عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

كنوز الوطن

 

 

 

فى مدرسته تعلم الكثيرون فنون الموسيقى، وانطلقت عشرات المواهب من الموسيقيين والملحنين، وعلى أنغامه أبدع كبار المطربين، تألق مع كوكب الشرق وانجلى مع العندليب وتفوق مع عبدالوهاب، تعلم عزف العود صغيرا فأبهر العالم بالكمان كبيرا، وصفوه فى الغرب ب «موتسارت العرب» لم لا وهو واحد من أهم عازفى آلة الكمان فى المنطقة العربية، صاحب مدرسة خاصة فى تعليم الموسيقى ليس للغناء فقط ،بل وللابتهالات أيضا والثنائى الذى كونه مع الشيخ محمد عمران خير شاهد ٨٨ عاما عاشها داغر راهبا للموسيقى لم يحترف غيرها ولم يعشق سواها، فخلف من ورائه تراثا ضخما من الفن الجميل الذى سيظل ممتعا مهما مرت السنون لأنه إبداع عشق وليس استرزاقا. عم عبده كما كان يحب أن أناديه تعرفت عليه منذ سنوات قبل رحيله وارتبطت به إنسانيًا لدرجة كان يدعونى كل فترة لمنزله الذى حوله منذ عشرات السنين إلى ملتقى للفنانين والموسيقيين والمبتعثين لتعليم الشباب الموسيقى كان بسيطا فى حياته، طيبا فى تعاملاته، متواضعا فى حديثه، وطنيا فى مشاعره، مصريا خالصا فى ذوقه الفنى وتقاليده ومبادئه منذ صغره عشق الموسيقى وعلم نفسه بنفسه، وكما قال لى فقد أسس لنفسه منهجا موسيقيا، فقبل ذلك كنا نعتمد على المناهج التركية والغربية لكن داغر لم يقبل بهذا وأصر أن يكون للموسيقى المصرية قالبها الخاص، فكان من مؤسسى فرقة الموسيقى العربية التى أحدثت نقلة فى فنون الموسيقى المصرية الأصيلة. كانت لديه قناعة أن المشايخ هم أساس المزيكا فى العالم وطالب بكتابة أسماء المتميزين منهم على الشوارع كى تتعرف الأجيال القادمة على الرموز الفنية والموسيقية والمبتهلين والقراء فى مصر.

وضعت له ألمانيا تمثالا بجوار تماثيل «موتسارت» و«بتهوفن» و«باخ» فى حديقة الخالدين تكريما له ولإبداعاته، وكُرم من قبل مؤسسات عالمية، منها دبلومة فخرية فى الموسيقى العربية عام 2005 من زيوريخ بألمانيا، لتدريسه فى الجامعة الآلات الوترية والنحاسية والنفخ، كما كرّمته جامعة جينيف، فيما اختيرت مؤلفاته ضمن مناهج تعليم الموسيقى فى أكثر من دولة أجنبية.

كان لا يمل الحديث عن الفن وهمومه وأهميته وكيفية الحفاظ عليه وعلى مستوى الموسيقى وكان يخشى من توغل موسيقى المهرجانات التى كانت تزعجه كثيرا وكان يحمل بداخله أفكارا متعددة. كان يتمنى ان يمهله القدر لينفذها، لكنه غادرنا وترك المهمة لأجيال كان يراها قادرة على المحافظة على التراث والفن الراقى والسيرة العطرة المليئة بالنجاح والتميز.

داغر الذى ولد فى طنطا عام ١٩٣٦ وكانت بدايته مع العود تأثرا بمهنة والده صاحب الورشة الأشهر لصناعة العود فى الدلتا، يمكن اعتباره واحدا من أبناء مصر المخلصين الذى لم يغير مسكنه ولا طبيعته وكان دائم الحمد والشكر لله، وما أسعدنى هو مشاركة الممثل الشاب مصطفى داغر مع الفرقة الموسيقية فى عزف ألحان جده الراحل الموسيقار عبده داغر بعد تكريمه فى حفل افتتاح مهرجان الموسيقى العربية، وأهدت دار الاوبرا المصرية الدورة الثلاثين من المهرجان إلى الموسيقار عبده داغر فى تكريم من الدولة المصرية لمبدعيها.