رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

تسلل

 

 

اللاعب الموهوب ليس مجرد فنان يرسم فنه على المستطيل الأخضر بمهارة فائقة وهدف يهز الشباك فى توقيت ولمسة جمالية مختلفين عن رسمة قدم أخرى، ينتزع الآهات من الأعماق، وإنما بداخله جوانب إنسانية ربما تفوق ما أنعم الله عليه من موهبة مغازلة الكرة وإخضاعها لسلطانه بعد أن استعمرها ورفعت رايتها البيضاء له.!

هذه الجوانب الإنسانية تضع الموهوب فى القلوب لايغادرها مهما مرت الأيام والسنوات، ومع مرارة الأزمنة وتتابعها تعود الذكريات ويستعيد القريب والبعيد هذه اللفتة الطيبة من هذا الموهوب وكيف كان تأثيرها فى إحياء قلوب وأجساد ماتت من تجاهل المتكبرين والقاسية قلوبهم.!

ومحمد صلاح أيقونة الكرة المصرية لم ينس ابن مصر النجم مؤمن زكريا بصرف النظرعن انتماءاته وميوله، فهو مصرى لحما ودما ويجرى فى عروقه حب الوطن، وكانت لفتة رائعة ومؤثرة بدعوته لمؤمن زكريا المصاب بمرض الضمور العضلى لحضور نهائى كأس الاتحاد بين ليفربول وتشيلسى من ملعب ويمبلى.

وكالعادة كان «وشه حلو» وتشاء الأقدار أن تحسمها ركلات الترجيح لصالح» الريدز» ليستطعم صلاح وزملاؤه الفوز الذى جاء بولادة متعثرة بفضل من وهب المواهب ومنح الشهرة ردًّا من السماء حتى تكون فرحة أصحاب القلوب الجميلة كبيرة داخل غرفة الملابس، وتناقلت الصحف والمواقع الإنجليزية الاحتفالية ومشاركة مؤمن زكريا النجم صلاح ولاعبى ليفربول الفرحة والاحتفالية، وقامت محطات تليفزيونية إنجليزية كبرى بمتابعة حالة مؤمن وتطورها مع استضافة كبار الأطباء فى العالم وطرح العلاج الأحدث فى مثل هذه الحالات النادرة.

لم يكن هذا الموقف الوحيد لصلاح فقد تجاوب وسبقت مواقفه المتعددة وإحساسه النادر غيره من أبناء الوطن الأكثر ثراءً وقربا من المصابين والمتأزمين نفسياً، وهى نعمة من الخالق لأن دستوره» إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم إلى الخير وحبب الخير إليهم أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة»، ويقين بأنه مهما ينزل بالمرء من شدة يجعل الله له بعدها فرجًا ولن يغلب عُسر يسرين.

صلاح يعلم أنه مع سطوع النجومية وعلو سقفها تتزايد المسؤوليات عليه وتتضاعف الأعباء بحكم مكانته وموقعه، ودورالنجم الفنان ليس مجرد بنك يمنح المحتاج ويسد رمق الجائع وإنما دور إنسانى على المستوى الفردى والمجتمعى يجبر الخواطر، ويصلب قامة الظهور المنحنية، ويضمد الجراح، يشغله هموم الوطن وكيف يسهم بحكم دائرة علاقاته المنتشرة على كوكب الأرض فى وضع حلول لأزماتها، وهى أمور لاتغيب عنه فهو يمتلك الفكر والإدراك والإحساس بوطنه وأبنائه، ويستشعر أن قلوب كل المصريين معه فى كل لمسه للساحرة المستديرة، ويُمنِى كل متابع النفس لو حمل الكرة بنفسه ووضعها فى الشباك لتزيد مساحة نجوميته وشعبيته.

وشاهدت آلام المصريين والذين لاتربطهم به أى علاقة سوى أنه « ابن مصر» بعد أن أهدر ركلة جزاء فى مباراة مصر والسنغال الأخيرة بداكار وضياع حلم التأهل لكأس العالم لتأثيرها عليه فى معاركه على الأراضى الإنجليزية.!

نجومية الفن والإنسانية لها ناسها، وكم من نجوم تخطت شهرتهم الآفاق وبخلوا واستغنوا بأى عطايا ومنح فسقطوا فى بئر النسيان والخزى والعار.!