عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

على فكرة

لم يكتمل بعد موسم رمضان  الدرامى، الذى ظهر هذا العام وسط طوفان هادر غير مسبوق، من الحملات الإعلانية المكثفة التى شوشت على قدرة المشاهدين على متابعة المسلسلات، وشد الانتباه والمشاعر، وإطلاق العنان للتفكير فى دلالات أحداثها، فضلا عن الأضرار الاجتماعية التى انطوت عليها الرسائل الإعلانية المثيرة للضجر والاحباط، بالإضافة للاستطرادات التى تخل بإيقاع العمل الدرامى، ولا وظيفة لها سوى التسويف والإطالة.

وبرغم ذلك، فقد حفلت دراما هذا العام بظواهر لافتة للنظر وداعية للبهجة والتأمل. وارتياد كتاب جدد لمجالها من ابراهيم عيسى إلى هالة خليل ومحمد هشام عبية كان من من بينها. وفى القلب منها  أيضا مشاركة عدد لا بأس به من المواهب المتنوعة للفنانين السوريين والعراقيين وغيرهم من العرب فى أعمالها، سواء كانوا من الممثلين أو من المساهمين فى  العناصر الفنية الأخرى التى تشمل الاضاءة والتصوير وتصميم الملابس والموسيقى التصويرية والمونتاج والديكور وغيرها من عناصر فنية معقدة ومبتكرة، تفتح الباب للتجديد وتنوع  مدارس التمثيل الدرامى، ليتوحد بالفن ما فرقته السياسة، ويتجدد التأكيد على المكانة الفريدة الغالية للعرب عموما ولسوريا الحبيبة وشعبها فى قلوب المصريين. عاد السوريون ليسكنوا قلوبنا كما كانوا، صاروا جزءا مضيئا فى حياتنا، فى الدراما وخارجها، فما أجمل تلك العودة.

قدمت دراما هذا العام عددا كبيرا من الوجوه الجديدة، تعجز هذه المساحة المحدودة عن اجمالها، كان من بينها على سبيل المثال سلمى أبو ضيف ونور النبوى ورحمة أحمد، والمؤكد أنها أُلقت الضوء عليها  لتصعد بثبات وتتصدر فى مقدم الأيام المكان اللائق بمواهبها فى التليفزيون والسينما والمسرح. وحطمت كذلك الصور النمطية  لأداء عدد من كبار الممثلين بينهم  منة شلبى ويسرا وإلهام شاهين ووفاء عامر وهنا شيحة وياسر جلال ومحمد ثروت وأحمد بدير ومحمد حاتم، والممثل السورى الرائع احمد الأحمد فى  دور سياف الكيلانى فى مسلسل «العادئدون».

ويظل مسلسل «الاختيار3» هوعمود الخيمة لدراما هذا العام. واكتسب المسلسل أهمية أكبر من جزءيه السابقين، لما انطوى عليه من مشاهد تسجلية توثق لبعض مواقف قادة جماعة الإخوان من أفواههم، من بعض حلفاء لهم ومن الجيش ومن الخصوم، خلال العام الذى تولوا فيه حكم مصر. وكنت أتمنى أن تتضمن بجانب ذلك، مشاهد وثائقية من آراء بعض قادة الجماعة فى البرامج الحوارية الفضائية، وبها من الهوس والغرور والتعالى على الشعب المصرى، ما يدعم هدف المسلسل.

أنصف المسلسل الدكتور «محمد مرسى» الذى بدا فى أحداثه معترضا على كثير من قرارات مغامرة لمكتب الإرشاد، وأجلى حقائق بعض الضغوط التى تعرض لها، ولم يكن موافقا عليها أثناء فترة رئاسته. وأدى دوره بحرفية عالية الفنان «صبرى فواز»، لكن المسلسل قدم مفارقة تخل بالقواعد الدرامية  المتسقة، حين أظهر التناقض بين الطبيعة الشخصية الهادئة والتى تتسم بالحكمة أحيانا لخيرت الشاطر فى المشاهد التسجيلية، بينما يصوره المسلسل فى المشاهد التمثيلية وحشا يريد أن يفتك بمن يتحداه، وشخصية مقتحمة مقامرة بأداء مبالغ فيه من الفنان خالد الصاوى.

اتسم  مسلسلا «الاختيار3» و«العائدون» بروح الحماس المترع بالحب والمدعم بالوعى من العاملين بهما تجاه القضية التى يدافعون عنها. وهى روح ما كان لها أن تبرز إلا من خلال الانتاج المبهر والكتابة الحساسة لهانى سرحان وباهر دويدار، والاخراج الخلاق «لبيتر ميمى» و«أحمد جلال» ،وهم كوكبة قدمت  ببراعة صورة حية مفعمة بالصدق للحياة غير المستقرة لمعظم العاملين فى القطاعات الأمنية، وتضحياتهم التى باتت تمتزج خلالها حياتهم الخاصة بالعامة. وساهمت كل تلك العانصر فى تعميق الاحساس بأن المصريين إذا أرادوا فعلوا، وأن لديهم من القوة ما يمكنهم من الصمود لمواجهة كل أنواع المخاطر، والانتصارعليها.