عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الناصية

بوفاة رسول الله، وانقطاع الوحي.. لا عصمة لأحد، سواء كان خليفة أو حاكماً أو ملكاً أو رئيساً.. وكل من جاء بعد رسول الله يمكن أن ينطق عن هوى، فلا وحى يوحى إليه ولا يمتلك عصمة مطلقة في أي شيء.. وأن كل أفكاره وكلماته وقراراته وسياساته يأخذ منها ويرد. كما قال الإمام مالك: «كل يُؤخذ من كلامه ويُرد إلا صاحب هذا القبر» ويقصد النبي عليه الصلاة والسلام. حيث إن رسول الله هو الوحيد الذي نزلت من أجله هذه الآيات من سورة النجم: «وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى» (3) «إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى» (4). كدليل على ان كل ما ورد عن رسول الله إنما هو وحي من الله عزّ وجلّ.. وأن كل حاكم تولى أمور المسلمين بعد رسول الله لا يُوحى إليه وليس معصوماً من الخطأ، ويمكن ان ينطق عن هوى وبالتالي لا يحق لغير رسول الله أن يقول إنه الحاكم بأمر الله في خلقه!

وحتى عصمة رسول الله من الخطأ ليست مطلقة، ولا كل ما يقوله وحي يوحى.. «ما كان لنبيّ أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض» و«عفا الله عنك لم أذنت لهم». فقد عاتب الله تعالى رسوله على استبقاء أسرى بدر بالفداء، وعلى الإذن لمن ظهر نفاقهم في التخلف عن غزوة تبوك، والعتاب لا يكون فيما صدر عن وحي، فيكون عن الاجتهاد. ولذلك اختلف الفقهاء حول حصر الوحي وعدم النطق عن الهوى علي القرآن الكريم فقط وليس في كل اقوال رسول الله، بما في ذلك السنة. مؤكدين أنه ليس كل كلام ينطق به النبي صلى الله عليه وسلم يكون وحيًا من عند الله، وأن النبي معصوم من الخطأ فيما يبلغه عن الله، بخلاف غيره من كلام يحتمل الاجتهاد. ولذلك قال رسول الله: ما أخبرتكم أنه من عند الله فهو الذي لا شك فيه. وعن أَبى سعيد الخدري أَن رسول اللَّه صَلَى اللَّه عَلَيه وَسلم قَالَ: (لا تَكْتُبُوا عَنِّي وَمَنْ كَتَبَ عَنِّي غَيْرَ الْقُرْآنِ فَلْيَمْحُهُ وَحَدِّثُوا عَنِّي وَلا حَرَجَ) رواه مسلم (الزهد والرقائق/5326).

ومن اجتهاد رسول الله في الأمور الدنيوية التي راجع فيها هو نفسه أنه مرَّ بقوم يلقحون نخلهم، فقال: لو لم تفعلوا لصلح، فخرج شيصًا (وهو التمر الصيص الذي فسد او غير مكتمل النضج)، فمر بهم فقال: ما لنخلكم؟ قالوا: قلت كذا وكذا؟ قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم. رواه مسلم.. وفي رواية لأحمد وابن ماجه: إن كان شيئًا من أمر دنياكم فشأنكم به، وإن كان من أمور دينكم فإليّ.

ولهذا.. فإن ادعاء أي حاكم أو خليفة أنه يحكم بأمر الله، فهو حق يراد به باطل، وهو السيطرة على المحكومين واستلاب عقولهم، وخرس ألسنتهم، ومنعهم من التفكير.. فمن يعصى أمر الله، ومن يخالف أمر الله، ومن يقول رأياً مغايراً لأمر الله.. وفي ذلك زهقت أرواح ملايين المسلمين وغير المسلمين بأيدي حكام وملوك وسلاطين ورؤساء مسلمين.. باسم الله!

والسلطة في الإسلام.. أفسدت المسلمين، والصراع على السلطة بين الحكام المسلمين، أضرت بالإسلام.. والحقيقة أن الصراع على الخلافة بعد رسول الله حدث أصلاً قبل وفاة رسول الله، وأن حادثة خلاف الأنصار والمهاجرين على اختيار الخليفة لم تطرأ في نفس اللحظة بسقيفة بنى ساعدة، ولم تظهر فجأة بعد معرفة وفاة الرسول.. ولكنها كانت أمراً كامناً في الصدور، وكل فريق من الأنصار (أهل المدينة) أو المهاجرين (أهل قريش) من ناحية، ومن آل البيت كفريق ثالث بين الفريقين، من ناحية أخرى يضمر للآخر توجساً وريبة وخوف من استيلاء فريق على السلطة أو الخلافة قبل الآخر!

وليس دقيقاً، كما يقول علماء السنة، إن الصراع المكتوم بين الأنصار والمهاجرين، كان صراعاً على حب رسول الله والتقرب إليه، وكذلك ما يقوله علماء الشيعة بأنها كانت حرباً ضد على بن أبى طالب وآل البيت. وإن سلمنا بصحة ذلك جزئياً، إلا أن الصراع أصلاً كان أقدم من ذلك ومن أيام الجاهلية.. فليس من المنطقي أو الطبيعي أن يتخلص العرب الذين دخلوا الإسلام منذ بضع سنوات، من القبلية والعصبية، التي تربوا عليهما منذ مئات السنين!

من الشارع:

لأول مرة في التاريخ.. تتكاتف دول على دولة واحدة.. فكل الحروب العالمية كانت عبارة عن مجموعة دول تحارب مجموعة دول أخرى.. ولكن تظل مصر وحدها متفردة حتى في العدوان عليها.. فكل الدول المحيطة والبعيدة بمصر الفرعونية كان لا حلم لها سوى غزوها واحتلالها، وكل الامبراطوريات الكبيرة مثل الرومانية والبريطانية والفرنسية كانت طامعة في مصر، حتى أمريكا وإسرائيل، كانت ولا تزال أطماعهما في المنطقة هي السيطرة على مصر.. ولما فشل الجميع بما في ذلك صغائر الدول مثل قطر وتركيا، أطلقوا هؤلاء الفئران في محاولة بائسة ويائسة لضرب أقدم وأعرق دولة في العالم.. ولأنهم جهلاء مثل الذين ربوهم في جحور أجهزة المخابرات.. لا يعرفوا أن مصر بقيت، وباقية بتاريخها وحضارتها.. حتى يرث الله الأرض.. وعليها مصر!

[email protected]