عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خط أحمر

 

 

 

اختار الرئيس أن يخاطب الأشقاء الليبيين من فوق منصة مؤتمر باريس بأنهم أحفاد عمر المختار، وقد كان اختيارًا رئاسيًا موفقًا للغاية، لأنه اختيار يلمس وترًا حساسًا فى أعماق كل ليبى!

كانت فرنسا قد دعت إلى المؤتمر أول هذا الأسبوع، ورغم أن مؤتمرات عديدة انعقدت من قبل حول القضية الليبية، إلا أن مؤتمر باريس يختلف فى عدد من النقاط، أهمها أنه هدد بمحاسبة كل طرف يعرقل اجراء الانتخابات فى موعدها المقرر فى الرابع والعشرين من ديسمبر المقبل، وهدد كذلك بفرض عقوبات من جانب مجلس الأمن على كل الذين يمكن أن يقفوا فى طريق تنظيم العملية الانتخابية فى موعدها!

وهكذا يتبين لكل الذين تابعوا أعمال المؤتمر، أن هناك ارادة دولية فى اتجاه عقد الانتخابات فى موعدها، وأن ما يتبقى هو أن تتوفر الإرادة الليبية كاملة، وأن يكون مؤتمر باريس جادًا بنسبة مائة فى المائة فى ترجمة تهديده المعلن إلى عمل على الأرض، إذا ما اكتشف أن طرفًا أو أطرافًا تقف فى طريق اتمام الانتخابات التى ستجرى بالتزامن فى الرئاسة والبرلمان!

وليس مطلوبًا من كافة الأطراف السياسية فى ليبيا، إلا أن تنصت جيدًا إلى خطاب الرئيس فى المؤتمر، لأنه خطاب مصرى صادق ومخلص، فلم تكن القاهرة فى أى وقت طامعة فى شيء من الثروات الليبية، ولم تكن راغبة فى شيء سوى أن تكون ثروات ليبيا لأبناء ليبيا وحدهم، وسوى أن يستقر هذا البلد فلا يكون خطرًا على نفسه ولا بالطبع على دول الجوار!

عاش عمر المختار بطلًا ومات بطلًا، ولم يكن يساوم على شيء من حرية أهل بلده ولا على شيء من استقلاله، ولم يجد الإيطاليون الذين كانوا يحتلون البلاد وقتها مفرًا من القبض عليه وتقديمه إلى محاكمة صورية قادته إلى حبل المشنقة عام ١٩٣١، ولكن ذلك لم يجعله يلين أو يفاصل، وكان ولا يزال رمزًا للشجاعة والوطنية والرجولة والكرامة فى نظر كل ليبى!

وعندما أخرج الراحل مصطفى العقاد فيلم «أسد الصحراء» عن حياة ذلك الرجل الشجاع، فإن الفيلم حقق شعبية جارفة بين المشاهدين، كما أن بطل الفيلم الممثل المكسيكى الأمريكى أنتونى كوين، صار وجهًا مألوفًا ومحبوبًا لدى كل مشاهد عربى!

كان عمر المختار ينتمى إلى إقليم برقة الليبى على حدودنا الغربية، وقد عاش هذا الإقليم يفاخر بالرجل فى كل وقت، ولو اقتدى كل ليبى بالمختار، فلن يكون لمرتزق وجود على أرض ليبيا، وستكون ليبيا لأهلها، وسيكون خطاب الرئيس قد أصاب الهدف!