رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

هموم وطن

 

 

 

ليكن هذا العام، هو عام القمح، ولتكن معركتنا، هى معركة الصمود أمام التحديات التى تقابلنا، وليكن إيماننا بالله هو الوقود الذى يدفعنا إلى عنان السماء، حتى لا يرى أعداؤنا منا، إلا التميز والنجاح واكتفاءنا الذاتى من خبز كرامتنا.

ليكن شعارنا فى هذه الآونة، هو شعار، انثروا القمح انثروا القمح فوق سفوح الجبال، انثروه فوق الأسطح واعتبروه نباتًا للزينة والعزة، انثروا القمح فى حدائقكم الغناء، واروها بماء عينكم، انثروا القمح فى الجزر التى تفصل الطرق، وفى الحدائق العامة وفى الميادين والجزر، ازرعوه فى قصارى الزرع بشرفات منازلكم، وثقوا انكم ستجدوا فيه لون الذهب ورائحة النصر والكرامة، احتضنوا سنابله، فأشواكه أقل وخزًا وألمًا من ألم العجز، والاعتماد على الغير، فى توفير لقمة العيش، فما بالنا إذا كان الغير عدوًا، يسطو على أشقائه، ويروع أمنهم ويسرق أقواتهم، اجعلوا من عيدان القمح دروعًا، ودفاعات أرضية، لا تبال بما يقذفه العدو ويصوره للعالم بأننا شعوب لا تملك قوت يومها.

ليكن هذا العام، هو عام بناء مصر الزراعية، بجوار مصر الحديثة، ولنعلى راية ازرعوا القمح وغيروا خطط زراعاتنا كما تغير الدول أنظمة دفاعاتها بين الحين والآخر، عودوا بنا إلى مصر الزراعية، إلى مصر سلة غذاء العالم، استبدلوا أشجار الزينة، وملاعب الجولف، بسنبابل القمح، اجعلوا هذا العام، عامًا فيه يغاث الناس، وفيه يعصرون، استثمروا قطرات المياه، التى تروى النجيل الأخضر، وأشواك الزينة، ووفروها لإنبات شتلات العزة، وسنابل الفخر، وحبات الكرامة.

لن يتندر علينا أعداؤنا، إذا تراجعنا فى إنتاج الكنتالوب، أو الفراولة، أو القرع العسلى، لن يشمت بنا الأعداء إذا تقلصت مساحات ملاعب الجولف، والبحيرات الصناعية، وأسوار الجهنمية، لتمزيق أيادى اللصوص بأشواكها، إذا اقتربوا من أسواركم، ازرعوا القمح خلف هذه الأسوار، وثقوا بأنها ستكون أقوى من الدروع، لحماية الفيلات والقصور، ولو حصدها الفقراء ستكون لكم صدقات تحميكم وذويكم من الأمراض والنوازل، ولا تترددوا فى إحياء أمثالنا القديمة، التى تقول، إن اللقم تزيل النقم.

ليكن هذا العام، هو عام الزراعة، وعام الهمة، والنشاط، والعبقرية، فالشدائد تعيد صناعة الأمم، وتربص الأعداء يجعل أعيننا فى رؤسنا، وعقولنا لا تفكر إلا فى دحض مكائدهم ودسائسهم، ليكن هذا العام، هو عام الثورة، على كل معوقات زراعة القمح، والقضاء على الروتين، وعدم بخس المزارعين أثمان أقماحهم.

ليكن هذا العام، هو عام الإلزام، وسداد ضريبة المواطنة، وفى نفس الوقت نؤكد أنه عام الربح ومنح الجوائز لأفضل مزارعى القمح، كما أنه عام عدم تفضيل أقماح دول المفاعلات النووية، على أقماح شعوبنا العربية، وعدم تفضيل بعض الخضراوات والفواكه عن القمح، بحجة أنها مربحة.

نثق فى قدراتنا، خصوصًا فى هذه المرحلة، التى نبنى فيها مصرنا الحديثة، أن يسود شعار، عام القمح، فى كل الأروقة، وعلى جميع المنصات، وفى جميع وسائل الإعلام، وأن يعلم الجميع، أن مصر إذا أرادت فعلت، وإن محاولات تركيعها ستذهب سدى أمام إرادتنا الفولاذية، بعون الله ورعايته، لهذه الأرض، التى وطئتها أقدام الأنبياء، وكانت خزائن الأرض وستبقى بإذن الله، ما دامت قلوبنا مازالت تنبض بحب مصر.