رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ندى

تكلم حين صمت أصحاب الأقلام التى ملأت الدنيا كتابة والحناجر الرنانة التى لم تتوقف عن الضجيج، والمنظرون الذين زعموا قراءة المشهد بوضوح لامتلاكهم معلومات لم تصل لغيرهم، وأصحاب المصالح والمنافع الآكلون على جميع الموائد،  لذلك تراه حاداً وصادماً وصادقاً، يعبر عن ما يراه، ويؤمن بما يعتقد أنه صواب فيدافع عنه حتى الرمق الأخير.

أجمع معظم من قرأ شعر سمير عبدالباقى على إخلاصه لقضيته ودأبه في الكتابة، فهو ظاهرة إبداعية مصرية تستحق الدراسة، أحد رواد شعر العامية، التي يكتبها منذ أكثر من ستين عاما، له فيها أكثر من أربعين ديواناً، وهو أحد رواد كتابة مسرح الطفل، وصاحب عدد  كبيرمن الروايات.

يرفض التصنيف الجيلي، ويؤمن بأن كل تجربة تحسب على قدر ما تضيف، فقد بدأ كتابة القصيدة العامية في عام 1956 بعد أن قابل فؤاد حداد وصلاح جاهين، وكان يكتب الفصحى فنصحاه بالاتجاه إلى كتابة القصيدة العامية.

ويؤكد «عبدالباقى» كما قال -فى أحد حواراته الصحفية- أنه لم يسع يوماً ليكون شاعراً، لقد عمل في السياسة وعمره 15  عاما، وفي منتصف الخمسينيات من القرن الماضي التحق بالحياة السياسية بشكل عضوي، ومن هنا جاء ارتباطه بالناس البسطاء والمهمشين، لأن الشاعر هو صوت جماعته التي انتخبته ليتكلم باسمها، لذلك لا تجد عنده ازدواجية، فالموقف الذي انتهجه منذ الخمسينيات من القرن الماضي هو الفكر اليساري، ولم يغير عقيدته السياسية حتى الآن.

وكانت تجربة  إصدار نشرة شعرية تحت عنوان «شمروخ الأراجوز» ، وهي تجربة شعرية ساخرة من الأوضاع الاجتماعية والسياسية، مساهمة منه فى تحدى قيود النشر الرسمية بطبع هذه النشرة التي لا تتعدي وريقات عدة وتوزيعها بالبريد على مثقفي مصر بالمجان، وفى الوقت نفسه محاولة للخربشة على حائط رخام، علها تعيد الخطوط الثقافية المقطوعة.

و«الشمروخ» كانت أشبه بجريدة شعرية شهرية يقول من خلالها رأيه، قد يكون فيها موضوع شعري خالص، وقد لا يكون وقد تعلم من تجربته في الإشراف على المركز الثقافي الروسي في القاهرة في فترة السبعينيات، أن كل جهد يبذله لابد له من عائد حتى ولو كان معنوياً، وقد استفاد من التجربة في انتشار أشعاره، فكان يكتبه ويخططه بيده ثم يذهب به إلى المطبعة، ويصوره أحيانا، ثم يحضر مئات الأظرف الورقية على قدر المطبوع ثم يوزعه على مكاتب البريد، التي تذهب به للمثقفين في مختلف الأقاليم المصرية، وهو جهد فردى جبار ولكنه كان سعيدا به حريصا على استمراره.

ومن الغريب والعجيب فى آن واحد أن الشاعر الكبير يطبع كتبه ودواوينه ورواياته على نفقته الخاصة، ويتحدث عن ذلك بمرارة قائلا: لست مطلوباً أو مقرباً من المؤسسة الثقافية التي عملت فيها لأكثر من أربعين عاما، فبعد أن طلب منى  كتاب  قصائد العشق والغربة، و أعددته وبعثت به ليطبع في الهيئة العامة للكتاب ظل سنوات حبيس الأدراج ولم يطبع.

وحتى في العمل الوظيفي كان هناك اضطهاد دائم لي، رغم ما قدمته لتطوير العمل الثقافي في هيئات وزارة الثقافة.

ومنذ أيام قليلة أعلن مجلس أمناء جائزة فؤاد حداد بإجماع الآراء، فوز اثنين من أكبر شعراء العامية في العالم العربي، على المستوى المصري، سمير عبدالباقي، وعلى المستوى العربي، الليبي أحمد النويري في الدورة الثانية لهذه الجائزة الكبيرة.

فهل الجائزة التى لم تراع فرق التوقيت بداية لرد الاعتبار إلى مبدع «فوق العادة».. خاصة أنها سعت منذ تأسيسها لرفع الغبن والتهميش الواقع على شعر العامية؟

[email protected]