رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بموضوعية

لم يكن إبراهيم حجازى صحفيا عاديا طيلة مسيرتة المهنية.. كان صحفيا بدرجة مقاتل وكثيرا ما كانت تتلبسه روح المقاتل وروح أكتوبر فى العديد من المواقف، ولم ينس يوم أنه كان ضابط مظلات في أشرف معركة عسكرية خاضتها مصر في تاريخها الحديث.

ويتذكر أبناء جيلى من الصحفيين إبراهيم حجازى وهو يتابع عملية إنشاء مبنى نقابتهم، ويقف يوميا بالساعات بين العمال والمهندسين ويسأل فى التفاصيل ويذلل العقبات ويجرى اتصالاته بقيادات وزارة الدفاع، بعد أن كلفها الرئيس مبارك مع شركة المقاولون العرب ببناء مبنى يليق بصحفيي وصحافة مصر وقوتها الناعمة وليخرج المبنى شاهدا على عظمة مصر عندما تقرر وتريد.

ولا تنسى أجيال متعاقبة من الصحفيين نضاله النقابى الطويل وانحيازه الدائم للمستضعفين من أبناء مهنتنا ليس بحثا عن أصوات انتخابية، بل كان يفعل ما يفعل بوازع قوة أخلاقية وشهامة المصرى الأصيل والتى ما كانت ترشده دوما إلى التصرف والموقف السليم.

وأظن أن اجيالا متعاقبة من الرياضيين خاصة لاعبى كرة القدم في النادى الأهلى لا تنسى نصائح وتوجيهات الأخ الأكبر الموثوق به إبراهيم حجازى الذى لم يكن مجرد ناقد رياضي، بل كان اكبر من ذلك بكثير حتى في المواقف التي كان يقسو فيها على لاعب أخذه هوس النجومية واغراءات الشهرة والمال، كان يفعل ذلك بدافع الحرص على مستقبل هذا اللاعب والرغبة في تصحيح مساره، مثل اب يريد أن يقوّم سلوك ابنه وكثيرا ما كان يقول لى إنه يفعل ذلك حتى يحمى مثل هؤلاء اللاعبين من أنفسهم وتخيل شابا- والكلام للمرحوم إبراهيم حجازى- فى العشرينات من عمره يجد نفسه فجأة وقد أصبح كل شيء رهن اشارته، المال والشهرة والإعلانات والصحافة تطارده مع العقود المغرية، ماذا بوسع هذا الشاب أن يفعل إن لم يجد مرشدا يثق به ويعيده إلى جادة الصواب لذلك لم يكن مستغربا أن يصطف نجوم الأهلى وعلى رأسهم الكابتن محمود الخطيب والكابتن حسن حمدى يتقبلون عزاءه بجوار الابن محمد فى مسجد المشير أول أمس.

وعلى الرغم من أن خدماته وافضاله شملت معظم الصحفيين وانا فى مقدمتهم، إلا انه نادرا ما كان يطلب خدمة لنفسه، ولا أنسى ما حييت نبرة الخجل فى صوته، وهو يطلب خدمة مشروعة من إحدى الشخصيات الشهيرة، وعلم من أحد الزملاء أنه تربطنى علاقة صداقة قوية مع هذه الشخصية المحترمة، ورغم مشروعية الخدمة إلا أن نبرة الخجل فى صوته جعلتني أبلغ هذه الشخصية الذى ما إن علم أن الموضوع يخص إبراهيم حجازى، حتى أخذ منى رقم التليفون وسارع للاتصال به أمامى وابلغه أن طلبه سينفذ فورا، وأن لا أحد فى مصر يستطيع أن يتجاهل الدور الوطنى للصحفى إبراهيم حجازى.

هذا هو إبراهيم حجازى الذى كان يضع صورته مقاتلا في صفوف جيشنا العظيم على مكتبه فى الأهرام، وأى مكان آخر يعمل به، وظل حتى آخر كلمة كتبها حريصا على مصالح مصر العليا، وداعيا إلى إنقاذ شبابنا بالرياضة بدلا من تركهم فريسة للفراغ والتطرف وكل ماهو سيئ

وقدم الكثير من المقترحات فى هذا الشأن وربما يتضمن مشروع حياة كريمة جزءا من أفكار إبراهيم حجازى بنشر مراكز الشباب في القرى والنجوع . رحم الله ابراهيم حجازى صحفيا محترما ووطنيا مخلصا.