عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رؤية

قد يكون من المناسب أن نتعايش ونقترب من إبداعات «فنون الأيقونة القبطية» ــ والتي لها علاقة هائلة ووطيدة برحلة تاريخية للعقيدة الإيمانية المسيحية التي امتدت على مدى أكثر من ألفي عام ــ مع بداية صوم الميلاد المجيد الذي وثقته الأيقونة بروعة..

و«الأيقونة» كلمة يونانية بمعنی ماثل أو شابه، وهي تعنى صورة أو مثالا لشخص أو حدث. وفي الاصطلاح الكنسي صورة يمثل فيها شخص السيد المسيح أو السيدة العذراء أو أحد القديسين أو الشهداء أو قصة من قصص الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد، مرسومة إما على الخشب بمواصفات خاصة وإما على الحوائط أو على القماش بألوان معينة، وخامات خاصة، وبالأخص الأيقونة القبطية.

كما أن الأيقونة تسمى بالفن الليتورجي، أي «خدمة»، يُقصد بها العبادات والصلوات الاجتماعية بكل انواعها، ولكن استقر الرأي على إطلاق هذا الاصطلاح على القداس الإلهي تحديدًا، من خلالها يتذوق المؤمن روح الصلاة، فلا تنحصر مشاعره في الأحاسيس الجسدية والمادية، بل ترتفع فوق هذا العالم إلى الحياة العتيدة محولاً ما هو جسداني إلى روحی.

ولا تعبر الأيقونة عن تاريخ معين بل تدخل في السر الذي وراء التاريخ، لذلك يمكن جمع أكثر من حدث في تواریخ مختلفة في أيقونة واحدة مثلاً: ( الميلاد – زيارة المجوس – زيارة الرعاة ) مثل أيقونة الميلاد التي يظهر فيها ثلاثة أحداث.

الأيقونة شاهدة على قلوب البشر ( نبکی – ونصلی – ونتضرع )، وشاهدة على صرخات البشر من قسوة العالم، فالأيقونة تحول أنظارنا من الأيقونة الزائفة "المادة" إلى الحقيقية بالروح، وهی نداء المسيحي ليدخل مدار الصلاة، أيضا تبث لهب القداسة في القلوب التي صارت جمرتها رطبة.

ولا يمكن الحديث عن الأيقونة القبطية ولا نأتي ونذكر إسهامات الفنان المصري العالمي الراحل «عادل نصيف»، فهو صاحب الرؤية الخاصة البديعة لدور وأهمية فنون الأيقونة .. فقد كان مهمومًا بشكل دائم بدراسة والاقتراب من التراث القبطي، ولكن برؤية تحترم وتحرص على فكرة ارتباط ما يبدع بالجذور الأصلية للفن القبطى القديم.

والمتابع لإبداعات «نصيف» يتأكد له قناعات الفنان بأن سمات الفن القبطى تعنى فن البعد عن الواقع، لأنه كان يركز على ما يتأمل فى الفن المصرى القديم، حيث يرسم الأشخاص بشكل فنى يخدم الفكر الدينى.

ويؤكد دومًا فنان الأيقونة «عادل نصيف» سفير الفن القبطي، كما أطلق عليه محبوه، على ضرورة أن نقف على جذور هويتنا التى يحترمها العالم  ولا نلهث لجلب وتقليد ما هو أقل من قيمتنا.

من أهم أعمال «نصيف» في الخارج موزاييك وأيقونات كنيسة الملاك ميخائيل بباريس حيث قام بعمل جدارية ضخمة للعائلة المقدسه 10 أمتار وارتفاع 3 والنصف متر، و جدارية شواهد القيامه12 مترا وارتفاع 5 أمتار بخامة الموزاييك لتزين بروحانية مبهرة واجهة الكنيسة، وفي عام 2012 أدرجت وزارة الثقافة الفرنسية أعماله من الموزاييك الأيقونات بكنيسة الملاك في باريس كتراث ثقافى يستحق الزيارة السياحية..

وللمقال تتمة بعمود «رؤية» القادم.

[email protected]