سعر كيلو الورق المجفف منه عالمياً يتجاوز 10 دولارات، حيث يتداول فى بعض دول العالم خاصة الولايات المتحدة الامريكية وألمانيا وكوريا والبرازيل وباراجواى والصين والأرجنتين والهند والأمر يتطلب التنسيق بين وزارتى الصناعة والزراعة لإعداد مصانع لانتاج سكر الاستيفيا وكذلك إنشاء جهاز تسويقى لتصريف المحصول محلياً وعالمياً مع ضمان تحقيق أرباح متزايدة‏.‏

وحيث إن مصر هى أهم البلاد التى تجود تربتها وطقسها لزراعة هذا النبات ‏والتوسع‏ ‏فى ‏زراعته‏ ‏يعمل‏ ‏على ‏توفير‏ ‏مساحات‏ ‏كبيرة‏ ‏من‏ ‏الأراضى ‏يمكن‏ ‏استغلالها‏ ‏فى ‏زراعة‏ ‏الحبوب‏ ‏والمحاصيل‏ ‏الأخري‏, ‏والإستيفيا‏ ‏لا‏ ‏يسبب‏ ‏ضرراً‏ ‏للإنسان‏ ‏أو‏ ‏لأسنانه‏ ‏أو‏ ‏لمرضى ‏السكر،  ولقد قام  المهندس شوقى سراج الدين عضو الوفد بزراعته فى كفر الشيخ  وأنتج منه مسحوقاً من الاوراق ويباع فى صورة مسحوق عشبى. لكن يتبقى أن نجد مستثمراً جاداً يتبنى إقامة مصنع لانتاج البودر والأقراص علماً بأن تكاليف المصنع لا تتجاوز 5 ملايين دولار يتم استرجاعها بعد ستة اشهر، حيث إن أرباح المشروع تتجاوز الـ500 مليون جنيه في العام.

دامت مصرنا حرة أبية.