رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

 

أزمة وراء أزمة، وستزداد الوتيرة تصاعديا ولاشك فى ذلك، وستزداد الأزمات ويزداد معها النقاش الدائم، وهل هى حرية إبداع أم خطط مقصودة لخلخلة الثوابت والقيم الراسخة الأصيلة، ومن الواضح جليا أننا أمام محاولات حثيثة لتغيير هوية مصر والعالم العربى وعولمتها بكافة الأسلحة والطرق، ويظل الفن السينمائى ومعه باقى الفنون أحد أهم الأدوات فى هذا الشأن، وباسم الفن وحرية الإبداع تتسلل إلينا أعمال فنية هى ليست فقط لا تتناسب وعاداتنا وتقاليدنا وهويتنا، ولكنها تخلخل الثوابت البشرية وفضائل الفطرة التى خلقنا الله عليها.

تكمن مشكلة فيلم « أصحاب ولا أعز» الحقيقية وعلى الرغم من خلوه من المشاهد الفجة، أنه يمرر العديد من الأفكار الشاذة بخبث شديد ولايقرها أو يشجعها دين سماوى واحد، فلن تجد ديانة سماوية تسمح لفتاة أن تبيت مع صديقها فى منزله، ولن تجد الأصدقاء وزوجاتهم يتبادلون القبلات للتحية والسلام، ولن تجد كل هذا التعاطف مع شخص مريض بالمثلية، ولن تجد تلك الإيماءات والإيحاءات الجنسية، ولن تجد قبولا فى أية فطرة طبيعية لهذا الكم من الألفاظ الجنسية، ولن تجد التعامل مع الخمر وكأنها زجاجات مياه للشرب، و لن تجد هذا الترويج الفج لأفكار الخيانة الزوجية، وكل ما يمكن إدراكه من واقع الفيلم وعرضه لتلك الأفكار هى تحول الإنسان من وجهة نظرهم إلى حيوان محور حياته هو الجنس ومشتقاته من أفكار محيطة فقط.

كما تكمن المشكلة الحقيقية فى أن الفنانين هم ضمن فئات قادة الرأى فى المجتمعات، ولا شك فى أن الأجيال الناشئة ترى فيهم القدوة والنموذج فى كثير من الأحيان، وربما كانت المشكلة ستكون أقل وطأة إذا لم يكن هناك مشاركة مصرية بفنانين مصريين و بمشاركة مصرية فى الإنتاج، وبدليل أنه حسب الروايات المؤكدة المتداولة ان إنتاج المنصة المقصودة هو محتوى فى غالبيته يروج لأفكار محددة ومخططة بكل الدقة، وبالتالى فإن الأشكالية الحقيقية هى أن أدوات الهدم وتغيير القناعات بأياد فنية مصرية تحت مسمى حرية الإبداع.

أما من يهاجم منتقدى الفيلم بحجة ولماذا تشاهد الفيلم أو تترك أبناءك يشاهدونه، خاصة وأنه معروض على منصة إنترنت مدفوعة الأجر، فهل لنا أن نسألهم إذا كانوا يرتضون تلك الأفكار لأنفسهم ولذويهم؟، كما أن كثرة انتشار تلك الأفكار وتبريرها وتغيير القناعات المقصود وترسيخ أخرى، ولا شك يؤثر على تنشئة أبنائنا الصغار وتغيير قناعاتهم تحت مزاعم قبول الآخر وقبول المختلف، وقطعا التأثير سيصلك ويصل أبناءك أينما كنت نتيجة لقوة تأثير التكرار ومعدلات و غزارة الإنتاج.

ولأولئك الذين يتحدثون عن الواقعية وأن الفيلم عالج مشكلات موجودة وتشابكات نفسية معقدة نتيجة الانفتاح الرقمى، فالسؤال ألا يمكن أن تكون المعالجة بشكل أكثر رقيا، وبنص عربى أصيل بدلا من استنساخ وتعريب أفكار جميعها شاذ دون استثناء؟

مازلنا نؤكد أن الفن المصرى كان أهم أدوات وأسلحة قوة مصر الناعمة، ولطالما أسهم فى تشكيل وجدان المصريين بصفة خاصة والعرب بصفة عامة، و أنه يجب استساخ الدروس والعبر الحقيقية من تاريخ وقصص الشعوب وكيف ساهم فنها فى تقديم صورة إيجابية عن مجتمعاتها، ولم يكن أبدا أداة لهدم تراثها وثقافتها تحت مزاعم حرية الإبداع والفكر، ولعل فنانى مصر المحترمين يدركون خطورة دورهم و أن يضعوا مستقبل أبنائنا وأبنائهم نصب أعينهم فهو مستقبل أمة بأكملها تشاركون فى تشكيل وعيها، وأن يضعوا مصر واسم مصر وسمعتها أمام أعينهم و أن يتمتعوا ولو بالقليل بالحس الوطنى ليتبينوا ماذا يمكن، وما هو غير الممكن وماهو غير المستحب تقديمه، ولديكم آلاف الموضوعات والقضايا التى يمكن تناولها بإبداع أيضا ولخدمة مجتمعكم.

وفى النهاية، يجب الحذر كل الحذر بما هو يراد ويخطط لمصرنا الغالية، والنداء الحقيقى لكل أسرة أن تهتم بتوعية وتنشئة أبنائها وتربيهم على التحليل والإدراك والتمييز بين الحق والباطل، وبين الحلال والحرام.

--

عضو مجلس الشيوخ

مساعد رئيس حزب الوفد