رادار
انتشر العمال فى شوارع القرية التى لم تمتد إليها يد الرعاية منذ سنوات.. لا يكاد يخلو شارع من حركة دؤوبة لإنجاز الأعمال فى كل الاتجاهات.. والشبكات!
فاجأت السيدة فتيحة التى تبلغ من العمر ٧٠ عاماً أحد عمال الشركة المسئولة عن أعمال الحفر فى الشارع والذين دخلوا الشارع قبل لحظات: «بتعملوا إيه يا ابني؟».
أجابها الشاب بابتسامة: «بنغير كابلات التليفونات عشان نُقوّى شبكة الإنترنت».
بتلقائية وفرحة قالت: «وهتفتحوا السينما إمتى؟. ربنا يقويكم يا ابنى ويصلح حالكم».
الإنجاز ضمن مبادرة حياة كريمة لا تخطئه العين فى المئات من قرى مصر، كما أن تطوير البنية التحتية المتهالكة لتوفير حياة كريمة عنوان كبير يسعد به الملايين وتنتعش به حياتهم.
فى المساء، شعرت السيدة فتيحة بحالة إعياء شديد، انتقلت على إثرها بسيارة مستأجرة إلى المدينة التى تبعد ٧ كيلومترات عن قريتها.. فى الطريق المحاذى لمجرى الترعة والذى لم تمر منه منذ فترة طويلة، كان مشهد تبطين الترعة وأعمال الرصف يخفف عنها الشعور بالألم ويبعث فى قلبها الإحساس بالأمل فى رحلتها إلى عيادة الطبيب المعالج.
قبل أن تدخل إلى باب العيادة فى الطابق الثالث ببناية سكنية فى قلب المدينة، تعثرت قدم السيدة فتيحة فى صخرة.. كادت تسقط أرضاً، كان عليها أن تصعد السلالم على الأقدام إلى الطابق الأول العلوى حيث يوجد المصعد الكهربائي.
بصوت يرتجف سألت السيدة فتيحة الرجل المسئول عن إدارة المصعد: «المصعد بعيد ليه كده يا ابني؟».
بدا السؤال غريباً على مسامع الرجل الأربعينى، لكنه أجابها فى هدوء: «معلش يا أمي»!
عشرات العيادات الطبية والصيدليات المنتشرة فى المدينة تخلو من الكود الهندسى لتلبية احتياجات كبار المواطنين - أقصد كبار السن - الذين تتعثر خطواتهم وتكثر آلامهم حيث عيادة طبيب أو على باب صيدلية يرتفع رصيف الشارع عن مدخلها لأكثر من نصف المتر فى بعض الأحيان.
مشهد مؤلم توقفتُ أمامه كثيراً فى مدينة زفتى، ولا يواكب الجهد المخلص لمبادرة حياة كريمة فى القرى المجاورة من أجل تذليل العقبات أمام كل إنسان!
الخلاصة: أقترح اعتماد ومراجعة كود البيئة المؤهلة ضمن اشتراطات البناء أو قبل منح التراخيص للمنشآت الطبية من أجل تلبية احتياجات بسيطة وأساسية لكبار السن والمرضى وأصحاب الهـمم.
نبدأ من الأول