رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

 

تعتبر قصة أوزير، أو أوزيريس فى النطق اليونانى لاسمه، وايست، أو إيزيس فى النطق اليونانى لاسمها، من أشهر القصص والأساطير فى مصر القديمة والعالم كله. وكان المعبود أوزيريس سيد الأبدية، ورب الموتى، وحاكم العالم الآخر، ورمز الخير والهناء فى مصر القديمة. وتم قتله عن طريق أخيه الشرير ست. وتعددت الآراء حول المكان الذى دُفن فيه المعبود أوزيريس؛ فهناك من رأى أنه لا يخرج على كونه هليوبوليس، وآخر رأى أنه أبيدوس، وثالث قال إنه أبوصير. وتجمع أغلب الآراء على اختيار المكانين الأخيرين ليكون أحدهما مقام أوزيريس.. وترجع معظم الآراء أبيدوس.

ويعتبر المعبود أوزيريس أهم وأشهر ورأس مجمع الآلهة المصرية القديمة. وظهرت عبادته فى عصر الأسرة الخامسة عندما ذُكر اسمه فى «متون الأهرام» الخاصة بالملك «ونيس» آخر ملوك الأسرة، وذُكر أيضًا فى مقابر أشرافها. واعتبره المصرى القديم إلهًا خالصًا له القدرة على الخلق والإبداع والابتكار وتم تمثيله كرب للعالم الآخر وسيد للموتى ومن ثم الأبدية. وبرغم اعتقادهم بأن كل المعبودات عرضة للموتى فيما عدا أوزيريس، فقد تعرض أوزيريس لمحاولة غدر وخيانة من قبل أخيه الشرير «ست» الذى قتله ووزع أجزاء جسده عبر الأرض المصرية. ونجحت أخته وزوجته الوفية إيزيس فى تجميع أجزاء جسده وإعادته للحياة مرة أخرى، وفقًا للأسطورة الأوزيرية.

وإذا حاولنا تحديد مكان عبادة أوزير الأول، يصعب علينا ذلك، لكنه ارتبط بهليوبوليس «عين شمس حاليًا» وجاء ذكره فى «متون الأهرام» مع إيزيس وست ونفتيس كواحد من أبناء الرب «جب» «رب الأرض» والربة «نوت» «ربة السماء» وكواحد من الآلهة التسعة «التاسوع» العظيم الخاصة بمدينة عين شمس. وتشير النقوش فى هليوبوليس إلى أن أوزيريس تم تصويره مع بقية أفراد التاسوع المقدس. ولعل أهم مكانين ارتبط بهما الإله هما: أبيدوس وأبوصير. وفى أبوصير، اتحد مع معبودها القديم وأخذ كثيرًا من صفاته. وفى أبيدوس، اتحد مع معبودها القديم «خنتى امنتيو»، كما سلف القول، واتحد كذلك مع ملوك الموتى.. وأصبح سيدًا للغرب، وحاكمًا لعالم الموتى، وإمامًا للغربيين أى الموتى الذين كان يتم دفنهم فى الغرب عادة. وتم تصوير الإله فى هيئة آدمية وكان له شعر مستعار ولحية يخصان المعبودات.. وصُور أيضًا على شكل مومياء ذات أرجل متصلة ملتصقة ببعضها البعض إشارة إلى طبيعة الإله الجنائزية وارتباطه بعالم الموتى. وظهر فى عصر الدولة الوسطى بالتاج الأبيض فوق رأسه إشارة إلى أصله الصعيدى. وارتدى كذلك فوق رأسة تاج يُعرف بـ«الآتف». وارتبط الرب أوزيريس بالزراعة والبعث والاخضرار والهناء وإعادة إخصاب التربة المصرية. وكان له الدور الأعظم فى محكمة الموتى فى العالم الآخر.. واتحد مع عدد مع المعبودات الأخرى المهمة فى مصر القديمة.

وفى النهاية، أقول إن قصة الرب أوزيريس هى قصة مثيرة مثل حياته وموته ودفنه وأسطورة بعثه وحمل زوجته المخلصة إيزيس منه فى طفله وولى عهده الرب حورس. إن هذه هى قصة الأسطورة وصناعتها فى مصر الفرعونية مبدعة الآثار والمليئة بالكثير من الغموض والسحر والجمال الأسرار.

مدير متحف الآثار - مكتبة الإسكندرية