عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

رسالة حب

 

 

 

 

لم تترك الدكتورة هالة زايد بصمة فى وزارة الصحة على مدار الفترة التى تولت فيها المسئولية.. كل ما فعلته أنها ذهبت إلى الصين بجرأة وشجاعة فى أصعب أوقات كورونا.. باستثناء هذا الأمر لم نجد إنجازاً ملموساً نذكره الآن بعد رحيلها.. حتى إن أضعف الإيمان لم تفعله.. فعندما ثار الجميع على المتحدث الرسمى للوزارة ووصل الأمر إلى انتفاضة من مجلس نقابة الصحفيين لم تتحرك ولم يصدر عنها أى قرارات ولا حتى مجرد تعقيب على الأزمة والتزمت الصمت التام وكأن ما حدث يخص وزارة أخرى.. وظهر الفارق واضحاً بينها وبين الدكتور خالد عبدالغفار القائم بأعمال وزير الصحة فى هذه الأيام، حيث أصدر تعليمات منذ اللحظة الأولى بحذف اسم المتحدث الرسمى من البيان اليومى للوزارة حول تطور الإصابات والوفيات وحالات التعافى من كورونا.. ولاقى قرار الوزير استحساناً كبيراً من الجميع سواء داخل الوزارة أو خارجها.

عاصرت العديد من وزراء الصحة خلال وجودى فى مجلس الوزراء كمحرر لشئون المجلس بجريدة الوفد، وذلك على مدار سنوات طويلة.. ترك معظمهم بصمات واضحة ظلت باقية إلى يومنا هذا.. أذكر فى مقدمتهم الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة الأسبق.. الوزير السياسى الذى جاء من البرلمان إلى الوزارة ليؤكد أن منصب الوزير هو منصب سياسى قبل كل شىء.

أنشأ الدكتور إسماعيل سلام مستشفيات اليوم الواحد وحوّل معهد ناصر إلى قلعة طبية ما زلنا نفخر بها حتى يومنا هذا.. وقام بتطوير المستشفيات الكبرى سواء على مستوى المبانى أو العنصر البشرى.. كان إسماعيل سلام الوزير الإنسان محبوباً من الجميع، واستطاع أن يدفع قطاع الصحة إلى الأمام فى وقت لم تكن فيه الإمكانات المادية تكفى لأى تطور يذكر.

ومن أبرز وزراء الصحة الذين عاصرتهم هو العالم الكبير والوزير الخلوق المحبوب الدكتور محمد عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق.. جمع بين العلم والوزارة.. وكان يدير بنظرية الإدارة بالحب.. أكمل مسيرة تطوير المستشفيات واهتم بالعلاج المجانى على نفقة الدولة لإحساسه بالمواطن، واستطاع أن يعبر أزمات كثيرة.. لم تفارقه الابتسامة والتفاؤل طوال وجوده فى الوزارة.. وكان حلقة الوصل بيننا وبين الرئيس مبارك أثناء إجرائه العملية الجراحية فى ألمانيا.. وكنا نطمئن منه على الرئيس الذى كان مصحوباً بدعوات المصريين سواء كانوا المؤيدين له أو المختلفين معه.

أثبت الدكتور عوض تاج الدين أن العالم يمكن أن يكون وزيراً وسياسياً، وأن العلم ليس فى المعامل والقاعات ومراكز البحوث فقط.. وحقق نجاحات كبيرة وقت توليه الوزارة.. حتى إنه عاد اليوم إلى المشهد من جديد فى تجربة لم تحدث من قبل.. عاد فى أزمة كورونا ليكون مستشاراً للرئيس وبطمأنينة وثقة قاد دفة الأمور وطمأن المصريين فى أصعب لحظات مر بها العالم بأسره.

أما النموذج الثالث فكان الدكتور حاتم الجبلى الذى جاء من خلفية رجل الأعمال الناجح ليتولى إدارة وزارة الصحة بفكر القطاع الخاص.

نجح الدكتور حاتم فى إحداث طفرة ملموسة فى قطاع الصحة فى عهده واستفاد من تجربته الشخصية فى القطاع الخاص.

جاء الثلاثة «سلام» و«تاج الدين» و«الجبلى» من أوساط وخلفيات وتجارب مختلفة، وكان لكل منهم بصمة واضحة.. أما الدكتورة هالة زايد فلم نعرف لها تجربة سابقة ولم تترك بصمة واضحة، وهذا يدعو إلى الدقة فى اختيار الوزير الجديد لأن المسئولية ستكون كبيرة.