رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

 

لقد جاءت رسالة السيد المسيح حافلة ومتعددة الأهداف النبيلة لتجديد حياة الناس.. واليوم ومع ميلاد عام ٢٠٢2 نتذكر ما كان يؤكد عليه العالم الناسك الراهب الأب متّى المسكين فى مقالاته التى نُشرت فى مطلع الستينيات للتعريف بالرسالة الأولى للسيد المسيح، وأنه جاء من أجل الخطاة (لم آت لأدعو أبرارًا بل خطاة إلى التوبة)، وأن غاية الرسالة دخول ملكوت السموات، وتحقيق تلك الغاية يكون عبر المناداة الحرة للتوبة لتجديد الإنسان، والسعى الصادق لدعم روحانية الرسالة التى يجب أن توجهها الكنيسة لشعبها وأيضاً للمجتمع المحلى، وفى الخارج عبر كنائسنا المصرية فى كل بقاع العالم، وهى تقوم بها بشكل ينمو ويتطور..

فى مناسبة الميلاد المجيد قال قداسة البابا المتنيح شنودة الثالث «عاشت القديسة العذراء أطهر امرأة فى الوجود، والتى استحقت أن روح الله يحل عليها. وقوة العلا تظللها. والتى بشرها بميلاد ابنها الملاك جبرائيل. وكانت الوحيدة فى العالم التى ولدت ميلادًا بتوليًا بمعجزة لم تحدث من قبل.. لقد جاء توقيت ميلاد المسيح فى عصر مظلم ليعطى رجاء بأن روح الله يعمل حتى فى العصر الخاطئ المبتعد عنه.. لم يكن الفساد السائد فى ذلك الزمن عقبة تمنع وجود الأبرار فيه، كما أن فساد سادوم من قبل لم يمنع وجود رجل بار هو لوط. وفى كل جيل فاسد يستحق طوفانًا ليغرقه، لابد من وجود إنسان بار مثل نوح ليشهد للرب فيه، فالله لا يترك نفسه بلا شاهد.. وهكذا كان العصر الذى ولد فيه المسيح، كان روح الله يعمل - وبخاصة وسط مختاريه - لكى يمنحهم حياة النصرة على ذلك الجو. ولكى يقيمهم شهودًا له. فاستحقوا أن يروا ملائكة. وأن يتسلموا رسالات إلهية» ..

إن ما طرحه قداسة البابا بشكل عام فى تلك المناسبة هو مجموعة من الصور لأحوال زمن الميلاد المجيد، ومن المعلوم فى حياتنا المعاصرة أهمية وقيمة الصورة وأثرها ودورها، وهى فى دنيا الإعلام والصحافة كما يقال عنها تغنى عن ألف كلمة، فقد استطاعت الصورة فى أكثر من حدث عام أو دينى أن تحشد الرأى العام تجاه قضايا معينة وتغير مواقف إنسانية وجماهيرية وعالمية.

والصورة تعد بمثابة وثيقة معتمدة فى حفظ الذاكرة المجتمعية والمكانية، فالعصر الذى نعيش فيه يسير بسرعة نحو تشكيل حضارة الصورة مما يجعلنا نتحدث عن إنسان الصورة بالمعنى الاستهلاكى للكلمة، وعن كوكب الصورة أى الكرة الأرضية كمكان، يعنى بإنتاج واستهلاك الصورة..

ونحن نحتفل بعيد ميلاد السيد المسيح، لعل من الملاحظ الدور الروحى المهم الذى تلعبه الأيقونة «الصورة الدينية» فى حياة الإنسان المسيحى، فهو يحبها ويحاكيها وتحاكيه وتبعث فى نفسه السكينة والولاء الإيمانى لكنيسته التى تزدان جدرانها بها، ويطمئن بوجودها على حوائط بيته، ويقبلها ويزينها بالورود ويضعها بين أوراق مكتبه وفى محفظته ـ ويوقد أمامها الشموع ويطوف بها فى كنيسته عند الاحتفال بنياحة رمزها أو استشهاده أو تكريس الكنيسة. وينشد لها المدائح والتماجيد والترانيم. وحضور الصورة أمامه هو بمثابة حضورٍ لأصحابها وكأنهم يرافقونه فيستأنس بهم ويسعد بصحبتهم.

---

[email protected]