عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أطفال يا عرب أطفال:

 

 

 

مع توالى القصف الروسى لأوكرانيا حتى الساعة؛ يقبع أطفال أوكرانيا فى بيوتهم، وفى الملاجئ ينتابهم الفزع ويلفهم الرعب. وينضم هؤلاء إلى قائمة طويلة من أطفال العالم الذين يقعون فى دائرة الخطر، فالأطفال أكبر الخاسرين من الحروب فى العالم، خاصة فى المنطقة العربية. حيث القتل، والتشويه، والاختطاف، والعنف الجنسي، وتجنيد الأطفال فى الجماعات المسلحة، هو حال الأطفال الذين يعيشون فى مناطق النزاع بالعالم، ويقعون تحت نير القصف بصورة مروعة.

لقد تتسبب النزاعات المسلحة فى المنطقة العربية،خاصة فى سوريا واليمن وفلسطين والعراق، بوضع مأساوى لآلاف الأطفال، وبدلا من تحسين أوضاعهم؛ فإن السياسات الحكومية المتبعة فى الدول العربية، تخلق بدورها نوعاً من الإقصاء للأطفال. وذكرت منظمة «أنقذوا الأطفال» المعنية بالدفاع عن حقوق الطفل، أن واحداً من بين كل خمسة أطفال تقريباً يعيشون فى مناطق نزاعات أو مناطق مجاورة لها على نحو مباشر. وأكثر الدول خطورة هى أفغانستان والعراق وسوريا، وفق تقرير المنظمة.

أرقام مفزعة تلك التى كشف عنها تقرير جديد لمنظمة «أنقذوا الأطفال»، الأرقام تتحدث عن أن أكثر من 1.2 مليار طفل، أيْ ما يفوق نصف أطفال العالم، يتعرّضون للخطر. أشكال الخطر متعددة، ابتداء من غياب الخدمات الصحية وسوء التغذية، مروراً بعدم الالتحاق بالدراسة أو الخروج منها مبكرا، وانتهاءً بالعنف الشديد، وعمالة الأطفال وتزويجهم، وما يترتب عن ذلك من حمل مبكر.

    وطبقا لمؤشر «نهاية الطفولة» الذى يرّتب البلدان حسب حماية الأطفال، توجد معظم الدول العربية فى مراكز متراجعة، إذ لم تحل ضمن الصنف الأول، الذى يضم 39 دولة كلها تحمل مؤشرات ضعيفة على خطر الأطفال، سوى دولة عربية وحيدة هى الكويت التى جاءت فى المركز 38.

وقد حكمت النزاعات المسلحة فى أكثر من بلد عربى على الأطفال بالانقطاع عن الدراسة، خاصة بعد تعرّض مدارسهم للقصف، ووقوع قتلى وجرحى بينهم ، بل واحتلال هذه المدارس من لدن جماعات مسلحة على رأسها داعش، وقرر الكثير من الأسر عدم السماح لأبنائها بالدراسة فى ظل هذه الظروف، خوفاً من اعتداءات عليهم، خاصة الاعتداء الجنسي.

ومن أكبر الأمثلة على ذلك ما يجرى فى سوريا، فزيادة على تدمير المدارس والتراجع الحاد فى عدد المدرسين، أكد استطلاع رأى تضمنه تقرير لليونسيف أن 80 بالمئة من السوريين مقتنعون أن عمالة الأطفال تزيد من نسب الانقطاع عن الدراسة. وتبين المعطيات الواردة أن نصف الدول العربية تسعي لتحسين وضعها فى حماية الأطفال، أما البقية خاصة سوريا واليمن، فالوضع أضحى قاتما بشكل كبير.

إن نسب تزويج الفتيات مرتفعة بين صفوف اللاجئين السوريين عمّا كان عليه الحال قبل الحرب، وترتفع النسبة كل عام، ووصلت فى مخيمات لبنان إلى 40 بالمئة. وتنتشر ظاهرة تزويج الأطفال كذلك فى اليمن، حيث النزاع المسلح على أشده، حيث جرى تزويج أكثر من ثلثى الفتيات فى اليمن.

    لقد أنهت صورة الطفلة الفيتنامية «كيم» وهى تهرول عارية، تصرخ من آلام النيران التى أحرقت جسدها، حرب فيتنام، لتجسيدها مدى فظاعتها. وبقت صورتها محفورة فى ذاكرة التاريخ، كأحد أبشع صور حروب القرن العشرين. فهل ننتظر احتراق آلاف الأطفال لنوقف تلك الحروب؟