رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الجمهورية الجديدة

تحدثنا فى المقال السابق عن «كيف انتصرت مصر فى معركة الإرهاب الأسود، فى الوقت الذى أصبحت فيه العديد من دول المنطقة مرتعًا للجماعات الإرهابية، والتدخلات الأجنبية»، وتوقفنا عند «إرهاب الفكر»، الذى أصبح أكثر خطرًا، وأشد فتكًا من الحروب التقليدية، بعدما تغيرت قواعد اللعبة، وصارت الأدوات أكثر تعقيدًا لا تقتصر على الأسلحة والذخائر فقط، بل تعتمد على المخططات التى توجه إلى العقول، لخلق حالة من عدم الثقة بين الشعب والإدارة، الأمر الذى يتطلب نشر الوعى وتنميته، وزرع الانتماء الوطني.

«الحروب اللامتماثلة».. ربما يبدو هذا المصطلح جديدًا على مسامع البعض، لكنه فى حقيقة الأمر أصبح واقعًا نعيشه حاليًا، وهذا النوع من الحروب الناعمة يعتمد على مجموعة أفكار موجهة ومدروسة من جهات خارجية، تستهدف تدمير منظومة القيم الثقافية والروحية، وانهيار الروح المعنوية، لتسهيل اختراق المجتمعات، وزعزعة الاستقرار الداخلي، ومن ثم إفشال الدول وإسقاطها، واستنزافها، وتفتيت قدراتها، وإذلالها.

ولعل من أخطر أدوات «الحروب اللامتماثلة» على الإطلاق، إن لم يكن السلاح الأهم من وجهة نظرى المتواضعة، هو العمل على إصابة المواطنين باليأس والإحباط، ورفع حالة السخط ضد الدولة، من خلال مجموعة من الآليات تتمثل فى «الترويج للشائعات، ونشر الأخبار المغلوطة والزائفة، وتلوين وتشويه وقلب الحقائق، وزرع روح التشكيك بين الجميع، وإثارة الفتن، وتضليل الرأى العام، وتعبئة المشاعر بالسلبيات والروح الانهزامية والتشاؤم وقتل الأمل، وممارسة ضغوط دولية لتشويه السمعة...»، وغيرها من الأمور التى تصادفنا بشكل يومى سواء على مواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الإعلام الأجنبية، أو من خلال التعامل مع بعض المحيطين بنا، لذلك فبينما الدخول فى الحروب التقليدية يعد أمرًا اختياريًا فى أغلب الأحيان، يخضع لرؤى الدول وتقديراتها وقراراتها وقدراتها العسكرية، تكون المشاركة فى الحروب غير النمطية إجبارية «حرب بالإكراه» ليس لها بدايات واضحة وتوقيتات محددة.

لقد أصبح لزامًا علينا جميعًا بعد حالة الاستقرار التى تعيشها مصر حاليًا فى جميع المجالات - والتى تُزعج بعض القوى الخارجية وأهل الشر، وتثير حفيظتهم- أن نساهم وندعم هذا الاستقرار، بتعزيز الانتماء الوطني، على مستوى الأسرة، والأصدقاء، وزملاء العمل، والمجتمع بأكمله، وأن تتكاتف «وسائل الإعلام والمجتمع المدنى والأحزاب...»، حفاظًا على الأمن القومى المصري.

.. و«للحديث بقية»

[email protected]