يمثل قرار الشراكة الاقتصادية بين مصر والأردن والإمارات الذى تم التوصل إليه مؤخرًا خطوة بالغة الأهمية لمواجهة المتغيرات الدولية المختلفة التى تفرض تكوين شراكات من أجل التعامل مع التداعيات السلبية للأزمات المتتالية التى يواجهها النظام الدولى وآخرها الحرب الروسية الأوكرانية وقبلها أزمة كورونا.
إن هذه المبادرة تحقق تنمية مستدامة قوية لتلك الدول مصر، الامارات حيث تقوم على أساس صندوق استثمارى رأسماله يقدر بنحو 10 مليارات دولار من خلال إنشاء لجنة عليا ثلاثية الشراكة برئاسة وزراء الصناعة الثلاث.
وقد صرح الشيخ منصور بن زايد آل نهيان أن هذه الشراكة تجسد رؤية الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الامارات لتعزيز التكامل الاقتصادى مع الدول العربية وبقية بلدان العالم لتحقيق نقلة نوعية فى القطاع الاقتصادى وفى تأكيده على أهمية هذه الخطوة أشار الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء إلى أنها تأتى بعد الأزمات العميقة الجامعة والتى اجتاحت العالم وفاجأته بأزمات متتالية كأزمة كورونا، والتى ارتكبت معها كافة الأنظمة الاقتصادية العالمية من دمار وتوقف صناعات ونقل وشحن وحالة من الجمود والخسائر بملايين الدولارات كل يوم وبعدها فاجأتنا الحرب الاوكرانية الروسية والتى أدت إلى توتر الحركة الاقتصادية فى دول عديدة مرتبطة بالتعاون الاقتصادى بهاتين الدولتين المنخرطتين فى الحرب.
وأوضح أنه لولا أن مصر كان لديها مخزون اقتصادي من القمح وغيره من المحاصيل لكانت هناك أزمة عظمى ولكن لله الحمد استطاعت أن تعبر تلك الأزمات وحتى المنتظر أزمات أخرى مفاجئة مع المتغيرات اليومية التى تحدث والأخرى التى من المتوقع حدوثها مثل أزمة تغير المناخ التى ستغير خريطة المنتجات الزراعية ومواسمها وأسعار السلع وغيرها مما يدعونا لوضعها فى اعتبار الشراكة الجديدة.
وقد أوضح أنه مما يميز هذه المبادرة والشراكة بين الدول الثلاث أن هناك تكاملا لموارد طبيعية عديدة بين الدول الثلاث، الأردن والإمارات ومصر، مثل موارد الطاقة فى الامارات، والأرض الزراعية الخصبة فى مصر والمعادن فى كل من مصر والأردن، فضلا عن امتلاك البلدين قدرة هائلة فى مجال صناعة الادوية وقدرات تصنيع متميزة فى مجالات الحديد والالومنيوم والبتروكيماويات والمشتقات وتعد هذه الشراكة هى الأقوى، حيث يمثل مجموع سكان الدول الثلاث نحو 26٪، من عدد السكان فى منطقة الشرق الاوسط بطاقة سكانية 122 مليونًا؛ 46٪ منهم شباب.
إن هذه الشراكة الصناعية هى نواة قوية للاندماج فى شراكات أخرى عربية ودولية تقاوم أى متغيرات أو منعطفات عالمية تهدد الاقتصاد بوجه عام، حيث تكون صناعاتنا وإدارتها تحت إرادتنا، لاننهزم مع المتغيرات القادمة بل تمثل هذه القوة الصناعية جيشًا مسلحًا جديدًا، يحمى اقتصاد تلك الدول مدى الحياة.
[email protected]